الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • الترهيب في الخليج.. شُعلة قد تُلهب الحرب الإيرانية-الإسرائيلية

الترهيب في الخليج.. شُعلة قد تُلهب الحرب الإيرانية-الإسرائيلية
إسرائيل - إيران

تعرضت في التاسع والعشرين من يوليو الماضي، سفينة قبالة سواحل سلطة عمان شمال بحر العرب لهجوم، وقد عقبت متحدّثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، بأن واشنطن منزعجة، وتعمل مع شركاء دوليين للوقوف على الحقائق بشأن ملابسات الحادث، وأضافت المتحدثة، جالينا بورتر، في إفادة صحفية “نشعر أيضاً بقلق بالغ إزاء التقارير ونراقب الوضع عن كثب“. الحرب 


فيما أوردت القناة 13 التلفزيونية الإسرائيلية، عن مسؤول كبير قوله، إن إيران مسؤولة عن هجوم بطائرة مسيرة على ناقلة قبالة ساحل عُمان، وهو ما ذهب إليه الجيش الأميركي في بيان له، قال فيه إن القوات البحرية الأميركية تمكنت من رؤية أدلة على وقوع هجوم و”تشير بوضوح” إلى هجوم يشبه أسلوب الهجمات بطائرة بدون طيار.


ناقلة نفط 1

تاريخ إيراني حافل بالهجمات


وربما قد يقول ناقد، إن اتهام إسرائيل الفوري لإيران كيدي، بقصد جرها إلى حرب مُفتعلة، بالتوازي مع ما تعانيه طهران من وضع اقتصادي داخلي متدهور، وعقوبات خارجية، لكن إيران لها ماض حافل بهجمات من هذا القبيل، ولا يوجد طرف في الخليج العربي مستفيد أو راغب في تعكير صفو الأمن في المنطقة، سوى إيران التي تحمل شعار "إما المشاركة وإما التخريب"، نتيجة العقوبات التي تمنعها من تسويق نفضها في غالبية دول العالم.


اقرأ أيضاً: السلاح التُركي في أوكرانيا.. ومساعي ليّ الذراع الروسيّة


وقد حصل حادث مشابه في أبريل الماضي، عندما وقع هجوم إيراني بصاروخ استهدف سفينة “هايبريون راي” التجارية المملوكة لشركة إسرائيلية، في بحر العرب أثناء إبحارها من تنزانيا إلى الهند.. فيما جاء الاعتراف الإيراني غير الرسمي بالمسؤولية عن الهجوم الأخير قبالة سواحل عمان، على لسان الإعلام الإيراني، إذ قال تلفزيون العالم نقلاً عن مصادره، إن الهجوم على السفينة “الإسرائيلية” جاء رداً على هجوم إسرائيل على مطار الضبعة السوري.


ولعل ما يشير بجلاء إلى علم إسرائيل بأن إيران تسعى إلى استهدافها في كل مكان، براً وبحراً وجواً، ما قاله وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، في الثامن عشر من يوليو، عندما أوضح بأن طهران تواصل التخطيط لأعمال إرهابية في كلّ أرجاء العالم، قائلاً في تغريدة على حسابه "تويتر"ً: "تلتزم إسرائيل بحماية مبعوثيها وعائلاتهم وجميع موظفي البعثات الإسرائيلية حول العالم، حتى في هذه الأيام تواصل فيها إيران حرث الشر والتخطيط لأعمال إرهابية في جميع أنحاء العالم".


توجّس إسرائيلي وهجمات مُرتدة


على مدار السنوات والأشهر الماضية، اتسم الموقف الإسرائيلي بالتوجس والريبة من نوايا إيران العدوانية، ومنها ما أشار إليه وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، في الرابع من يوليو، عندما قال إن "إسرائيل ليست مستعدة لقبول أنشطة إيران السلبية في المنطقة"، مشيراً إلى أن "طهران تعلم أننا مستعدون للعمل ضدها"، قائلاً إن "إسرائيل تواجه صراعاً مع إيران وعلينا الدفاع عن أنفسنا"، وأضاف: "إسرائيل مصممة على منع إيران من أن تصبح دولة نووية"، وأن "إسرائيل ليست مستعدة لقبول الأنشطة الإيرانية السلبية في المنطقة.. أعتقد أنهم يعرفون أننا مستعدون للتحرك ضدهم".


