الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • تحالف الإخوان المسلمين يدعم مشاريع "تهجير واستيطان" من وفي شمال سوريا

تحالف الإخوان المسلمين يدعم مشاريع
تحالف الإخوان المسلمين يدعم مشاريع تهجير واستيطان من وفي شمال سوريا

نقلت قناة (إن تي في) التلفزيونية، أمس الثلاثاء، عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله، إن قطر يمكن أن تدعم خطط تركيا لتوطين ما يربو على مليون لاجئ في شمال شرق سوريا بعد غزو عسكري لمناطق شمال سوريا، وفق ما ذكرته وكالة رويترز للأنباء.


وتبدو هذه الأنباء كأنها ورقة ابتزاز جديدة للغرب، فتقول لهم من خلالها تركيا، إن لم تدعموني بالمال، فإن المال الإخواني سيدعمني، حيث ومُذ شَنت أنقرة هجومها على الشمال السوري، وهي تدعو الأوروبيين إلى دعم خططها لبناء مدن جديدة في شمال شرق سوريا، وتقول إن من الممكن أن يتم فيها توطين نحو نصف اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم على أراضيها ويبلغ عددهم 3.6 مليون لاجئ.


دعوةٌ رغم ما تحمله من قالب إنساني، يسعى للظهور بدور الرؤوف باللاجئين، لكنه يخفي في واقع الحال تآمراً كبيراً على السوريين عموماً واللاجئين في تركيا خصوصاً، فهؤلاء يبدو أنهم سيكونون الحطب لمعركة تركيا ضد الاكراد السوريين، الذين يعانون حالياً لوقف الهجمات التركية، خاصة أنها ساعية في منظور الكُرد لإبادتهم وتهجيرهم قسراً من مناطقهم، لتكون بذلك معركة وجود أو لا وجود لهم.


كما يبدو أن تركيا عازمة على عقد قمة دولية للمانحين لدعم خطتها بشأن إقامة منطقة تدعي بأنها ستكون آمنة، فيما يقول مسؤولون غربيون إنهم سيعزفون عن تمويل أي مشروع ينطوي على عودة غير طوعية للاجئين أو إدخال تغييرات على التركيبة السكانية في سوريا.


شروطٌ لا يبدو أنها متوفرة في المساعي التركية، حيث تشير تقارير لمنظمات إنسانية إلى إجبار أنقرة للاجئين السوريين على العودة لمنطقتها الآمنة شمال سوريا، تحت التهديد بالسجن لمدة عام لرافضيها من اللاجئين، الذين لم يعد لديهم من باب يطرقونه، بعد أن أغلقت أوروبا بواباتها، وطحنت الحرب ما بقي من مدن سوريا كان آخرها في الشمال، فيقع اللاجئون بين نار السجن أو نار الاستيطان في أرض سوري آخر هجرته تركيا بحجة أنها تريد توطينه هو!


ونقلت (إن تي في) عن أردوغان قوله للصحفيين أثناء رحلة العودة من زيارة إلى الدوحة، إنه عرض خططه على أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني “أعجبته مشاريعنا”، ورداً على سؤال عما إذا كانت قطر ستسهم في تمويل الخطط قال: “إنهم في مرحلة: ‘يمكننا أن ننفذ هذه الجهود معاً’. ما من سبيل آخر في الواقع”.


ولا يبدو أن المال القطري قد اقتصر على دعم المخططات التركية بشكل نظري فقط، فجمعية مثل الهلال الأحمر القطري، قالت على سبيل المثال الأسبوع الماضي، إنها افتتحت مشروعاً سكنياً في إطار شراكة مع الهيئة التركية لمواجهة الكوارث والحالات الطارئة بالقرب من مدينة الباب في شمال سوريا .


فيما قال نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، أمس الثلاثاء، أن نحو 370 ألف سوري عادوا من تركيا إلى المناطق السورية شمالي البلاد، التي باتت تحت سيطرة الجيش التركي، حيث أشار أوقطاي أن مسودة الخطة التركية حول المنطقة الآمنة، تتضمن مشروع الإسكان الذي سيشمل تشييد 140 قرية، تتسع كل منها 5 آلاف شخص، و10 بلدات كل منها تتسع 30 ألفاً، لتُلخص تلك الأنباء مُجتمعةً واقعاً يقول أن الخطط التركية لتوطين شريحة من السوريين ممن تحبذهم أنقرة، محل آخرين لا تحبذهم يجري على قدم وساق، في ظل عجز دولي أو ربما تعاجز، عن إيقاف حمام الدم ومساعي الهندسة الديموغرافية.


ليفانت-خاص


متابعة وإعداد: أحمد قطمة

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!