الوضع المظلم
الجمعة ٢٧ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • تحقيق استقصائي لـ BBC: تجارة الجنس تحت مسمى الزواج المؤقت في العراق

تحقيق استقصائي لـ BBC: تجارة الجنس تحت مسمى الزواج المؤقت في العراق
تحقيق استقصائي لـ BBC: تجارة الجنس تحت مسمى الزواج المؤقت في العراق

الانهيار الذي حصل في العراق منذ الاحتلال الأمريكي للعراق، أدى لتحكم المليشيات الطائفية التابعة لإيران بكل مفاصل الدولة عبر السلاح أحياناً، وفي أحياناً أخرى عبر رجال الدين الذين يعملون على إخضاع الناس عبر تعاليم دينية، والزواج في العراق أحد أكثر هذه الإشكاليات تعقيداً من خلال بعض الفتاوى الدينية التي يستخدمها رجال دين لمصالحهم الشخصية.


حيث تنتشر مكاتب الزواج التي يديرها رجال دين في مناطق قريبة من الأضرحة ذات الأهمية الكبيرة لدى العراقيين (الشيعة)، وبحسب تحقيق استقصائي قامت به BBC وبشكل سرّي جرى الاتصال ببعض رجال الدين الذين يديرون مثل هذه المكاتب، وتبيّن أنهم على استعدادهم لتقديم (زيجات متعة) لفترات قصيرة قد لا تتجاوز ساعات أحياناً، وكان البعض منهم على استعداد لتقديم شابات بأعمار مختلفة حتى فتيات قاصرات قد لا يتجاوزن الـ 9 سنوات.


ويشير فيلم بي بي سي الوثائقي إلى أن بعض رجال الدين يتصرفون كسماسرة ويقدمون غطاءً شرعياً لممارسات تتضمن اعتداءاتٍ جنسية على الأطفال.


ورصدت كاميرا مخفية رجال دين يصفون الضحايا من النساء والفتيات القصر بأنهم "عرائس حلال".


ويعد "زواج المتعة" ممارسة مثيرة للجدل داخل المذاهب الفقهية الإسلامية وداخل المذهب الشيعي نفسه. لكن بعض مراجع الشيعة يبيحون هذا الزواج المؤقت على أن يدفع الرجل مهراً للمرأة مقابل ذلك.


استغرق التحقيق الاستقصائي الذي نفذه فريق بي بي سي مدة 10 أشهر، صوّر خلالها رجال دين بكاميرا مخفية، وأجروا لقاءات مع نساء تعرضن للاستغلال الجنسي، فضلاً عن التحدث إلى رجال دفعوا أموالاً لبعض رجال الدين لإيجاد عرائس متعة لهم.


وتشير التقديرات إلى أن نحو مليون امرأة عراقية قد ترمّلنَ وتشرد عدد كبير منهن بعد الحروب التي شهدها العراق، الأمر الذي دفع العديد منهن لقبول زواج المتعة بسبب الحاجة، كما قال بعضهن لبي بي سي.


ووجد الفريق أدلة على أن زيجات المتعة متاحةٌ في بعض المناطق القريبة من الأضرحة في العراق. وعلى سبيل المثال، تحدث الفريق مع عشرة من رجال الدين في منطقة الكاظمية ببغداد، التي تضم أحد أهم مراقد ومزارات المسلمين الشيعة.


وقال ثمانية منهم إنهم مستعدون لعمل عقود زيجات متعة. وأشار نصفهم إلى أن بإمكانهم عمل عقود متعة على فتيات بعمر الـ 12 و13 عاماً.


واتصل الفريق أيضاً بأربعة رجال دين في كربلاء، أكبر موقع لتجمع الزوار الشيعة في العالم الذين يزورون المراقد هناك.


وسجل صانعو الفيلم الوثائقي محادثاتٍ صُورت سراً مع رجال دين يقولون فيها إنهم على استعداد لجلب الفتيات الصغيرات. كما قدموا شهادة لقاصر قالت إن رجل دين استغلها لنفس الغرض وأكد روايتها شهود آخرون.


وصور الفريق أيضاً سراً، رجل دين يقدم فتاة كان قد جلبها معه من أجل المراسل المتخفي، وأشار بعد أن امتنع المراسل المضي قدماً في إجراءات زواج متعة محتمل ليوم واحد، إلى أنه قد يفضل فتاة في سن المراهقة وعرض عليه أن يجد له واحدة بهذه المواصفات. لقد كان الشيخ يتصرف كسمسار.


وشجب غيث التميمي، وهو رجل دين شيعي سابق من العراق يعيش حالياً في منفاه في لندن لاعتراضه على التطرف الديني، ما يفعله رجال الدين الذين يستخدمون زواج المتعة لاستغلال النساء وخاصة أولئك الذين يعقدون زواج متعة على فتيات قاصرات، وقال: "ما قاله هذا الرجل للمراسل يعدُ جريمة يجب أن يعاقب عليها القانون".


وكتب بعض رجال الدين الشيعة العراقيين أن الشريعة الإسلامية تسمح بممارسة الجنس مع الفتيات الصغيرات، بيد أن التميمي دعا مراجع الشيعة إلى إدانة هذه الممارسات.


ويصف رجلان من أصل ثلاثة رجال دين صورهم فريق بي بي سي سراً، نفسيهما بأنهما من مقلدي آية الله السيستاني، أحد أعلى المراجع الدينية لدى المسلمين الشيعة.


لكن مكتب آية الله السيستاني قال في رد على أسئلة لبي بي سي: "هذه الممارسات إن كان لها واقع كما ذكرتم فهي مدانة ومستنكرة بكل تأكيد، ومن هو من أتباع المرجعية الدينية حقاً لا يقوم بها، والزواج المؤقت الذي يجوز في مذهب الإمامية -وكذلك ما يشبهه من الزواج المبني على إسقاط الحقوق الزوجية عدا حق المضاجعة - لا يسوغ أن يتخذ وسيلة للمتاجرة بالجنس بالطريقة المذكورة التي تمتهن كرامة المرأة وإنسانيتها، ولا يتبعها إلا ضعاف النفوس الذين لا يتورعون عن استغلال الدين وسيلة للوصول إلى أهدافهم غير المشروعة".


وقال متحدث باسم الحكومة العراقية لبي بي سي عربي: "إذا لم تقدم النساء أي شكوى للشرطة ضد رجال الدين، فمن الصعب على السلطات التصرف".


 


ليفانت - بي بي سي عربي


   

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!