-
الإدارة الأمريكية الجديدة وسمات سياستها اتجاه النظام الإيراني
لابد ان الكثيرين في هذا العالم بشكل عام وفي الشرق الأوسط بشكل خاص راغبون بإستشراف السياسة الأمريكيه الجديدة بعد انتهاء الإنتخابات الأمريكية ودخول عهد ديمقراطي جديد للبيت الأبيض ولجناحه الغربي المؤثر الذي يرسم معظم سياسة البيت الأبيض
وهذا الاستشراف او الإستقراء لاينطبق على الأشخاص فقط المهتمين بالشأن السياسي بل يتعداه للحكومات والمنظمات الدولية
كون السياسة الأمريكية هي من توجه وتدور في فلكها معظم السياسات العالمية وان لم تكون تدور في فلك هذه السياسة فهي بالتأكيد تتأثر بتوجه السياسة الأمريكية حول مجمل القضايا الإقليمية او الدولية حول اكثر من ملف على الصعيد السياسي والعسكري والاقتصادي والانساني
ولعل ابرز التساؤلات التي تطرح حاليا في كثير من المطابخ السياسية للدول وخصوصا في الشرق الأوسط ماهو شكل سياسة الإداره الأمريكية الجديده اتجاه طهران
كون هذه الدول هي الأكثر تأثرا من غيرها بطبيعة وسمات سياسة الادارة بسبب التداخل الكثير في عدد من القضايا بين هذه الدول والنظام الايراني الذي عاث فسادا وتخريبا في هذه المنطقه
ومن البديهيات التي يعرفها الجميع ان للشرق الاوسط وقضاياه الكثيره وصراعاته والتجاذبات السياسية والعسكريه التي تعتريه حيز كبير في السياسة الامريكيه لاي ادارة امريكيه جديده
ونعتقد جازمين انه بغض النظر عن أي ظروف طارئه يمكن ان تحصل في مسار طبيعة التوجه الأمريكي من النظام الإيراني ستستمر هذه الإدارة بممارسة جميع أشكال الضغط الإقتصادي والسياسي والعسكري اتجاه هذا النظام المارق والسبب هو ان السياسات الأمريكية تأخذ الطابع الإستراتيجي ولاتتغير كثيرا ملامحها بتغير الإدارات على اختلاف انتمائها الحزبي
وانما تختلف فقط بالتفاصيل الصغيره والاسلوب الذي تنتهجه هذه الاداره او تلك لتحقيق نفس الهدف الذي ترسمه السياسة العامة للولايات المتحده الأمريكية
ومالم يحدث تغيير حقيقي في بنية النظام الايراني وتخليه عن مشروعه الارهابي في الشرق الاوسط الذي يزعزع الاستقرار في دول المنطقه عبر دعمه لكثير من التنظيمات الارهابية فان الأمور ماضية باتجاه ضغط اشد وحصار اكثر قسوة
لاجبار هذا النظام على التراجع عن المشاريع الهدامه في المنطقه من اجل اعادة الاستقرار لهذه المنطقه في ظل التنامي العالي لخطوات السلام والحاجه الملحه لانهاء النزاعات في هذه المنطقة التي يعتبر النظام الايراني واذراعه الارهابية وباقي التنظيمات الارهابية من اكبر العوائق
لاحلال هذا السلام والاستقرار
أي ان الامر الذي يغفل عنه الكثير وخلافا لمايبدو في الظاهر فان توجهات السياسة الأمريكية اتجاه الموقف من نظام الملالي يخضع في حقيقه الأمر للقواعد الصلبة العميقة التي تتحكم بسياسة الدول العظمى التي تقوم على اعتبارات سياسية وعسكرية واقتصادية وامنية وغيرها من الاعتبارات الأخرى كالتحالفات الاستراتيجية القوية بين الولايات المتحده وعدة دول في المنطقة تناصب وتشارك الولايات المتحده باستشعار الخطر الايراني وضرورة تقليم ونزع اظافر هذا الخطر قبل استفحال امره
وهذا التوجه لم يكن ولن يكون وليد لحظة وصول السيد بايدن للحكم وانما هو تطبيق لسياسة مرسومه منذ عشرات السنين تسير وفقها جميع الادارات مع فوارق بسيطة في الاسلوب او التطبيق
ومن ينتظر أن يحدث تغير كبير في السياسة الأمريكية للاداره الجديده من الموضوع الإيراني فهو عبارة عن وهم لاأكثر وجميع التصريحات وتأرجحها والتي طرحت مؤخرا وتناولت العودة للاتفاق النووي وتفائل فيها كثير من ساسة النظام الايراني لاتدل على السياسة العميقة الاستراتيجية للولايات المتحده الايرانيه حيال قضايا الامن والسلم الدوليين الذي يعتبر ملف ايران النووي واذرعها الارهابية من احزاب وتنظيمات من اكبر تحديات قضية الامن والسلم الدولي التي تعتبر الولايات المتحدة وسياستها من اكبر المعنيين في تحقيقه
والمتابع الجيد للتحركات النشيطه مؤخرا للسياسة الامريكية وخارجيتها يدرك تماما ان الامور تتجه لمزيد من الضغط على نظام الملالي والعمل على حشد دولي واقليمي لزيادة هذا الضغط
ويأتي اصرار الولايات المتحدة على حل الازمات العابرة بين الدول الاقليمية في هذا الاتجاه
كونها جميعا على اختلاف اشكال وانظمه الحكم فيها تتفق على أن الخطر الايراني بملفه النووي والارهابي يشملها جميعها ولها نفس المصلحه في ازالته بالاستناد لقوة الحليف الاكبر
وبداية هذا الحشد كان العمل على حلحلة الخلاف الخليجي بين المملكة العربية السعودية وقطر وتوقيع إتفاق المصالحة التي سعت المملكة العربية السعودية لانجاحه كونها السباقة دوما لرآب الصدع العربي وازالة الخلافات البينية لمواجهة الاخطار المحدقة بالمنطقه كالارهاب والمشروع الايراني اللذان شكلا متلازمتي الدمار والقتل
وتبعت هذه المصالحة العمل على تنقية الأجواء بين المملكة العربية السعودية والدولة التركية من اجل حشد جميع طاقات المنطقةبالاضافة لعقد اتفاقيات السلام التي اتت في اطار هذه الجهود المبذولة من السياسة الامريكية
هذا على الصعيد الاقليمي
ولايختلف هذا المشهد عن الصعيد الدولي التي بدأت السياسة الامريكية منذ فتره بحشده لزيادة الضغط على ايران ضغط يحقق المطلوب والنتائج دون الحاجة الى صراع عسكري لايزال التلويح به ممكنا في اي وقت
حتى نهاية المشروع الايراني الايديولوجي وكف النظام الايراني عن سياسته العدوانية اتجاه شعوب المنطقة والعالم
ومماسبق فان عدم التغيير الكبير في توجه السياسة الامريكية مع وصول الاداره الامريكية سببه الاساسي هو ثبات واستمراريه الاعتبارات الجيوسياسية والاستراتيجيه في تعامل الولايات المتحده في جميع مناطق العالم خدمة لمصالحها ومصالح حلفائها بما لايتعارض مع مسألة السلم والامن الدوليين
وهذه الاعتبارات هي من ترسم وتحدد شكل السياسة المتبعه مع ايران
عبد العزيز مطر
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!