-
حقل "الدرة" مليارات تحت المياه.. معارك العرب وإيران
لتعيد الذكرى بمعارك بين العرب ودولة إيران، ومحتلة الجزر الإماراتية الثلاث.. ودولة أنهكت قوتها سوريا الحبيبة والعراق الشقيقة ولبنان المنهكة.. ليمتد طغيانها رغم الاتفاق الصيني الأخير إلى غاز جيرانها ممن لم ولن يأمنوا منها لأنها بالعادة لا عهد لها.
فبين عامي 1913 و2000 تم توقيع أربع اتفاقيات لترسيم حدود الشقيقتين (الخليجيتين العربيتين) دولتي (الكويت والسعودية)، وقد عالجت الاتفاقيات (قضية) المنطقة (المحايدة) ثم (المقسومة) و(المغمورة)، آخرها ما تم التوقيع عليه في عام ٢٠٠٠، حيث أعطى الترسيم (أثرًا بحريًا) لجزيرة فيلكا، وذلك حسب الصيغة الوارد بنص الاتفاق، وصوت عليه "مجلس الأمة الكويتي" بعد أن تم عرضه على المجلس من قبل رئيس لجنة الشؤون الخارجية وقتها السيد محمد جاسم الصقر، غير أن الاتفاق لم يحل جميع المسائل الحدودية، والتي منها تتعلق بأملاك عدد من المواطنين السعوديين في مناطق (الوفرة وميناء سعود أو ميناء الزور - وفق المُسمى الكويتي) وحلت معظم المشاكل في زمن الوزير جاسم محمد العون الذي تولى هذا الملف، والآن أوعزت إيران لجواسيسها في الكويت بإثارة هذه القضايا كحقل الدرة المُكتشف منتصف الستينيات في وقت لم تكن الحدود البحرية معروفة بشكل جيد، ولم يكن الغاز من الأصول الاستراتيجية المهمة التي تسعى الدول للحصول عليها.. ولنجد إيران في موقفها من حقل الدرة، أما عن عدد من التفاصيل، فجرى حلها عام ٢٠١٩ باتفاقية اُعتبرت مُلحقا مع مذكرة تفاهم منفصلة هدفت إلى تحقيق وضوح أكبر في تحديد الحدود.
واتخاذ طُرق شتى للوقيعة والفتنة بين الأشقاء العرب والخليجيين خاصة، غير أن الأمير محمد بن سلمان والمملكة حاضرة لأشقائها غير مغتصبة لأي حق بل تدافع عن الجميع وهو ما رأيناه حاضراً عندما لمح أحد المسؤولين السعوديين في اجتماع ترسيم الحدود الكويتية السعودية بأننا تحملنا تبعات الغزو وأنفقنا.. قاطعه ولي العهد محمد بن سلمان وقال (لا تلمح بأي شيء إذا وقفنا مع الكويت في الغزو فالملك عبد العزيز خرج من الكويت لتحرير السعودية اللي قاعدين تشوفونها الحين).
ذلك الموقف المُشرف جعل رئيس مجلس الأمة الكويتي السابق مرزوق الغانم عندما تحدث عن المنطقة المقسومة واجتماعه مع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يقول واثقاً: "سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان طموحه ليس له حد، ورجل واضح إذا أعطى كلمة "انتهى"، وقال لي (سأكون كويتي سعودي قبل أن أكون سعودي كويتي)، اجتمعنا مع ولي العهد من الساعة 8 م للفجر وفعلاً ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كان "كويتي سعودي" قبل أن يكون سعودي كويتي، وأنهى سموه الأمر الذي استمر سنوات طويلة وأصبحت حدود دولية معترف فيها".
ستواجه "الرعونة" الإيرانية مشكلة في حال تم تكرار سيناريو الصين مع تايوان، وقام السعوديين بتطويق حقل الدرة ووضعهم أمام الأمر الواقع .فالدرة وأي ذرة أرض ملك لنا في بيان سعودي شديد اللهجة، يؤكد الهيمنة السعودية على كامل المنطقة المقسومة بما فيهم حقل الدرة وأن هذه المنطقة المقسومة مع الكويت خطوط حمراء تخص الدولتين فقط، ولهما وحدهما كامل الحقوق السيادية لاستغلال الثروات في تلك المنطقة، ليقف بالمرصاد (البيان) ضد أي تحرك قوي على الأرض لحشد إيران قوتها وتحركاتها لبداية الحفر في الحقل بدون إذن مسبق وفي تحدٍّ صريح للكويت والسعودية، ليقف بالسلب على إرجاء زيارة الرئيس الايراني للسعودية كخطوة أولى بعد عودة العلاقات الدبلوماسية بينهما بوساطة صينية.
إن لهذا الحقل أهمية اقتصادية كبيرة، باحتياطات غاز تقدر بنحو 11 تريليون قدم مكعب، وحوالي 300 مليون برميل نفط، أي حوالي 30 % من احتياطي الكويت، ومن المتوقع أن ينتج هذا الحقل بعد الاستثمار المشترك بين الشقيقتين (السعودي الكويتي)، قرابة مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، و84 ألف برميل من النفط والمُكثفات النفطية يوميًا، لتكون تلك الأرقام بما تُعادل ثلاثة أضعاف حاجة بلد مثل الأردن، وتعادل صادرات إسرائيل من الغاز الطبيعي عبر مصر والأردن.
أخيراً: نصيحتي لمن يُحب العروبة وأشقائها الخليجيين ولنفسي وللجميع في أي شأن كان أو قضية ما لاسيما حقل الدرة، {أخذ الأخبار الصحيحة من مصادرها}، وترك الشائعات كي لا نسكب الزيت على البنزين وتجاهل كافة المواضيع المثيرة للجدل أو الفتن ما ظهر منها وما بطن.
ليفانت - إبراهيم جلال فضلون
قد تحب أيضا
كاريكاتير
قطر تغلق مكاتب حماس
- November 11, 2024
قطر تغلق مكاتب حماس
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!