-
الحكم الإلهي صدر وعدالة السماء نزلت على حفيد الخميني!
قُتل قاسم سليماني ومجموعة من أتباعه، ولا جدال في أنهم مجموعة من الإرهابيين والمجرمين الذين غدروا بشعوبهم، فهم عبارة عن جواسيس وقتلة صنعتهم الإطلاعات الإيرانية وتدربوا في ساحات ما يسمى بالحرس الثوري الإيراني، وعلى رأسهم العراقي الجنسية، الإيراني الهوى، والعاشق للمدرسة الخمينية المدعو جمال جعفر، الملقب بـ (أبي مهدي المهندس)، الإرهابي المخضرم والمطلوب دولياً.
فهؤلاء جميعاً وغيرهم أمثال المناضل الحنجوري (حسن نصر الله)، زعيم ميلشيا حزب الله، والحوثيون، وما تبقى من نظام بشار الأسد، كلهم قد تلطخت أيديهم بدماء شعوبنا العربية وخاصة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، بالإضافة إلى دعم نظام الملالي في إيران وعن طريق سليماني لبعض الخلايا الإرهابية النائمة في البحرين. بيد أن هذه السياسة الإجرامية والإستراتيجية العدائية تأتي ضمن سياق الحلم الكارتوني لعمائم الشر في إيران، بقضية تصدير ما يسمى بالثورة الإيرانية. لكنهم نسوا أو تناسوا أن حقيقة الثورة الإيرانية في عام 1979م، ليست كما يُروجون لها إعلاميا؟
(فالثورة الإيرانية لم تكن ثورة دينية.. بل هي ثورة شعب أطاح بشاه يضع تاج على رأسه.. فسرقه شاه دجال يلبس عمامة لتصبح إيران حسينية كبيرة).
ولكي لا ننسى فإن النظام الإيراني لا يعرف غير استعراض العضلات والشعارات الجوفاء بالنسبة للمواجهة مع الدول الكبرى والعظمى وتحديداً المواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية، لكنه في الداخل، نظام فاشي مستبد، فعمائم الشر في طهران وقم ليسوا أكثر من (تجار الدم وشيوخ البزنس الذين ركعوا لسلطان الأرض وهجروا سلطان السماء). ونتيجة لهذا فقد دفعت شعوبنا العربية وما تزال تدفع ثمن غطرسة ووحشية النظام الإيراني، حيث تُسدد كل يوم بلادنا فاتورة قذارة وإجرام سليماني وإتباعه من الميليشيات.. تلك الميليشيات التي انتشرت في بعض من دولنا العربية، وعدد من الأحزاب الفاسدة المرتبطة عقائدياً بالولي الفقيه.
وبدون أدنى شك استطاع ترمب أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء بعد أن وجه صفعة مدوية على جبين خامنئي ونظامه بقتل جنرالهم النازي قاسم سليماني، وليسدل الستار على حقبة سوداء عانى فيها شعبنا العربي شتى أنواع القتل والتشريد والتغييب في سردايب العصابات الميليشياوية، بيد أن كل أساليب القمع والقهر التي استخدمها سليماني وأتباعه في المنطقة تنطلق بحجة الدفاع عن آل بيت رسول الله (ص).. وآل البيت براء منهم في الدنيا قبل الآخرة. وليس بالغريب أن يكون سليماني بطل قومي في بلده وفي نظر شعبه، لكن اللوثة العقلية تكمُن عندما يتحول سليماني إلى القائد العسكري البطل والزعيم السياسي الأوحد ورجل الأمن والأمان من وجهة نظر أنصاره من خارج إيران وتحديداً في العراق وسوريا ولبنان واليمن، إلى درجة قد يمنحوه يوم ما صفة آية الله، لكن الحمد لله الوقت قد أزف وطويت صفحته إلى غير رجعة.
وبوجود قوافل المتآمرين والعملاء، المنتفخون بالشعارات الطائفية وفتاوى القتل فقد وجدوا في شخصية سليماني فرصة للتشفي بقتل آلاف العراقيين وتشريد ملايين السوريين في الداخل والخارج، وزعزعة أمن واستقرار لبنان، والعبث في اليمن، وحقدهم الطائفي على المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج العربي. لكن الأكثر إيلاماً من كل ما تقدم، هو حلم السيطرة والتوغل الإيراني على المنطقة لن يتوقف، فهم يتشبثون في اصطياد مرحلة معينة من رد الاعتبار بحسب رأيهم، فعلى سبيل المثال لا الحصر تمكن سليماني وإتباعه أن يقبضوا على مقدرات بلد عظيم مثل العراق بالكامل، وأصبح الشعب العراقي بكل مسمياته وانتماءاته رهينة بيد الولي الفقيه الذي لا يرحم دين ولا طائفة ولا قومية. وتجدر الإشارة إلى هناك في إيران من ضاق ذرعاً بسياسات سليماني المعادية للولايات المتحدة الأمريكية وكرهه الطائفي المقيت لبعض دول المنطقة، وتحديداً التيار الإصلاحي الداعم لعقد مفاوضات مع الأمريكان.
وفي الجانب الآخر من الرواية.. لقد تم تشييع سليماني والمهندس بنفس الروح الإجرامية والنفس الطائفية، حيث استغلوا مراسيم التشييع للشحن الطائفي والسياسي الرخيص، على أقل تقدير لا تليق بقدسية المكان ولا بمهابة المراقد المقدسة.. لكنها الشهوة الطائفية الجامحة التي تجري في نفوس إتباع الولي الفقيه، فهم يهتفون علناً بأنهم سائرون على نهج السيد القائد خامنئي، على حد تعبيرهم.
أنمار نزار الدروبي - الكاتب والباحث السياسي
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
قطر تغلق مكاتب حماس
- November 11, 2024
قطر تغلق مكاتب حماس
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!