-
الحرب العالمية الثالثة قد بدأت.. كيف ستسير؟
مع اندلاع الحرب في أوكرانيا نكون قد دخلنا مباشرة في الحرب العالمية الثالثة، حيث تحدث مواجهة عالمية ساخنة بين معسكرين متناقضين انتقلا من التنافس للصراع، حيث لم يعد ممكناً لتعايشهما معاً، لا بد أن يقضي أحدهما على الثاني أو يستنزف أحدهما الآخر ليظهر لاعب جديد.
لم يكن خيار الحرب خياراً غربياً، بل روسياً صينياً، بعد أن شعروا بتنامي القوة الذاتية من جهة، وبضعف وعجز الغرب، الذي دخل في أزمة اقتصادية عميقة مستمرة منذ بداية هذا القرن تعمقت كثيراً بعد كورونا. قررت روسيا استثمار حالة الضعف باستعادة أمجادها وسيطرتها على دول الجوار، فهددت أوكرانيا آملة في إخضاعها بالتهديد والوعيد.
قرر الغرب عدم الاستجابة للضغوط، ودفع روسيا للتدخل العسكري الذي سيدفعون ثمنه اقتصادياً، قامت الصين بتقديم دعم اقتصادي ثابت للروس يجعلها قادرة على تحمل العقوبات، وقد شجع عدم استعداد الغرب للدفاع العسكري عن أوكرانيا، فدفعت روسيا جنودها عبر الحدود، متوقعة عدم حصول مقاومة عسكرية فعالة، وفرض الغرب حزمة عقوبات متوسطة الشدة، ولم تقرر السلطات الأوكرانية التصدّي العسكري للغزو، كونها معركة خاسرة، وهكذا سارت الأيام الثلاثة الأولى من الغزو.
في اليوم الرابع تغير المزاج العام للشعب الأوكراني، الذي لا يأبه بالحسابات العسكرية بل يهتم بالمعاني والقيم، قامت مجموعات بالتصدي العسكري للهجوم، "لن نسمح للغزو أن يدخل من دون دماء"، إنه قرار الكرامة الذي ستدفع أوكرانيا ثمنه باهظاً قرباناً للحرية والحضارة. وهنا رفعت العقوبات الغربية لأقصى درجاتها، ودخلنا مباشرة للمرحلة الساخنة من الحرب التي ستكون ساخنة وطويلة على الأرض الأوكرانية وعلى أرض سوريا وساحات الصراع الأخرى.
أصبح العالم في سباق مع الزمن لإسقاط بوتين ونظامه، وهنا ستشتد المعارك في كل مكان من دون التدهور لحرب مباشرة، فإذا سقط بوتين وانضمت روسيا للغرب، تحاصرت الصين وانكفأت، وإذا صمد بوتين وسحق أوكرانيا فستكون مواجهات قاسية في طول العالم وعرضه وفي كل الأصعدة تنتهي بعزلة الغرب، وحصاره، أو بسقوط النظم المستبدة المافيوية في الصين وروسيا.
هنا سيحسم المواجهة في العالم الثالث، وبشكل خاص العالم الإسلامي، الذي سيشكل انضمامه لأحد الطرفين بيضة القبان، فإذا تعاونت النظم المستبدة السائدة اليوم في طول العالم الإسلامي وعرضه مع روسيا والصين، سقط الغرب، وإذا استطاعت الشعوب التعبير عن نفسها وتحقيق الإصلاحات الديمقراطية ستجد نفسها في قلب المعركة مع الحضارة الغربية بطابعها الديمقراطي.
المعركة إذن هي معركة مبادئ حقوق الإنسان والحريات والنظم الديمقراطية مع النمط الشمولي المافيوي الفاسد من الرأسمالية، وهنا وبهذا الشعار يصبح الشعب الروسي والصيني في خندق المواجهة مع نظمه، وهذا كفيل بحسم الصراع على المدى البعيد، هذا يتوقف على طريقة إدارة الغرب للمعركة ومقدار إخلاصه لمبادئه وحلفائه الذين يجب أن يكونوا داعماً لكل الشعوب الطامحة للحرية والكرامة وليس نظم الفساد والاستبداد، التي قامت بدعم من الغرب لتنقل ولائها للشرق الذي يشبهها بفعل الحرب العالمية القائمة بين الخير والشر.
ليفانت - كمال اللبواني
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!