الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
باحث يحذّر من نشاط حزب الله في الغرب
حزب الله

قال الدكتور إريك ماندل، مدير شبكة المعلومات السياسية في الشرق الأوسط MEPIN، في مقال نشرته صحيفة "ذا هيل" الأميركية، إنه "لا يعتقد أي محلل سياسي أو أمني حذق أن الهجوم الإيراني الواهي على الأصول الأميركية في العراق، بعد مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، سيكون بمثابة مشهد النهاية لهذه الرواية".


ويشير الكاتب إلى أن إيران قامت بنقل رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول الوجود الأميركي في العراق، إلا أن حملتها ضد الولايات المتحدة وإسرائيل والغرب لن تنتهي في العراق، ودون ماندل، الذي تشتمل مهامه على اطلاع أعضاء الكونغرس ومساعديهم على السياسة الجغرافية للشرق الأوسط، قائلاً إنه على الرغم من تركيز وسائل الإعلام على إسرائيل أو إفريقيا أو أوروبا كمناطق مهددة بالتعرض لهجمات بالوكالة ضد المصالح الأميركية أو الغربية، فإن لإيران وميليشيات حزب الله اللبناني التابع لها، العديد من الأهداف السهلة للاختيار من بينها، بعد أن تم بالفعل نشر الأصول والخلايا حول العالم والتي يمكن تفعيلها عند الحاجة. وربما يكون تركيز الأميركيين قد تحول من مقتل سليماني إلى جلسات مساعي عزل ترمب، لكن الإيرانيين يواصلون التخطيط.


مشيراً إنه على مدى عقود من الزمان، عكفت إيران وحزب الله على إنشاء شبكة إجرامية في أميركا الجنوبية، والتي شهدت توسعا ونموا في الوقت الذي كانت إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما تحاول تقديم الصداقة والتعامل بكرم مع الإيرانيين من أجل التوصل لإبرام الاتفاق النووي لعام 2015. وتم الكشف عن هذه الثغرة من خلال تقرير مدوي لـ"بوليتيكو" حول الكواليس السرية لكيفية إفلات حزب الله من قبضة العدالة بسبب سياسات إدارة أوباما، ولم يبدأ التغيير في السياسة الأميركية إلا منذ عامين، عندما قام جيف سيشنز، المدعي العام آنذاك، بتكوين فريق لمكافحة تمويل حزب الله، المعني بمكافحة الإرهاب والمخدرات، والذي أقنع بلدان أميركا الجنوبية بتسليم مهربي المخدرات المتحالفين مع إيران مع تجميد شبكاتهم المالية.


منوهاً غن إيران اختارت منطقة الحدود الثلاثية، الواقعة بين البرازيل والأرجنتين وباراغواي والتي تعد خارجة عن القانون نسبيًا، مركزا لعمليات حزب الله. وفي حقبة ما بعد سليماني، يجب أن يكون هذا الموضوع ذا أهمية ليس فقط بسبب المخدرات وعمليات غسل الأموال، ولكن لأنه ربما يتم استخدامه للتخطيط أو التنسيق للهجمات ضد أميركا وحلفائها مع "الإنكار المبرر" المعتاد لإيران والمزاعم بعدم شن عمليات انطلاقا من الأراضي الإيرانية.


إقرأ أيضاً: المساعدات الأمريكية للبنان مقترنة بعدم تشكيل حكومة حزب الله


وهيمن وفق الكاتب إرهاب إيران وحزب الله في أميركا الجنوبية على اهتمام المجتمع الدولي عندما وقع هجوم تفجير المركز اليهودي في بوينس آيرس عام 1994 ومن قبلها السفارة الإسرائيلية في عام 1992. فبعد سنوات من التغطية، قام الأرجنتينيون بتعيين المدعي العام ألبرتو نيسمان، والذي تم اغتياله قبل نشر تقريره مباشرة، حذر فيه "سلطات كل من تشيلي والبرازيل وأوروغواي وباراغواي وغويانا وترينيداد وتوباغو وسورينام وكولومبيا من مغبة التسلل الإيراني".


