الوضع المظلم
الأربعاء ٠٨ / يناير / ٢٠٢٥
Logo
  • جان ماري لوبان.. نهاية "أسطورة" اليمين المتطرف في فرنسا

جان ماري لوبان.. نهاية
جان ماري لوبان

لطالما وصف جان ماري لوبان نفسه بـ"الأسطورة"، ورغم اختلاف الآراء حول هذا التوصيف، فإن إرثه كأحد الشخصيات البارزة في اليمين المتطرف الفرنسي لم يُمحَ عن التاريخ. توفي لوبان، الذي كان قد وصل إلى نهائيات الانتخابات الرئاسية في عام 2002، عن عمر يناهز 96 عاماً في منطقة باريس.

وأعلنت عائلته في بيان منتشر على وسائل الإعلام أن جان ماري لوبان توفي ظهر الثلاثاء، محاطًا بأحبائه. حيث كان دائمًا يردد: "نعم، سأترك بصمة في التاريخ، لأنني أسطورة في أعماقي"، مؤكدًا على نجاح حياته السياسية.

وُلِد جان ماري لوبان في 20 يونيو 1928 في بلدية لا ترينيتي الفرنسية، وتلقى تعليمه في مدرسة داخلية في فان. في الأربعينيات، التحق بكلية الحقوق في جامعة باريس، قبل أن يسير في مسار عسكري حيث انضم إلى الفيلق الأجنبي الفرنسي في عام 1954، حيث خدم في عدة دول منها الجزائر والهند الصينية.

بعد عودته إلى فرنسا، أصبح لوبان من أتباع الكاتب والسياسي بيير بوجاد، الذي قاد حركة احتجاجية ضد الضرائب في تلك الفترة. في عام 1956، تم انتخابه كأصغر نائب في الجمعية الوطنية، وأعيد انتخابه عام 1958، ولكنه تعرض للهزيمة في عام 1962، مما دفعه لتأسيس جمعية تسجل خطب النازيين والأغاني العسكرية.

عام 1972 كان مفصليًا في مسيرته، حيث أسس حزب الجبهة الوطنية (حالياً التجمع الوطني)، الذي اعتبره وعاءً لتيار اليمين المتشدد. ومنذ انطلاقته، ركز الحزب على ما يعتبره تهديدًا للهجرة، خصوصًا من مستعمرات فرنسا السابقة في شمال أفريقيا.

لم يؤمن لوبان بالمساواة بين الأعراق، وحارب لدعم ثقافة كراهية الأجانب. وقد صرح في مقابلة مصورة عام 1996: "أنا أؤمن بعدم المساواة بين الأعراق، ومن الواضح أن التاريخ يبين ذلك. ليس لديهم نفس القدرة أو المستوى من التطور".

عارض لوبان التكامل الأوروبي ودعا إلى إعادة فرض عقوبة الإعدام، فضلًا عن فرض حظر على بناء المساجد الجديدة في فرنسا. وقد تورط في العديد من الجدل السياسي نتيجة مواقفه المثيرة للجدل، حيث حُكم عليه في الستينيات بالسجن مع إيقاف التنفيذ بسبب "الاعتذار عن جرائم الحرب"، كما أدين في الثمانينيات بانتهاك القوانين التي تحظر إنكار الهولوكوست.

اقرأ المزيد: إضراب واعتصام في درعا احتجاجاً على فصل 700 موظف

رغم ذلك، لقي لوبان دعمًا كبيرًا من الطبقة العاملة التي تأثرت بارتفاع معدلات الجريمة والبطالة خلال الثمانينيات والتسعينيات، إلا أن هذا الدعم لم يُترجم إلى أصوات انتخابية كبيرة. ترشح لوبان للرئاسة عدة مرات، ولكنه حصل على نسبة 1% من الأصوات في عام 1974، و15% في عامي 1988 و1995.

حقق لوبان إنجازاً ملحوظًا في عام 2002 عندما هزم رئيس الوزراء ليونيل جوسبان في الجولة الأولى من الانتخابات، لكنه خسر بسهولة في الجولة الثانية. في عام 2007، حصل على أكثر من 10% من الأصوات في الجولة الأولى، مما لم يكن كافياً لتأهله إلى جولة الإعادة.

في عام 2010، أعلن لوبان أنه سيتنحى عن زعامة التجمع الوطني، وتم تعيين ابنته مارين لوبان، التي تبلغ من العمر 56 عامًا، خلفًا له في يناير 2011. واجهت مارين لوبان الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسية لعامي 2017 و2022، لكنها لم تتمكن من إحراز النصر أيضًا.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!