-
في يريفان وإسطنبول.. إحياء ذكرى إبادة الأرمن عام 1915
-
الرأي العام في تركيا يبدأ بالتغيير تجاه الإبادة الجماعية للأرمن
يصادف الـ24من أبريل ذكرى الإبادة الجماعية التي ارتكبتها الدولة العثمانية بحق الأرمن عام 1915، حيث أعدمت حوالي 250 شخصاً من نخبة المجتمع الأرمني (قادة ومثقفين وكتّاب ورجال دين) في إسطنبول، لتكون بداية لمجازر أكبر وأكثر شناعة قضت على مئات الآلاف.
امتدت المجازر التي ارتكبت بطرائق متعددة ووحشية ومنهجية بداية من المثقفين فالرجال ثم النساء والأطفال بعد مسيرات التهجير، لتشمل السريان والآشور فوصل تعداد الضحايا إلى نجو المليون ونصف في واحدة من أكبر عمليات الإبادة الجماعية في التاريخ قبل سقوط الخلافة العثمانية ونهاية الحرب العالمية الثانية.
وأشاد آلاف الأرمن، في 24 أبريل في يريفان عاصمة أرمينيا، بضحايا المجازر التي ارتكبتها الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى. ما تزال التوترات بين أرمينيا وتركيا في أعلى مستوياتها، في حين أن هذه الإبادة الجماعية معترف بها رسمياً فقط من قبل حوالي ثلاثين دولة في العالم.
لم يدرج الاعتراف بالإبادة الجماعية على قائمة المناقشات بين أرمينيا وتركيا اللتين لم تربطهما مطلقا علاقات دبلوماسية رسمية واللتين أغلقت الحدود المشتركة بينهما منذ العام 1993.
ويعتبر مراقبون أن غياب هذه المسألة عن قائمة المحادثات قد يسهل تقدمها لأنه بالرغْم من تحقيق تقدم في المجتمع ورسائل التعزية التي تقدمها الرئاسة التركية منذ العام 2014 لأحفاد الأرمن الذين قتلوا عام 1915، فإن موقف أنقرة لم يتغير فعليا.
واعترفت العديد من المنظمات الدولية رسمياً بالإبادة الأرمنية مثل "الأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي ومجلس أوروبا ومجلس الكنائس العالمي ومنظمة حقوق الإنسان وجمعية حقوق الإنسان التركية وجمعية الشبان المسيحيين". كما تعترف 20 دولة بالإبادة الأرمنية.
وتستأنف منظمات غير حكومية في تركيا الأحد إحياء ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن بعد توقف النشاطات المرتبطة بالمناسبة لعامين بسبب كوفيد والحظر الحكومي، فيما تحاول أنقرة ويريفان تطبيع العلاقات.
يُحيى ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن التي ارتكبتها القوات العثمانية عام 1915، في 24 نيسان/أبريل وهو التاريخ الذي بدأت فيه عمليات توقيف المثقفين الأرمن الذي يعتبر بداية الإبادة الجماعية.
وبدأ مثقفون أتراك إحياء ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن منذ العام 2005، وهو موضوع بقي محظورا لعقود في تركيا التي ترفض مصطلح إبادة جماعية وتشير إلى حرب أهلية فاقمتها مجاعة.
وقالت عائشة غونايسو عضو جمعية "آي إتش دي" الحقوقية التي كانت من الناشطين الأوائل الذين ينظمون هذا الحدث، أولا في مقرات تابعة لمنظمتها غير الحكومية ثم في أماكن عامة اعتبارا من العام 2010 "تسمح الشرطة الآن بالتجمعات شرط عدم استخدام كلمة إبادة جماعية. لكننا لا نريد الخضوع لهذا الحظر".
وشارك مئات الأتراك في إحياء هذه الذكرى على مر السنوات في مواقع رمزية مختلفة في إسطنبول، ما يشير إلى ابتعادهم عن الموقف الرسمي. كذلك، أقيمت تجمعات ومعارض وعروض كتب ومناقشات حول هذا الموضوع في مدن أخرى من البلاد، من أنقرة إلى ديار بكر (جنوب شرق)، وتغاضت عنها السلطات بالرغْم من رفضها بشكل متكرر الاعتراف بالإبادة الجماعية.
ومنذ العام 2016 حظرت السلطات التركية إحياء الذكرى في ميدان تقسيم ثم في السلطان أحمد، وهما موقعان أساسيان في إسطنبول. وروت غونايسو التي اكتفت جمعيتها منذ ذلك الحين بإطلاق بيان صحافي من مقرها في 24 نيسان/أبريل من كل عام "طردتنا الشرطة بشكل عنيف".
وستكون الاحتفالات التي توقفت عامين بسبب الجائحة أقل احتشاداً اليوم الأحد مما كانت عليه قبل سنوات، إذ لم يجر التخطيط لأي مبادرة خارج إسطنبول وأنقرة. وأعلنت "منصة 24 نيسان/أبريل" وهي منظمة غير حكومية تركية، مساء السبت إلغاء مسيرة كانت مقررة في بشيكتاش في وسط إسطنبول، لعدم الحصول على إذن من المحافظة.
ويعتبر الناشطون أن عملية تطبيع العلاقات بين تركيا وأرمينيا التي بدأت في كانون الثاني/يناير، لم تغير شيئا. وأكدت غونايسو "لا يمكننا رؤية أي تأثير إيجابي لهذا التطبيع. فتح تحقيق ضدنا الأسبوع الماضي بخصوص الإعلان الذي قدمناه في العام 2021".
من جانبه، قال يتفارت دانزيكيان، رئيس تحرير صحيفة "داغوس" في إسطنبول التي تنشر باللغتين التركية والأرمنية "في السابق، كان يمكن تنظيم احتفالات 24 نيسان/أبريل بحرية أكبر، كان هناك جو آخر، أكثر ديموقراطية في البلاد. لم تعد تلك هي الحال اليوم".
وأدى الانقلاب الفاشل في تموز/يوليو 2016 ضد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى تشدد النظام تجاه المعارضين. وشدد المسؤول الإعلامي في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون الأربعاء على أنه "لم تكن هناك إبادة جماعية على الإطلاق".
اقرأ المزيد: سلوفينيا.. كسر عضم في الانتخابات البرلمانية
بدورها، وصفت صحيفة "يني أكيت" الموالية للحكومة أول أمس الجمعة مشروع قانون للاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن قدمه نائب معارض بأنه "مشين". وكتبت الصحافية الأرمنية ألين أوزينيان من إسطنبول السبت على موقع "أرتيغيرتشيك" الإلكتروني "كل 24 نيسان/أبريل يتم تجاهل معاناة عائلتي. الإنكار يزداد قوة في تركيا في نيسان/أبريل. يُتّهم تاريخ شعبي بأنه كذبة".
ورغم ذلك، ما زالت عائشة غونايسو متفائلة. وقالت "حتى لو كان ذلك يتقدم ببطء شديد، فإنني ألاحظ تغيرا في المجتمع في ما يتعلق بالاعتراف بالإبادة الجماعية".
ليفانت نيوز _ أ ف ب_ وكالات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!