الوضع المظلم
الخميس ٢٦ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • بشار الأسد في الأحضان الإيرانية من جديد

  • النظام السوري حرص خلال العقد الفائت على تقديم التنازل تلو الآخر لحلفائه الإيرانيين والروس في سبيل بقائه على رأس السلطة المتهالكة
بشار الأسد في الأحضان الإيرانية من جديد
صورة أرشيفية. 2019

نشرت وكالة تسنيم الإيرانية خبراً عن زيارة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، إلى إيران، ولقائه بالمرشد الأعلى "علي خامنئي" والرئيس الإيراني "إبراهيم رئيسي"، يوم أمس الأحد، وتعد هذه الزيارة الثانية للأسد، بعد انطلاق شرارة الثورة السورية، بعد زيارة أجراها في  شباط/فبراير 2019.

بينما ذكر موقع "نور نيوز" الإيراني، أن بشار الأسد غادر إيران في اليوم نفسه، بعد لقاءاته والوفد المرافق له مع القيادة الإيرانية.

ومن جهته، اعتبر خامنئي أن "مكانة سوريا اليوم أصبحت أكثر بكثير، بعد انتصارها في الحرب الدولية"، مضيفاً: "مقاومة الشعب والدولة السورية وانتصارها في حرب دولية يمهد الأرضية لزيادة مكانة وشموخ سوريا،" بحسب الوكالة الإيرانية.

اقرأ المزيد: بشار الأسد في طهران لتعزيز العلاقات السورية الإيرانية 

وتابع أنه "بالنظر إلى الروح المعنوية العالية والإرادة في شخص الرئيس والحكومة في إيران لتعزيز التعاون مع سوريا، ينبغي بذل الجهود لتحسين العلاقات بين البلدين أكثر من ذي قبل".

وأشار قائد ثورة إيران الإسلامية، أن "النجاحات العظيمة التي حققتها سوريا في المجالين السياسي والعسكري، وقال، إن سوريا اليوم ليست هي سوريا قبل الحرب، رغم أنه لم يكن هناك تدمير في ذلك الوقت، لكن احترام سوريا ومكانتها أكثر بكثير الآن مما كان عليه في السابق، والجميع ينظر الى هذا البلد كقوة".

ولم يفوت خامنئي الفرصة لاستذكار قائد "فيلق القدس" السابق قاسم سليماني، قائلاً: "إن ذلك الشهيد العظيم كان له اهتمام خاص بسوريا وقدم التضحيات بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ولم يكن سلوكه في سوريا مختلفاً عن سلوكه في مرحلة الدفاع المقدس".

وبدوره شكر رئيس النظام السوري، المرشد الإيراني، ورئيس بلاده إبراهيم رئيسي أيضاً، على مواقف إيران الداعمة لنظامه، مترحماً على قاسم سليماني.

وأضاف أن "ما منع الكيان الصهيوني إسرائيل من السيطرة على المنطقة هو العلاقات الاستراتيجية بين إيران وسوريا، والتي يجب أن تدوم بقوة"، بحسب الأسد.

الأسد في زيارة إلى إيران

من جانبه، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، خلال استقباله الأسد: "عندما راهن بعض قادة العرب وغير العرب في المنطقة على سقوط الحكومة السورية، إيران وقفت إلى جانبها هي وشعبها"، معرباً عن أسفه لأن "أجزاء مهمة من الأرض السورية ما زالت تحت احتلال القوات الأجنبية". 

وشدد رئيسي على "تحرير جميع الأراضي السورية من وجود المحتلين الأجانب"، داعياً إلى خروج هذه القوات من سوريا ومن وصفهم بأنهم "عملاء" للقوى الأجنبية.

كما دعا إلى ردع التهديدات الإسرائيلية، وتنويع معادلات الردع للرد على تهديدات المتواصلة وضرب إسرائيل لمواقع داخل الأراضي السورية بين الحين والآخر.

