الوضع المظلم
الجمعة ٢٧ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
إيران والغرب صفقات تحتضر
خالد الجاسر

وسط إشارات غربية من أن الاتفاق النووي الإيراني بات ينازع الموت، وغدا يُفارق حياته مع مفاوضات فيينا على سرير الموت، وكأن النظام الإيراني يتلاعب بنرد ما يزال الغرب متردداً في سحب أنابيب الإنعاش منه على ما يبدو، لتتلفظ مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، في إحاطة صحافية أمام مجلس الأمن، كما قالت: "إذا فشلت الدبلوماسية فسنتحرك فعلاً، وسنواصل زيادة الضغط على إيران بكل الطرق".

وبات الأمر مفضوحاً أكثر حتى بات هناك توافق أمريكي إسرائيلي على ضغط إيران، وعلى الرغم من ذلك فإن المسعى الأمثل لدى الأخيرتين للرد على التحدّيات النووية التي تفرضها إيران هو الحل السلمي، ولضمان أن إيران، التي تتصرف أصلاً بعدوانية كبيرة، ليس لديها سلاح نووي، وفق تعبيره.

والآن هل اقتنع كبار القوم بأن نظام إيران إرهابي وأنهم يتعاملون وكأنها دولة حلوب للغاز والنفط فقط؟ وهل سيرضخون لإلغاء بعض العقوبات ورفع اسم الحرس الثوري وفيلق القدس، من قائمة واشنطن لـ"المنظمات الإرهابية الأجنبية"، التي أدرج فيها في 2019 بعد قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.. مُغضبين أهم حُلفاء لهم بالمنطقة دول الخليج؟

لقد فقدوا الأمل بشكل كبير في إمكانية إحياء الاتفاق الموقع عام 2015 بين طهران والقوى المنضوية به (فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وروسيا، والصين)، ثم في أبريل العام الماضي 2021، وشاركت فيها بشكل غير مباشر أمريكا، بالعاصمة النمساوية، كانت توقفت في 11 مارس الماضي (2022) بعد وصولها إلى مراحلها النهائية، وتتجاوزها خطة العمل الشاملة المُشتركة، ويبدو أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، الراغب في إعادة بلاده إلى الاتفاق بشرط عودة إيران لكامل تعهداتها، أكثر ميلاً لإبقاء الحرس على القائمة، وهو الصواب وإلا ستندم ودول أوربا من إرهاب مليشيات إيران، خاصة بعد مُحاكمة إيران للجاسوس السويدي "حميد نوري".. ليؤكد مسؤول إيراني على الاقتصاص من رعايا السويد والغرب بعد عدة اعتداءات نفذتها منظمة "مجاهدي خلق" المعارضة في المنفى، والتي تعتبرها طهران إرهابية.. والأعجب وصف أمين لجنة حقوق الإنسان الإيرانية، بأن جميع الأحداث التي أحاطت بإعدام السجناء السياسيين عام 1988، فضلاً عن الاتهامات الموجهة إليه، "مسرحية"، و"قصة مليئة بالخيال والوهم، ومزيفة وغير موثقة".

فهل ماتت الصفقة؟ رغم أن دول القارة العجوز لم تسحب بعد الأنبوب الوريدي من ذراع المريض، الذي أكد أن تلك المسألة خط أحمر لبلاده، فهل سيستمر هذا إلى أجل غير مُسمى دون أن يقر أي من الجانبين بأن الأمر انتهى؟ على الأرجح نعم.
 

ليفانت - خالد الجاسر

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!