الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • تسويات محافظة درعا .. ودفع ثمن الصراعات الإيرانية الروسية في المنطقة

تسويات محافظة درعا .. ودفع ثمن الصراعات الإيرانية الروسية في المنطقة
سوريا

رغم مرور عام على التسويات التي جرت في جنوب سوريا بضمانة روسية دولية بين النظام السوري وفصائل المعارضة، إلا أن الانتهاكات والاعتقالات مازالت مستمرة بحق المواطنين في محافظة درعا السورية.


وبحسب الناشطين في المحافظة يحاول النظام السوري من خلال الإعلام الترويج للتسوية بأنها مستمرة بتسوية أوضاع أهالي المنطقة، إلا أن الواقع وبحسب حديث الأهالي غير ذلك، حيث شملت تلك التسوية فقط المطلوبين للخدمة الإلزامية والاحتياطية، ورغم الاجتماعات المتكررة بين اللجان المختصة والنظام السوري إلا أن آلة القمع والاعتقال مازالت مستمرة.



طالب الأهالي من خلال التسوية التي جرت، إخراج الميليشيات الإيرانية من المنطقة، بجانب الإفراج عن المعتقلين من أبنائهم، إلا أن النظام وبعد الإفراج عن عدد قليل من المعتقلين في سجونه المدنية، توقف عن ذلك، وبدأ باعتقال الناشطين ووجهاء العشائر الذين كان لهم دور في خروج المظاهرات المناهضة للنظام السوري في وقت سابق.


و بحسب الإحصائيات المحلية وصلت حالات الاعتقال في جنوب سوريا منذ بدء اتفاق التسوية قبل عام إلى 500 حالة، بالتزامن مع أخذ أغلب المعتقلين إلى الخدمة الإلزامية، وزجهم على جبهات القتال في محافظة إدلب، ورغم خروج المظاهرات المناهضة بلجان المصالحة وآليات عملها، إلا أن تلك الانتهاكات مازالت مستمرة إلى يومنا هذا.


عنها يقول الناشط "جرار محمد": "لن تتمكن هذه الميليشيات المدعومة من إيران وروسيا، بالسيطرة على المنطقة، وخاصة أن هدف الطرفين جرّ الفصائل والأهالي لصفوفهما، قبل تأمين المنطقة، والحفاظ على استقرارها، وأمنها".


ويتابع جرار: "حالات الاعتقال في مدن وأرياف محافظة درعا في ازدياد، والسبب الوحيد لتلك الحالات إما الخدمة الإلزامية والحشد لمعارك محافظة إدلب، أو ضم الشباب لقوات الفيلق الخامس الروسية والفرقة الرابعة التابعة بولائها لإيران وبإشراف من شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد".


كما تعاني المنطقة من صراع بين قوات موالية للطرف الروسي وأخرى موالية للطرف الإيراني، حيث تجري صراعات داخلية بين قوات الفيلق الخامس الروسي، والفرقة الرابعة التي عرفت بولائها للحرس الثوري الإيراني، ويقوم كل طرف من تلك الأطراف وعن طريق لجان خاصة بها، بعمل تسويات عسكرية مع الفصائل العسكرية السابقة التابعة للمعارضة السورية، وأحياناً الالتجاء إلى عمليات التفخيخ والاغتيال لدفع تلك الأطراف بالانضمام إلى الفيلق أو الفرقة الرابعة، مع عرضهما مبالغ مالية تصل إلى 200 ألف ليرة سورية للانضمام والقتال إلى جانبهم.


بجانب تلك المحاولات العسكرية لجرّ أبناء المنطقة إلى الكتل العسكرية المتصارعة، هناك انفلات أمني واضح، من حيث عمليات الاغتيال والخطف المستمرة بحق الناشطين والوجهاء، لصالح القوتين المتمثلين بالروسي والإيراني، حيث يسعى كل منهما لكسب مناطق الجنوب السوري وقدراته البشرية ومواقعه الجغرافية.


