الوضع المظلم
السبت ١٦ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
الكتابة عن أوغندا
غسان المفلح

عقد المؤتمر السادس للحركة الصهيونية في بازل (23-28 آب 1903)، وعرض فيه مشروع أوغندا من جانب الحكومة البريطانية، وتمسك به هرتسل كحلّ مؤقت، ووافق على المشروع 295 مندوباً، بينما عارضه 178 مندوباً. ومنعاً لوقوع انشقاق، وافق هرتسل على إرسال بعثة لتقصي الحقائق ودراسة المنطقة في أوغندا. الكتابة 


المؤتمر السابع: عقد في بازل (27 تموز - 2 آب 1905)، وهو أول مؤتمر يُعقد بعد وفاة هرتسل، وتم اختيار ديفيد ولفسون رئيساً للمنظمة الصهيونية العالمية. وأقرّ المؤتمر أنّ مشروع بازل حول أوغندا ما زال قائماً ويجب اعتماده دون غيره من المقترحات والمشاريع.


أوغندا عبارة عن مساحة من أفريقيا كانت مستعمرة من قبل بريطانيا العظمى، واقترحتها على الحركة الصهيونية من أجل إيجاد وطن قومي لليهود فيها.


محمية أوغندا (1894-1962) هذا زمن الاحتلال البريطاني لأوغندا، لهذا اقترحت بريطانيا على المؤتمر الصهيوني في بازل، أن تعطيهم أوغندا، لإقامة وطنهم المنشود، أو أرض ميعادهم، كما سمّوا فلسطين. بريطانيا دخلت أوغندا 1894، بعد احتلالها لمصر 1882، التي كان لها حضور في أوغندا، حيث كان لمصر دور في أسلمة بعض مواطني أوغندا وملكها أيام الخديوي إسماعيل، حاكم مصر آنذاك، لكن البعثات التبشيرية التي غزت هولندا مع الاحتلال البريطاني استطاعت أن تجعل غالبية سكان أوغندا مسيحيين.


التعداد: 35.918.915 نسمة (تقديرات يوليو/ تموز 2014). الكتابة 


التوزيع العرقي: 16.9% الباغندا، 9.5% البنياكولي، 8.4% الباسوغا، 6.9% الباكيغا، 6.4%الأتيسو، 6.1% اللانغي، 4.7% الآشولي، 4.6% باغيسو، 4.2% لوغبرا.


الديانة: 41.9% كاثوليك، 42% بروتستانت، 12.1% مسلمون، 3.1% ديانات أخرى، 0.9% غير محدد.


هذا وضع أوغندا الآن. أي أنّ أكثر من 82% من سكانها باتوا مسيحيين في ظل الاستعمار الإنكليزي. 


من أشهر أوغندا لاحقاً هو ديكتاتورها عيدي أمين، الذي حكمها منذ عام 1971 وحتى عام 1979. حيث كان ضابطاً في الجيش البريطاني عندما أعلنت بريطانيا استقلال أوغندا 1962، ليتحول فيما بعد إلى إمبراطور يفتخر بأنه ضابط انكليزي، ثم زعم أنه داحر الإمبراطورية البريطانية في أفريقيا. كان درساً جيداً للقذافي الذي أوصلته بريطانيا للحكم أيضا في ليبيا. كان درساً في قضية ملك ملوك أفريقيا. بريطانيا تركت أوغندا مفخخة بحرب أهلية. الجيش الأوغندي أسسته بريطانيا.


أوغندا التي أرسل لها مؤتمر بازل الصهيوني لجنة تقصي الحقائق لم يكن فيها يهود، رغم أنّ أحد الذين أوفدتهم بريطانيا عبر الخديوي إسماعيل لأوغندا كان يهودياً "صموئيل بيكر". مع ذلك أوغندا لم يكن فيها يهودياً واحداً ولا كنيساً يهودياً أبداً. وكما هو معروف الديانة اليهودية أيضاً ديانة غير تبشيرية.


بعد الانقلاب على عيدي أمين 1979، دخلت أوغندا في مرحلة حرب أهلية طاحنة، حيث تأسس أيضاً جيش الرب المسيحي لإقامة دولة مسيحية في أوغندا، بزعامة جوزيف كوني، الذي ارتكب مجازر فظيعة بحق الشعب الأوغندي. جيش الرب ارتكب مجازر وعمليات اغتصاب وحرق بحق مجموعات معارضة له، واتهم باختطاف واسترقاق نحو 24 ألف طفل، واستخدامهم أدوات في حربه المستعرة، مع ذلك ما يزال يوري موسفيني الحاكم الفعلي لأوغندا منذ عام 1986 وحتى الآن.


موسفيني المبارك من قبل الإنكليز وغيرهم، الذي أيضاً سجله حافل بالمجازر والانتهاكات، وفقاً لتقارير منظمة العفو الدولية. حيث استفاد موسيفيني من سمعة "جيش الرب" السيئة، داخلياً وخارجياً، لترسيخ حكمه، والدخول في حرب طاحنة ضد التنظيم.


هذه أوضاع أوغندا منذ أن قرر مؤتمر بازل إرسال لجنة تقصّي حقائق لتوطين يهود أوروبا عموماً، لكن الذي حدث أنه في المؤتمر الثامن للحركة الصهيونية، الذي عقد في لاهاي بهولندا (14 -21 آب 1907)، وطالب فيه حاييم وايزمان بدمج الصهيونية السياسية بالاستيطان في فلسطين. وطرحت في هذا المؤتمر مسألة العامل اليهودي في فلسطين. واتخذ قرار بافتتاح "مكتب أرض إسرائيل" (همسراد هإيريتس يسرائيلي) في يافا برئاسة آرثر روبين، والذي وضع الأساس للاستيطان في فلسطين. بعد هذا المؤتمر بأشهر قررت بريطانيا عبر وعد بلفور في نفس العام إعطاء فلسطين لمؤتمر بازل.


حاولت البحث عما سمي لجنة تقصي الحقائق ونتائج زياراتها لأوغندا، والتي أرسلها مؤتمر بازل، لكنني لم أجد ما يفيد. تخيلت سيناريو من نوع آخر، ماذا لو تم وعد بلفور في أوغندا بدلاً من فلسطين؟ هل ستكون العدة الأيديولوجية نفسها؟ هل سيكون الشعار العودة إلى أرض الميعاد؟ ما الشعار الذي ستستخدمه الحركة الصهيونية في هذه الحالة؟ هل ستكون الحركة الصهيونية مثلاً حركة تحرر قومي لو فرضت بريطانيا عليهم أوغندا؟ تديين الصراع في فلسطين بدأ مع شعار أرض الميعاد التأسيسي بالمعنى الأيديولوجي. النقلة الثانية في تديين الصراع أتت على يد حركة حماس.


كتبت عن أوغندا كي لا اتهم بمعاداة السامية لأن طرفي التديين ساميان. التديين بما هو عدة القوة والقوة المضادة. بينما حقيقة الصراع في مكان آخر تماماً، حل أوروبي للمسألة اليهودية في أوروبا. فرض بالقوة وهذه القوة تريد فلسطين كلها من النهر للبحر بلا فلسطينيين أو تريد فلسطينيين بلا أي تمثيل حقوقي أو قانوني. وهل في إسرائيل دستور يضمن حق الفلسطينيين؟ 


غسان المفلح


ليفانت - غسان المفلح ليفانت  

كاريكاتير

قطر تغلق مكاتب حماس

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!