اقرأ أيضاً: أفغانستان.. إشارة أمريكية خاطئة لطالبان والإرهاب العالمي

ولأن الحرب بين الطرفين مستعرة، وأوجه الهجوم المرتد فيها لا حدود لها، وقعت في إيران، في العاشر من يوليو، مجموعة من عمليات القرصنة التي تسببت بإشكاليات كبيرة في حركة النقل داخل إيران، حيث قالت وكالة أنباء "إرنا" الرسمية، إن المواقع الإلكترونية لوزارة النقل والتحضر الإيرانية خرجت عن الخدمة، عقب حصول "خلل إلكتروني" داخل أنظمة الكمبيوتر الخاصة بموظفيها.


ومثل ذلك ثاني ارتباك في أنظمة الكمبيوتر المتعلقة بالوزارة، حيث تعرض نظام السكك الحديدية في إيران لهجوم إلكتروني في اليوم السابق، وعرض قراصنة رسائل مزيفة حول تأخيرات أو إلغاءات مزعومة لقطارات على لوحات عرض في محطات بكل أرجاء البلاد، دون أن تكشف أي جهة مسؤوليتها عن الحادثين السيبرانيين، رغم أن إسرائيل تبقى المتهم الأقرب والأقدر على تنفيذ مثل تلك الهجمات.


إسرائيل تتحضّر للمواجهة الشاملة


أفادت هيئة البث الإسرائيلي "مكان"، في الخامس عشر من يوليو، بأن الجيش الإسرائيلي طالب بزيادة ميزانيته بمليارات الشواقل، بهدف تعزيز قدرته على القيام بهجوم محتمل في إيران، ولفتت الهيئة إلى أن جيش الدفاع الإسرائيلي قدم الطلب في إطار المناقشات الأولية مع موظفي وزارة المالية.


في حين أفصحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في السادس عشر من يوليو، بأن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية باشرت مؤخراً ببحث إمكانية أن تضطر تل أبيب لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية في المستقبل القريب، واعتبرت الصحيفة النقاشات بأنها ليست مجرد أقاويل، بل هناك تحضيرات أولية لتنفيذ بعض خطط الهجوم.


اقرأ أيضاً: من تشويه البرلمان إلى مشاريع بيع تونس.. مُمارسات الإخوان ترتدّ عليهم

بينما ذكر موقع "والا" العبري، في الثاني والعشرين من يوليو، أن الجيش الإسرائيلي يرمي إلى تطوير قدراته لمواجهة التحديات المستقبلية، ونوّه التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي وجهاز الموساد أكدا على الحاجة لعدد متنوع من البرامج، لأنه في حال أمضت الولايات المتحدة على اتفاق مع إيران، فإن ذلك سيلزم إسرائيل بالجاهزية بشكل عملي بصورة مختلفة تماماً، وليس بشكل ضروري ضربات جوية مثل الهجوم على المفاعل النووي في العراق.


وتابع مسؤول أمني كبير: "إن وقع الإيرانيون على الاتفاق.. ستكون هناك مشكلة تنفيذ هجوم جوي"، وبناء على ذلك، طرح الجيش الإسرائيلي والموساد بناء قوة عسكرية والمصادقة على الخطط، بشكل منفصل أو بصورة مندمجة، والتي ترمي إلى تشويش أو تأخير، وردع وإحباط المشروع النووي بجانب النشاط الإيراني في الشرق الأوسط، ولفت إلى أن النشاط ضد إيران سيتطلب تطوير أدوات استخباراتية دقيقة تكلف أموالاً طائلة".


اقرأ أيضاً: الأحواز.. عندما تنتفض الأرض بالعربية على تمييز إيران

واستطرد الموقع بأن مسؤولين عسكريين شددوا على أن الجيش الإسرائيلي والموساد يعملان على خطط عملياتية منفصلة ومشتركة في إطار التحضيرات لمعركة مستقبلية ضد إيران، فيما شدد مسؤولون مطلعون، على أن "هناك خططاً كبيرة وصغيرة"، وأكدوا على أن إسرائيل ينبغي أن تضع خطاً يتضمن العمليات الصغيرة، والكشف عن أمور تحرج الإيرانيين".


وعليه واعتماداً على التقارير الإسرائيلية، إن واصلت طهران المجازفة باستفزاز إسرائيل والتعويل على عدم ردها المباشر، قد تندلع الحرب فعلاً بين الجانبين، فحادثة مُهاجمة الناقلة النفطية وردود الفعل الغربية القوية عليها، أحرجت طهران ووضعتها في "خانة اليك"، واضطرتها إلى الإعلان عن عدم مسؤوليتها عنه، رغم أنها تعتبر الهجوم في مفهومها الاستعراضي "بطولة"، ليبقى السؤال الأهم، هو كيف سترد إسرائيل على الهجوم، إن كان عبر استهداف أدوات إيران في سوريا ولبنان، أم هجوم في عقر الدار الإيرانية.


ليفانت-خاص

إعداد وتحرير: أحمد قطمة

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!