وبدوره الأسد أكد لنظيره الإيراني، أن بلاده "مستعدة للمزيد من التنسيق والتعاون الأوسع مع إيران في المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية"، مضيفاً أن "إيران كانت الدولة الوحيدة التي وقفت إلى جانبنا في سنوات المقاومة ضد الاعتداء الغربي والتكفيري"، بحسب وصفه.

الانكفاء الروسي وإعادة التموضع الإيراني

من جهة أخرى، أدّى تراجع الدور الروسي في سوريا وتركيزه على حربه في أوكرانيا إلى تمدد الحرس الثوري الإيراني والميلشيات الموالية له، إذ تشير تقارير إعلامية عديدة عن توسع إيران بمناطق مهيّن في حمص وسط البلاد، وكذلك بمطار النيرب في حلب، بعد أن كان متنازعاً عليه بين الجانبين الروسي والإيراني. في محاولة لفرض أمر واقع من قبل الإيرانيين، واستغلال انشغال الروس في أوكرانيا.

اقرأ أيضاً: بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.. سوريا إلى أين؟

ومن ناحيتها واصلت إسرائيل ضرباتها الجوية على المواقع الإيرانية بالقرب من حدودها الشمالية، وخاصة بعد المعلومات التي تتحدث عن جلب إيران لطائرات مسيرة من نوع مهاجر 2، والتي يصل ارتفاعها حتى 7 كلم، وبقائها في الجو لمدة 24 ساعة وهو ما يقلق حكومة بينت، التي وقفت على الحياد في بداية الغزو الروسي لأوكرانيا.

وسبق أن كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد مضي شهر على تدخل القوات الروسية في أوكرانيا عن "تراجع الضربات الروسية في سوريا، بسبب الحرب في أوكرانيا."

وأشار المرصد إلى أن "الأراضي السورية شهدت تراجعاً لافتاً وملحوظاً في نشاط القوات الروسية بمختلف مناطق تواجدها، منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا"، في 24 فبراير الماضي.

وسجل المرصد "تراجعاً بالقصف الجوي الروسي على البادية، بمعدل تراجع 4 مرات عما كان عليه قبل الحرب الأوكرانية".

وفي نفس الصدد، يشير مراقبون إلى أن زيارة الأسد تأتي في وقت انحسار الدور الروسي في المنطقة، وانفتاح بعض الدول العربية على رأس النظام السوري، مما يجعل ما قدمته إيران للأسد وقواته من تذخير وجنود ومساعدات مالية وعينية في مهب الريح.

إلى جانب ذلك، يمكن أن تقدم دول خليجية مغريات تنتشل النظام السوري من المحنة الاقتصادية، مما يساهم في استدارته باتجاه العرب، والإيرانيون يدركون أن الأسد استخدم برغماتية مطلقة في علاقته مع حلفائه الروس والإيرانيين، وكان مستعداً في أي وقت لتقديم التنازلات في سبيل بقائه على رأس السلطة السورية، وهو ما تخشاه السلطات الإيرانية أن يتنازل قيد أنملة، تضعف أوراقهم التفاوضية مع المملكة العربية السعودية.

رأس النظام السوري يلتقي خامنئي بحضور الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي

كما أن الأسد يعلم جيداً أن انحسار دور أي من حلفائه (الروس والإيرانيين) ليس في مصلحته، لذا جاءت زيارته لطهران، علّه التفرغ بعض الشيء لسوريا من قبل بوتين وحكومته.

غير ذلك، هناك معلومات أولية عن إحياء الولايات المتحدة الأمريكية للمشروع الذي نادت به واشنطن قبل عامين، وهو توحيد المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق، سياسياً وعسكرياً، بالتنسيق مع تركيا، وهو بلا شك سيضعف الدور الروسي والإيراني في سوريا. ويبقي أدوارهم محصورة في المنطقة الوسطى والساحلية، وبالتالي خسارتهم للمناطق النفطية والزراعية السورية، وهذا بلا شك يعيق مشاريعهم التي تعيد تأهيل بشار الأسد ونظامه مستقبلاً.

ليفانت - خاص 

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!