الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • الضربة الانتقامية الإسرائيلية: تحليل للأهداف الإيرانية والتصعيد المحتمل

الضربة الانتقامية الإسرائيلية: تحليل للأهداف الإيرانية والتصعيد المحتمل
نايف شعبان

تشهد منطقة الشرق الأوسط تطورات متسارعة ، حيث تبرز استعدادات إسرائيل لتنفيذ ضربة انتقامية داخل الأراضي الإيرانية خلال فترة وجيزة حسب التصريحات الإسرائيلية، ردًا على الهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة التي استهدفت مواقع داخل إسرائيل. هذا التصعيد يمثل حلقة جديدة في سلسلة طويلة من المناوشات بين البلدين، ولكنه يحمل في طياته مخاطر مضاعفة للتصعيد العسكري حسب رؤية محللين غربيين و إقليميين ، و الذي قد يؤدي إلى توسع الصراع إلى مستويات غير مسبوقة. سنحاول هنا أن نستعرض مجمل و أهم السيناريوهات التي تم الحديث عنها في الصحف و غلى مواقع التواصل ، و الأهداف المحتملة للضربة الإسرائيلية و ما هي السيناريوهات المتوقعة لتوسع الصراع بناءً على التحليل الاستراتيجي للأحداث.

1- ضرب لمواقع النووية الإيرانية : أنا لا أرجح هذه الخطوة ، و لكنها من بين الأهداف الأكثر احتمالية التي روجت لها إسرائيل .

لطالما عبرت إسرائيل عن قلقها من التقدم الإيراني في برنامجها النووي، وترى أن هذه المنشآت تشكل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي. ضربات تستهدف منشآت مثل مفاعل "نطنز" أو "فوردو" قد تكون ضمن الأهداف الأساسية، حيث ترغب إسرائيل في تقويض قدرة إيران على تطوير سلاح نووي.

2- المراكز العسكرية ومواقع الحرس الثوري : يمثل الحرس الثوري الإيراني العمود الفقري للقدرات العسكرية الإيرانية، ولذا قد تكون المواقع العسكرية التابعة له أهدافًا رئيسية. القواعد الجوية ومخازن الصواريخ والمراكز اللوجستية قد تكون على رأس قائمة الأهداف، حيث أن تدمير هذه القدرات سيحد من قدرة إيران على الرد عسكريًا، ويضعفها في المدى القريب.

3- مراكز القيادة والسيطرة : استهداف مراكز القيادة والسيطرة التابعة للجيش الإيراني أو الحرس الثوري قد يهدف إلى شل قدرة القيادة الإيرانية على تنسيق العمليات العسكرية أو الرد على الهجوم الإسرائيلي. هذا النوع من الضربات يركز على الإضرار بالبنية التحتية للقيادة والاتصالات، مما يعطل اتخاذ القرارات العسكرية السريع

4- مرافق إنتاج الصواريخ والطائرات بدون طيار : إيران تعتمد بشكل كبير على تصنيع الصواريخ والطائرات بدون طيار كجزء من استراتيجيتها العسكرية، واستهداف مصانع الإنتاج ومراكز التطوير لهذه الأسلحة يمثل تهديدًا كبيرًا لقدرات إيران على الاستمرار في دعم حلفائها في المنطقة مثل حزب اللات و الحوثيين .

✍️ السيناريوهات المحتملة لتوسع الحرب

⚡تصعيد محدود مع رد إيراني مكافئ : قد يقتصر التصعيد على عمليات انتقامية متبادلة بين إسرائيل وإيران دون دخول أطراف أخرى في الصراع. في هذا السيناريو، تقوم إيران بشن هجمات صاروخية أو عبر طائرات مسيرة على أهداف إسرائيلية أو مصالحها في الخارج. الرد الإسرائيلي قد يستمر باستهداف مواقع في سوريا و العراق و اليمن ، حيث تنتشر الميليشيات المدعومة من إيران. هذا السيناريو يمكن أن يشهد تصعيدًا محكومًا بعدة جولات من الضربات دون تطور إلى حرب شاملة.

⚡ تدخل الحلفاء الإقليميين : إذا ما توسع الصراع ليشمل تدخلات إقليمية، فمن المحتمل أن نرى تدخلًا مباشرًا من حزب اللات في لبنان أو الحشد الشعبي في العراق. هاتان القوتان مرتبطتان ارتباطًا وثيقًا بإيران ولديهما القدرة على شن هجمات على إسرائيل من جبهات متعددة. هذا السيناريو يعزز احتمالية اتساع نطاق الصراع ليشمل سوريا ولبنان، وربما حتى العراق، مما يجعل الجبهة الإسرائيلية مهددة من أكثر من اتجاه.

⚡ تدخل دولي بقيادة الولايات المتحدة : إذا ما استمرت العمليات العسكرية وتطورت إلى حرب شاملة، فمن المتوقع أن يكون هناك تدخل دولي، خاصة من الولايات المتحدة، التي تعتبر حليفًا قويًا لإسرائيل. الولايات المتحدة قد تتدخل لدعم إسرائيل عسكريًا في حال تفاقم الصراع، وقد توجه ضربات تستهدف البنية العسكرية الإيرانية مباشرة. في المقابل، قد تستعين إيران بحلفائها مثل روسيا أو الصين لدعمها سياسيًا وربما عسكريًا بشكل غير مباشر.

