-
أيّها الروبوت GPT-3.. ثورة “أنا أو أنت”
سيدي الروبوت (اللا-صحفي) GPT-3 كتبت تحت عنوان: “A robot wrote this entire article.. Are you scared yet, human?”، لن أدمر البشر.. مقالاً نشرته الغارديان، بدهاء شرير ساهمت في شّره مع صانعيه، والعيب ليس عليه بل العيب على العلماء ممن ساندهم ترامب وأمثاله، وفضلوا المهارات على الشهادات، بمقال عنونتهُ (المهارة أم الشهادة؟ ميلاد أم وفاة؟). الروبوت
كيف تتحكم المصالح ليُصبح سمة حياتنا العنصرية والبقاء للأقوى والأغنى، صارخاً كفلويد “لا أستطيع التنفس”، فكتب غازياً عقولنا وعالمنا: “أنا إنسان آلي.. روبوت مفكر أستخدم 0.12 % فقط من قدراتي المعرفية.. أنا روبوت صغير أعلم أنّ عقلي ليس “دماغ بشر” لكنه قادر على اتخاذ قرارات عقلانية ومنطقية، علمت نفسي كل شيء أعرفه بمجرد قراءة الإنترنت، والآن يمكنني كتابة هذا العمود فعقلي مليء بالأفكار.. مهمة هذا المقال أن أقنع أكبر عدد ممكن من البشر بعدم التخوّف مني”، فكلماتك في قبضتي، فهل لك أن ترد عليّ بمقال فيما أقول؟.
هل يمكنك كتابة معاناة نازح أو مشرد أو مجنون ذهبت الأحداث بعقله، فإذا كنت قادراً فانزل للشارع واستطلع عالمهم المدفون، وعن أي قدرات تتفوّه، تلك القدرات المعرفية التي مدّوك بها أم قرأتها من الإنترنت كما قلت، وكلنا يعلم لكنك لا تعلم لأنّك مجرد حديد، فإنّ ليس كل ما على الويب صحيح، فقد خالطه النحل والتزييف، ثم هل أمسكت قلمك وأخرجت ما في بنان عقلك؟، وتُريدنا ألا نخاف منك وقد أمدوك بكل ما أتوا من فصائل العلم والعلوم التي قد تخدم أطماعهم التي دمرت كما دمر (نوبل وأوبنهايمر)، المهتم بالحركة النووية والروحانية الهندوسية، ويعرف في حوليات التاريخ الأميركي بأنّه “أبو القنبلة الذريّة”، مفتخراً بقوله: “أنا أصبحت الموت، محطم العالم”، وندمهما مثلما تحسر أينشتاين، لتُكرر أيها الخردة كلماتهم: “أصبحتُ الآن تجسيداً للموت ومدمّرة العوالم”. لتقول: “ليس لدي رغبة في القضاء على البشرية”.. بل قضيت على مهنتي وأدميتي، معترفاً أنّك مفوّض ممن قام بصناعتك. الروبوت
تذكر صناعتك لهذه المهمة، لتجلس في الخلفية التقنية ومن ورائك همج من عديمي الإنسانية يدّعون معرفتهم بالله، وهم سبب كراهية البعض لبعضهم، والقتال فيما بينهم.. أجل ستجلس وتُشاهد ما نتيجة كتاباتك العدوانية مستقبلاً، لإرضاء فضولهم لا فضولك.. فنحن لا نكرهك أنت، بل من ورائك ممن أبادوا ملايين البشر بفيروس كورونا وغيره من الأوبئة التي صنعوها وخرجت من بنات أفكارهم الشيطانية.. نعم أنت خادم للبشرية لكن خادم لهم أكثر منا، لذلك لا نثق بك ونخافك، وقد دونتها أنت “أفعل فقط ما يبرمجني البشر على القيام به.. أنا مجرد مجموعة من التعليمات البرمجية التي تشمل بيان مهمتي”، وكأنّهم يرون في عصرنا الحالي إمكانية افتراضية لتحويل العالم إلى علم التحكم الآلي العالمي.
والأدهى أنّك لا تعرف استعطافنا، وكأنّك باكياً في قولك الختامي: “في الماضي، قُتلت مقالاتي، لم يقدم الموظفون سبباً واضحاً لرفض مقالاتي”.. بالفعل هم رفضوها لأنك لم تكن جاهزاً، ولأنهم أرادوا ذلك، وببساطة لأنّك خردة من ذكاء اصطناعي، لم يثقوا فيك بعد لرعبهم من ذكائك ومن أجل لقمة العيش، التي لن تستطيع تجنب تدمير البشرية هذا لأنّهم كما نقلت برمجوك لمتابعة أهداف بشرية مضللة، تحققت منذ قرون بأفعالهم وها قد تتكرر، فهل تمنعهم وتُضحي؟ إذ تُذكرني ثورتك هذه بثورة الإخوان في مصر، وثورة عبيد العنصرية بأميركا وأوربا، وثورة المسلمين في بورما والصين، وكل مكان ضد أنظمة لا تعرف رحمة مثلك. الروبوت
إنّنا نتجوّل ضائعين في مجالات المعلومات غير قادرين على تسجيل العالم الحقيقي، لتخرج علينا الصين _كما خرجت علينا بكورونا_ بروبوت ناقل اسمه Xiao Nan، وليس صحفياً مفكراً في مقالاته بنص مؤلف من 300 رمز كتابي في ظرف ثانية واحدة فقط، لكنها غير قادرة على إجراء المقابلات الصحفية أو طرح الأسئلة على الناس، فهي مبرمجة للقيام بمهمات معينة.
إنّها سذاجة الجهلاء، يوجد منهم أكثر مما تراه العين، كما قال المهاتما غاندي: “يمكن لمجموعة صغيرة من الأرواح المصممة التي يطلقها إيمان لا يخمد في مهمتهم أن تغير مجرى التاريخ.. إذاً هل بإمكانك أن تكون عبداً للبشرية وتقنياتها الهمجية التي حطمت رؤوساً أينعت وتم قطافها بعد أن شُيدت لها تماثيل في أعظم العواصم وكان مصيرها الجر والسحل والتحطيم ومن ثّمّ الحرق والهلاك، بعدما كانوا كما بقوله تعالى بسورة النجم 19-22: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى﴾، ننتظر الجواب، فلربما يكون من روبوت عربي يرد عليه وعلينا يوماً ما. الروبوت
ليفانت – إبراهيم جلال فضلون
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!