الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • "تحت الشجرة" فيلم يمنح تونسيات ريفيات مساحة للتعبير بحرية

تحت الشجرة

قدمت المخرجة التونسية الفرنسية أريج السحيري فيلمها الروائي الأول بعنوان "تحت الشجرة"،  حيث أعطت فيه مساحة للنساء الريفيات التونسيات لإنشاء عالم صغير يعبّرن فيه بحرية رغم قيود مجتمعهنّ المحافظ.

تتحدث قصة الفيلم عن عاملات في قطاف التين في منطقة ريفية شمال غرب تونس، يتشاركن أسرارهن وقصص حبهن وخلافاتهن.

وسيطرح الفيلم الروائي الطويل في صالات السينما الأوروبية قريباً، وقد اختير ليمثل تونس في مسابقة الأوسكار لعام 2023 في فئة أفضل فيلم أجنبي.

اقرأ المزيد: الحقوقية السورية "جمانة سيف" تحصل على جائزة آن كلاين للمرأة 2023

وتقول السحيري في مقابلة مع وكالة فرانس برس إن حقل أشجار التين المتاخم لقرية "كسرى" يمثل فضاء للحريّة تتبادل فيه العاملات وخصوصاً الشابات منهن، الأحاديث والنقاشات في كل المواضيع وبكل حرية.

وحاول الممثلون وهم هواة ينحدرون من هذه المنطقة ومعتادون على العمل في المجال الزراعة، سرد قصص من حياتهم القاسية التي تشبه إلى حد ما صلابة جذع الشجرة، ولكنها في الوقت نفسه هشّة وحساسة كثمرة التين الناضجة.

وأضافت أريج: "الفيلم مستوحى من أحداث حقيقية حدثتني عنها العاملات في المزارع اللاتي يعملن بجد طوال العام، وأيضاً من فتيات المدارس الثانوية اللاتي يأتين في الصيف خلال العطلة".

تؤدي الممثلة أماني الفضيلي دور الفتاة "فداء" في الفيلم، وهي في الأصل تعمل قاطفة للكرز خلال عطلة الصيف في قريتها.

اقرأ المزيد: أربع نساء كرديات في قائمة الـ (100) الاكثر تأثيراً بالعالم

وتدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الفتيات الشابات يقطفن التين الناضج والهشّ ثم يسلّمنه إلى نساء أكبر سناً لتوضيبه بعناية داخل صناديق ويحصل كل ذلك بإشراف رئيس العمل، الذي يمثل رمزا للسلطة الأبوية التقليدية.

أنتج الفيلم بميزانية متواضعة بلغت 300 ألف يورو، وهو "فيلم عن الفرد والجماعة لأنهما متلازمين"، بحسب ما ذكرت السحيري.

يتطرق العمل أيضا إلى مفهوم التضامن بين النساء حين يتقاسمن الغداء، وكذلك الرغبة في التحرّر، ويظهر ذلك بوضوح عندما يذهبن في نزهة مع الصبية بجانب النهر أو عندما يتجملن بعد يوم من العمل الشاق، ويلتقطن صورا وينشرنها على مواقع التواصل الاجتماعي.

تقول المخرجة: "شبابنا معاصر كما في باقي العالم"، مضيفة أنها تحاول تفادي الصور النمطية للمرأة الريفية والتي تُسوق للخارج على أساس أنها انطوائية وبائسة.

تدرك بطلة الفيلم  "فداء" ورفيقاتها الوضع الاقتصادي والسياسي الصعب الذي تمر به تونس، لكنهن لا يتخلين عن الحلم بمستقبل أفضل.

اقرأ المزيد: الهواتف الذكية وراء التهاب مفاصل الأصابع!

كما تظهر المخرجة نساء تجاوزن الخمسين من العمر، مرهقات من عناء السنين، يقضين فترة الاستراحة لأخذ قيلولة أو الحديث في مسائل تخص آلامهن الجسدية.

ويطرح الفيلم هذا التقاطع بين الجيلين، إذ إن العاملات قد يعكسن صورة لمستقبل الفتيات.

ومنحت المخرجة مطلق الحرية للممثلين لارتجال الحوار مع احترام ركائز السيناريو، خصوصا لناحية سهولة التعبير لدى الشباب بكل حريّة وببساطة وبصدق وعفوية.

لم تفكر السحيري عند إنجاز هذا الفيلم، في إمكان حصوله على الجوائز ولا في تمثيله تونس في الأوسكار.

وقد نال الفيلم جائزة "التانيت الفضيّ" في مهرجان أيام قرطاج السينمائية عام 2022، بعد فوزه بجائزة "بايار دور" في مهرجان الفيلم الفرنكوفوني في نامور في بلجيكا، وجائزة لجنة "ايكو برود" في مهرجان كان السينمائي.

والفيلم إنتاج مشترك بين كل من تونس وفرنسا وسويسرا وألمانيا وقطر، وبدأ عرضه في دور السينما الفرنسية ، كما جرى توقيع عقود لتوزيعه في إيطاليا والمملكة المتحدة.

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!