وطالب لسنوات عديدة، خبراء الاستخبارات والأمن الأميركيون إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد إيران في نصف الكرة الغربي. ولكن بعض المناطق النائية، والتي تخضع لسيطرة إيران أو عصابات المخدرات، يصعب استهدافها، وتم عقد المؤتمر الإقليمي الثالث لمكافحة الإرهاب، في كولومبيا مؤخرا، من أجل التعريف بالمخاطر وتوحيد صفوف بلدان أميركا الوسطى والجنوبية ضد إيران وحزب الله وغيرهما من المنظمات المؤيدة لإيران، والمتورطة في جرائم غسل الأموال والإرهاب.


مشيراً بانه كان هناك ثغرة أخرى وهي حكومة فنزويلا، التي تعد حليفا وثيقا لإيران. وتنشط إدارة ترمب بدعم خوان غايدو كرئيس فنزويلي شرعي، لكن ربما يبقى النفوذ الإيراني راسخًا للغاية بحيث لا يحدث فرقًا كبيرًا حتى لو تولى غايدو السلطة، إذ سبق أن قال وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو إنه "في ظل الرئيس الفنزويلي المعادي لأميركا نيكولاس مادورو، فإن حزب الله لديه خلايا نشطة "وأنه، من خلال عملياتهم، "يتمكن الإيرانيون من التأثير على شعوب فنزويلا وجميع أنحاء أميركا الجنوبية".


وتبعاً لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإن نائب الرئيس الفنزويلي السابق طارق العيسمي "ساعد في (عمليات) تسلل مقاتلي حزب الله إلى البلاد (فنزويلا)... وقام بحماية 140 طناً من المواد الكيميائية التي يُعتقد أنها تستخدم لإنتاج الكوكايين ... (و) تجنيد (عناصر) حزب الله، وفي العام الماضي، تم وضع العيسمي على قائمة المطلوبين من قبل مصلحة الهجرة والجمارك الأميركية ICE لارتكابه جرائم غسل الأموال والفساد والاتجار بالمخدرات. ولكنه يتولى حاليا منصب وزير الصناعة الفنزويلي.


ومن المزمع أنه يمكن استخدام شبكة التجسس والإرهاب الفنزويلية في جميع أنحاء أميركا اللاتينية كمسرح لعمليات إرهابية إيرانية، وحتى إذا كانت قد بدأت فقط في أميركا الجنوبية، فإنها يمكن أن تظهر وتنطلق في أي مكان في نصف الكرة الغربي أو الشرقي، فقبل 15 شهرًا، قام السيناتور ماركو روبيو، من الحزب الجمهوري عن فلوريدا، بتأييد إقرار تعديلات على قانون منع التمويل الدولي لحزب الله، الذي زاد من تطبيق العقوبات وفرض عقوبات ثانوية على من يساعدون حزب الله. ولكن بشكل مثير للصدمة، حتى يومنا هذا، تسمح ألمانيا الحليفة للولايات المتحدة لتنظيم حزب الله بجمع الأموال، وفقا لمزاعم زائفة بالفصل بين أنشطتها الإرهابية عن السياسية.


وينهي الدكتور ماندل مقاله قائلا: "إذا كانت واشنطن تطالب البرازيل وباراغواي ودول أميركا الجنوبية الأخرى بوضع تشريعات لتعقب حزب الله في بلادهم، فيجب أن تقوم أيضا بمطالبة الأوروبيين، الذين ظلوا لفترة طويلة يتبعون سياسات اللين مع إيران وحزب الله على أمل تحقيق مكاسب مادية أو لتجنب استهدافهم بعمليات إرهابية، بفرض عقوبات ثانوية". ويتابع: "تحتاج واشنطن إلى المبادرة باتخاذ خطوات هجومية في أميركا اللاتينية ضد إيران إذا كانت الولايات المتحدة حريصة على تقليص أنشطة إيران الإرهابية في نصف الكرة الغربي".


ليفانت-وكالات

العلامات

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!