في حين قام أهالي محافظة درعا بتشكيل قوة عسكرية مناهضة تحت اسم "المقامة الشعبية" و"سرايا الجنوب"، وتقوم هاتين القوتين بتنفيذ الاغتيالات والعمليات بحق عناصر النظام السوري، واستهداف الدوريات الروسية في المنطقة، إلى جانب اغتيال عناصر التسويات من المنطقة نفسها، والمتعاملين مع الطرف الروسي أو الإيراني.


عن المقاومة الشعبية، والحركات المناهضة لميليشيات النظام والقوى المساندة لها، يخبرنا الناشط "عبدالرحمن داوود": "يقوم ناشطو المنطقة وبالتعاون مع عناصر الفصائل المعارضة والمسلحة سابقاً، بتنفيذ عدد من العمليات ضد القوات الروسية والإيرانية المتحالفة مع قوات النظام في درعا، والهدف من تلك العمليات ردع الأطراف الدخيلة بشن هجماتها على أبناء المنطقة واعتقالهم، والانتقام من وجهاء التسويات الذين يبحثون فقط عن مصالحهم الخاصة وزج الأهالي في المعارك المتبادلة بيت تلك الأطراف".


ويضيف عبدالرحمن: "ستستمر هذه الحركات المناهضة، إلى أن تكف تلك الأطراف بانتهاكاتها عن الأهالي، مع الالتزام بنود التسوية الموقعة، وتسليم إدارة المنطقة إلى لجان مدنية، ومنع دخول الصراع العسكري الإيراني الروسي إلى المدن، مع الإفراج الكامل عن معتقلي الثورة السورية لدى النظام السوري". 


ونفذت "المقاومة الشعبية" عملية عسكرية ضد دورية من الشرطة العسكرية التابعة للجيش الروسي في سوريا، بواسطة عبوة ناسفة في محافظة درعا جنوب سوريا دون وقوع إصابات بين العسكريين الروس، فيما أكدت مصادر محلية جنوب سوريا، في محافظة درعا التي يسيطر عليها النظام السوري، عن تعرّض حافلة روسية فيها جنود روس لانفجار عبوة ناسفة فيها، أثناء مرورها في المنطقة.


من جانب آخر أعلن مدير مركز حميميم لمصالحة الأطراف المتناحرة في سوريا والتابع لوزارة الدفاع الروسية، اللواء “ألكسي باكين”، في بيان أصدره السبت: “تم يوم 13 يوليو 2019 تفجير عبوة ناسفة يدوية الصنع عن بعد، مزروعة في جزء من طريق أمام مسار دورية للشرطة العسكرية التابعة للقوات المسلّحة الروسية في محافظة درعا، دون أي خسائر بين العسكريين الروس أو أضرار للمعدات العسكرية”.


في حين سقط عدد من الجرحى التابعين للفرقة الرابعة بريف درعا في وقت سابق، إثر استهدافهم من قبل المقاومة الشعبية بقذائف عن بعد، تزامناً مع تنفيذ اغتيالات وعمليات قتل لعناصر من النظام السوري في المنطقة.


وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، استهداف مسلّحون مجهولون – يرجح أنهم من المقاومة الشعبية – بالأسلحة الرشاشة وقذائف الآر بي جي معسكر زيزون الذي يتبع للفرقة الرابعة بريف درعا الغربي، الأمر الذي أدى لسقوط جرحى من عناصر الفرقة الرابعة.


تستمر الصراعات الداخلية في مناطق التسوية التي ترعاها روسيا في محافظة درعا وريفها، جنوب سوريا، بالتزامن مع محاولات الميليشيات الإيرانية وحزب الله اللبناني، بالسيطرة على المنطقة ونشر قواتها على الحدود السورية الإسرائيلية، وجرّ المنطقة إلى صراع جديد، مع محاولاتهما بتجنيد أهالي المنطقة ليدفعوا ثمن تلك الصراعات.


ليفانت

إعداد: شيار خليل


تسويات محافظة درعا .. ودفع ثمن الصراعات الإيرانية الروسية في المنطقة


تسويات محافظة درعا .. ودفع ثمن الصراعات الإيرانية الروسية في المنطقة

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!