الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • ترقى لجرائم حرب.. غارات تركيا تحرم مليون سوري من المياه والكهرباء

  • كشف استهداف البنية التحتية للمياه والكهرباء عن نمط منهجي في السياسة التركية، يتجاوز الأهداف العسكرية إلى التأثير المباشر على حياة المدنيين
ترقى لجرائم حرب.. غارات تركيا تحرم مليون سوري من المياه والكهرباء
المساعي التركية لمهاجمة شمال سوريا \ تعبيرية \ ليفانت نيوز

استهدفت سلسلة من الغارات الجوية التركية البنية التحتية في شمال شرق سوريا المنكوب بالجفاف، مما حرم أكثر من مليون شخص من الوصول إلى المياه والكهرباء، في ممارسات يرى خبراء قانونيون أنها قد تمثل خرقاً للقانون الدولي.

وسجل تحقيق أجرته بي بي سي العالمية تنفيذ تركيا ما يزيد عن 100 هجوم في الفترة بين أكتوبر/تشرين الأول 2019 ويناير/كانون الثاني 2024، طالت حقول النفط ومنشآت الغاز ومحطات الطاقة في مناطق الإدارة الذاتية الكردية شمال وشرق سوريا.

وضاعفت الهجمات من تفاقم الأزمة الإنسانية في منطقة تعاني أصلاً من نزاع مسلح داخلي، إضافة إلى أربع سنوات من الجفاف الحاد المرتبط بتغير المناخ.

اقرأ أيضاً: أنقرة تستغل فوز ترامب لتهديد الأكراد مجدداً.. شمال سوريا

وتدهور الوضع المائي بشكل حاد عقب الهجمات على منشآت الكهرباء في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما تسبب بتوقف محطة علوك الرئيسية للمياه عن العمل منذ ذلك الحين.

ورصدت بي بي سي خلال زيارتين ميدانيتين معاناة السكان في الحصول على المياه.

وسبق أن اتهمت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تركيا بالسعي إلى "تدمير وجود شعبنا"، واضطر أكثر من مليون شخص في محافظة الحسكة، ممن كانوا يعتمدون على محطة علوك، للاعتماد على صهاريج المياه القادمة من مناطق تبعد نحو 20 كيلومتراً.

وتتدفق مئات الصهاريج يومياً إلى المنطقة، حيث تمنح هيئة المياه الأولوية للمدارس ودور الأيتام والمستشفيات والفئات الأشد احتياجاً، ووثقت بي بي سي مشاهد لسكان في مدينة الحسكة يتوسلون سائقي الصهاريج للحصول على المياه.

وصرح أحمد الأحمد، سائق صهريج: "المياه هنا أغلى من الذهب، الناس بحاجة إلى المزيد من المياه، كل ما يريدونه هو أن تعطيهم الماء"، واعترف مواطنون باندلاع مشاجرات مع السائقين، فيما هددت سيدة قائلة: "إذا لم يعطني [سائق الصهريج] الماء، فسوف أثقب إطارات شاحنته".

وحذر يحيى أحمد، المدير المشارك لمجلس مياه المدينة: "دعني أخبرك بصراحة، شمال شرق سوريا يواجه كارثة إنسانية".

وتعرضت محطات نقل الكهرباء للقصف بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 ويناير/كانون الثاني 2024 في عامودا والقامشلي والدرباسية، إضافة إلى محطة السويدية الرئيسية، وأكدت بي بي سي الأضرار من خلال صور الأقمار الصناعية وتسجيلات الشهود والتقارير الإعلامية والزيارات الميدانية.

ونسبت الأمم المتحدة الضربات في السويدية وعامودا والقامشلي للقوات التركية، فيما أشارت المنظمات الإنسانية إلى مسؤولية تركيا عن هجوم الدرباسية.

واتفق خبراء قانونيون مع هذا التقييم، حيث قال المحامي عارف إبراهيم إن "هجمات تركيا على البنية التحتية للطاقة كان لها تأثير مدمر على المدنيين، ما قد يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي".

وشدد باتريك كروكر، المحامي الجنائي الدولي، على أن "المؤشرات على انتهاك القانون الدولي هنا قوية للغاية بحيث يجب أن تحقق فيها سلطة الادعاء".

وعبر سكان الحسكة عن شعورهم بالتخلي عنهم، حيث قال عثمان قدو، رئيس قسم اختبار المياه: "لقد قدمنا تضحيات كثيرة، الكثير منا ماتوا خلال المعركة، لكن لا أحد يأتي لإنقاذنا، كل ما نطلبه هو ماء للشرب".

ليفانت-بي بي سي

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!