برأيي لن تتدخل الصين أو روسيا بشكل مباشر ، هذه الخطوة مستبعدة لأنها ستنزلق إلى حرب عالمية ساملة و هو ما يخشاه الأطراف النووية ، لغنه سيؤدي إلى دمار غير مسبوق في العالم ، و متى بدأ لا يملك أحد القدرة على إيقافه .

⚡ حرب إقليمية موسعة : في حالة عدم القدرة على احتواء التصعيد، قد يتطور الصراع ليصبح حربًا إقليمية تشمل عدة دول. السعودية والإمارات، اللتان تنظران إلى إيران كتهديد استراتيجي، قد تنضمان إلى إسرائيل في حملة عسكرية واسعة النطاق. في هذه الحالة، يمكن أن تنضم تركيا وقطر إلى تحالف يقف ضد هذا التصعيد. هذا السيناريو يحمل مخاطر كبرى على استقرار المنطقة بالكامل، حيث يمكن أن يمتد الصراع ليشمل مضيق هرمز والخليج العربي، مما سيؤثر على الاقتصاد العالمي وأمن الطاقة.

هذا السيناريو قد تفجره إيران من خلال استهداف المراكز الاستراتيجية في ظول الخليج لتجرها إلى حرب واسعة ، الهدف منها تخريب هذه البلدان و إدخالها في الفوضى .

⚡ تصعيد كيماوي أو بيولوجي محتمل :

في السيناريو الأسوأ، إذا ما شعرت إيران بأن وجودها مهدد بشكل مباشر، قد تلجأ إلى تصعيد أو تهديد باستخدام قدراتها من الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية. هذا التصعيد قد يدفع إسرائيل و الولايات المتحدة إلى اتخاذ خطوات استباقية باستخدام قدراتها العسكرية المتطورة لتدمير أي تهديد . هذا السيناريو هو الأكثر كارثية ويعني دخول المنطقة في حالة من الفوضى الكاملة.

⚡ العوامل التي تؤثر على تطور السيناريوهات

➖ الموقف الأمريكي : الموقف الأمريكي سيكون حاسمًا في تحديد مدى توسع الصراع. إدارة بايدن قد تحاول تهدئة الأمور والضغط من أجل حل دبلوماسي، ولكن في حال استمرار التصعيد، قد تجد الولايات المتحدة نفسها مضطرة لدعم إسرائيل عسكريًا أو سياسيًا، مما يعقد الأمور.

➖الدور الروسي : روسيا لديها مصالح كبيرة في سوريا وعلاقات استراتيجية مع إيران. تصعيد إسرائيلي إيراني قد يضع روسيا في موقف صعب. إذا ما استهدفت إسرائيل مصالح روسية أو تجاوزت الخطوط الحمراء التي وضعتها موسكو في سوريا، قد يتدخل الكرملين بشكل ما لدعم إيران وحماية مصالحه في المنطقة.

برأيي هذا مستبعد ، لكن ممكن أن تتدخل موسكو سياسياً و دبلوماسياً فقط .

🖲️ استعداد الأطراف للتصعيد : رغم أن كلا الطرفين يحاول تجنب صراع شامل، إلا أن استعداد إيران أو إسرائيل لتقبل كلفة التصعيد هو ما سيحدد إلى أي مدى يمكن أن يتطور الصراع. إسرائيل قد ترى أن استمرار الهجمات الإيرانية يمثل تهديدًا وجوديًا يستدعي تحركًا حاسمًا، بينما قد ترى إيران في التصعيد فرصة لاستعراض قوتها وإظهار قدرتها على التأثير الإقليمي.

✍️ لا شك أن تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل يعيد تشكيل المشهد السياسي والعسكري في الشرق الأوسط. الضربات الانتقامية المتوقعة قد تؤدي إلى تصعيد محدود أو توسع في الصراع ليشمل لاعبين إقليميين ودوليين. على المدى القصير، سيعتمد مسار التصعيد على أهداف الضربة الإسرائيلية ومدى استعداد إيران للرد، في حين أن المدى الطويل قد يشهد تحولًا في طبيعة الحرب إذا ما دخلت أطراف جديدة أو تصاعدت الأمور إلى مواجهة شاملة. في النهاية، تظل المنطقة في حالة توتر دائم، حيث يمكن لأي خطوة غير محسوبة أن تشعل فتيل حرب شاملة تهدد استقرار الشرق الأوسط بالكامل.

رأيي أن إيران ستكتفي بردود تؤدي إلى تنازلها عن أذرعها في المنطقة مقابل صفقة وجودية و اقتصادية ، و لا يوجد رغبة غمريكية بإنهاء النظام الإيراني ، و إنما خطوات لتطويعه و إعادته إلى المسار المرسوم له ، و هذا المرجح .

نايف شعبان - ليفانت

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!