-
الولايات المتحدة تحشد قواتها في شرق المتوسط لمواجهة التهديد الإيراني
-
تواجه الولايات المتحدة تحدياً كبيراً في التعامل مع الملف النووي الإيراني الذي أصبح أكثر خطورة وتعقيداً بعد أن تجاوزت إيران حدود الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن
تشهد المنطقة الساخنة تحركات عسكرية أميركية تهدف إلى التصدي للتحدي الإيراني، سواء على صعيد البرنامج النووي أو على صعيد النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط.
وذكر مسؤول في الإدارة الأميركية لـ العربية والحدث أن الولايات المتحدة تولي اهتماماً كبيراً بالملف الإيراني بعد أن كانت تركز على الحفاظ على الاستقرار ومنع التصعيد في السنوات السابقة.
وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة أرسلت قوات بحرية وجوية إلى شرق المتوسط كجزء من خطة مدروسة "لكن هذه القوات ستمنح القادة خيارات إذا احتاجوا إليها".
وأوضح أن القوات البحرية الأميركية التي تحمل اسم "واسب" تتألف من عدة سفن حربية، وستنتشر في شرق المتوسط، وستحمل قدرات كبيرة من الدفاعات والقوات الجوية بما في ذلك طائرات مقاتلة من نوع إف 35.
اقرأ أيضاً: حوارات أوروبية لتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية
ولم يعلن أي مسؤول في الحكومة الأميركية أن هذه القوات موجهة لهدف محدد، وانتشرت شائعات أنها معدة لإجلاء الأميركيين في حال نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله، ولكن بعض المسؤولين الأميركيين أكدوا أنها ستؤدي مهمات الردع، وتركوا المجال مفتوحاً لنوع المهمة أو المهمات المحتملة.
ويصاحب هذا الانتشار تهديدات من ميليشيات في سوريا والعراق وكذلك من جانب إيران، وأن المنطقة ستواجه تصعيداً إذا تعرض حزب الله لضربة عسكرية، ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن وجود قوات زائدة في شرق المتوسط سيساعد على ردع إيران والميليشيات عن القيام بأي تصعيد محتمل.
لكن ما يثير الاهتمام أكثر هو المعلومات المتتالية عن أن إيران نصبت آلات تخصيب لليورانيوم في مواقعها النووية، وأنها تسير أكثر فأكثر نحو إنتاج كميات هائلة من اليورانيوم عند مستوى الـ 60% وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية لفتت إلى أنها تعاني من مشاكل حقيقية في الكشف عن هذه الأنشطة الإيرانية.
وفي آخر لقاء بين وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ونظيره الإسرائيلي غالانت أكد الوفد الإسرائيلي على ضرورة الاهتمام بالملف النووي الإيراني، والتهديدات التي يمثلها وضرورة التصرف مع هذه التهديدات.
ومن المتوقع أن يجري مسؤولون إسرائيليون اجتماعات مع الإدارة الأميركية بشأن هذا الأمر خلال الأيام المقبلة بينما قال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأميركية قبل أسبوعين لـ العربية والحدث أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي، وقال "نقطة على السطر" وأضاف "أن كل الخيارات على الطاولة للتعامل مع هذا الأمر".
وأكد في ذلك الوقت على أن الولايات المتحدة تتعامل مع مسألة الملف النووي بكثير من الجدية، في حين قال آخرون في مناسبات عدة إن مسألة الاتفاق النووي والعودة إليه أصبحت من الماضي، فالظروف الآن أصبحت مختلفة جداً عما كانت عليه قبل سنوات، خاصة منذ عودة إيران إلى التخصيب وبدء علاقات قوية مع روسيا ودعم طهران لموسكو في حرب أوكرانيا.
وتعيش الولايات المتحدة الآن في مرحلة انتقالية من التفاعل مع الملف الإيراني، فالفكر العام لدى الإدارة الديمقراطية يريد التحدث بحزم، لكن هذا لا يعني التصرف بـ"عقلية العصا" مع إيران.
وجوناثان لورد رئيس مركز أمن الشرق الأوسط في معهد الأمن الأميركي الجديد وهو قريب من تفكير الإدارة الأميركية قال "أن التخصيب الإيراني المتزايد خطوة خطوة مقصود لممارسة الضغط على الولايات المتحدة وأوروبا دون التسبب برد فعل قوي".
واستبعد جوناثان لورد أن يكون الخيار العسكري في مقدمة قائمة الخيارات، ولفت إلى أن المواقع النووية الإيرانية أصبحت أكثر حماية، وأن بعض الأضرار في البرنامج النووي الإيراني بسبب ضربة عسكرية "ربما يثبت لطهران أن الردع النووي ضروري للحفاظ على السيادة الوطنية".
ويدل جوناثان لورد بذلك إلى استبعاد الإدارات الديمقراطية، أي إدارة باراك أوباما ثم إدارة جو بايدن الخيارات العسكرية، لأنها لا تنهي الملف البرنامج النووي بل تتسبب بتسريعه.
وأمر مؤكد واحد هو أن الملف النووي الإيراني سيعود إلى الطاولة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، فكل الأطراف يريدون التحدث عنه، بمن فيهم الأوروبيون الذين يلومون واشنطن على أنها تجاهلت الملف النووي الإيراني، وأنها أنفقت الكثير من الوقت والاهتمام على قضية غزة ومنع التصعيد بينما الإيرانيون يتابعون التقدم نحو القنبلة.
ليفانت-العربية
قد تحب أيضا
كاريكاتير
قطر تغلق مكاتب حماس
- November 11, 2024
قطر تغلق مكاتب حماس
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!