-
الجميع يتغير إلا النظام الإيراني
في يوم الاثنين الموافق 12 يونيو، أعدم قادة النظام الإيراني سجينا من المواطنين العرب، يدعى هادي آل ناصر، في سجن شيبان بمدينة الأهواز، ويوم الأحد 11 يونيو، تم إعدام ستة سجناء على الأقل. وفي هذا اليوم، أعدم نظام الملالي شابا يبلغ من العمر 33 عامًا يُدعى داريوش رحيمي، في سجن وكيل آباد في مشهد، انتقاما لمقتل ضابط مجرم من القوة الخاصة، وسجينين يُدعيان حسين أماني نجاد وحمد باوري في سجن همدان، وأحد المواطنين البلوش اسمه إبراهيم كمشاد زهي في سجن كرمان المركزي وسجينين في سجن تربت جام، أحدهما يدعى حيدر جشتي.
وفي يوم السبت 10 يونيو، أعدم عناصر قضاء النظام مسعود ساساني وسعيد نصيري في سجن كرج المركزي، ويوم الأربعاء 7 يونيو، مواطنا بلوشيا يدعى حسن براهويي، كان في السجن لمدة 5 سنوات، تم إعدامه في سجن أمير أباد، بمدينة كركان. بهذه الطريقة، قام الجلادون في قضاء النظام بإعدام 59 سجينًا على الأقل في ثلاثة أسابيع، من 22 مايو إلى 11 يونيو.
من أهم الامور التي تلفت النظر کثيرا في الألفية الثالثة بعد الميلاد بحيث يمکن القول إنها قد أصبحت واحدة من مميزات هذه الالفية، هو التغيير الذي نشهده في العالم، تغيير في السياسات، تغيير في المسائل الفکرية، تغيير في المناخ (وإن کان سلبيا)، تغيير هندسة الجينات وفي علاقات الدول وتکتلاتها، بل وإن أغلب دول العالم باتت تراجع سياساتها وتسعى لرسم ملامح واتجاهات جديدة لها کي تنسجم وتتماشى مع هذا العصر الذي يحفل بالمتغيرات.
النظام الإيراني الذي بني على أساس نظرية ولاية الفقيه المتزمتة والتي تمنح سلطة مطلقة للولي الفقيه وتجعله على رأس النظام وصاحب کلمة الفصل فيه، لا يقبل أي تغيير وحتى إنه يمتلك مٶسسات مهمتها مراقبة المحافظة على مبادئ وقيم النظام وعدم المس بها من خلال القوانين التي يتم تشريعها أو السياسات التي يتم إنتهاجها، وهذا ما يمکن أن يتم لمسه بکل بساطة مع ملاحظة بالغة الأهمية، وهي إن هذا النظام وبعد مرور 4 عقود على تأسيسه، وبعد کل تلك الضجة والصخب الذي جرى إثارته بشعارات الإصلاح والاعتدال والرهان الدولي الذي جرى ويجري على هذه الشعارات، فإنه "أي النظام"، قد عاد إلى المربع الاول تماما بعد فرض ثلاثة من أقطاب التشدد على رأس السلطات الثلاثة.
شعارات الإصلاح والاعتدال، وکما صار واضحا بعد 16 عاما من تولي رئيسين لمهام الحکم، لم تکن سوى مجرد هواء في شبك إذ لم يطرأ أي تغيير في نهج وسياسات النظام، بل وحتى إن المثير للسخرية والتهکم إن قوانينا تحظر على النساء العديد من مجالات الدراسة وکذلك قوانين أخرى تمنعن من مزاولة أعمال ومهن أخرى بسبب الجنس، قد صدرت خلال عهد حسن روحاني، والانکى من ذلك إن روحاني الذي کانت البلدان الغربية تراهن عليه بأن يحدث تغييرا إيجابيا في مجال حقوق الانسان وتقليل الإعدامات، قد إنبرى بالدفاع عن الاعدامات التي يرتکبها النظام وحتى أجهد نفسه بتبريرها، ومن هنا فإن کان هذا هو حال الجناح الذي جرى ويجري التعويل عليه، فکيف يکون الحال مع الجناح المتشدد؟ رغم أن الحقيقة التي لا بد من الاعتراف بها وقبولها هي إن جناحي النظام هما مجرد وجهين لعملة واحدة.
ليفانت : فريد ماهوتشي
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!