الوضع المظلم
الخميس ٢٦ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
حماة: الصرف الصحي يلوث نهر العاصي
نواعير حماة

تتواصل معاناة مدينة حماة بسبب تدفق مياه الصرف الصحي في نهر العاصي، حيث اعتاد السكان على هذا المشهد المؤذي الذي أصبح جزءًا من واقعهم اليومي. ويزيد هذا الوضع القاسِ من أعباء السكان على مدار فصول السنة، في ظل غياب الحلول الفعّالة من الجهات المسؤولة التي عجزت عن معالجة هذه المشكلة المتفاقمة بشكل نهائي.

بينما يعاني السكان، يتأكد زوار المدينة من تفاقم الأزمة عند مشاهدتهم لمياه ملوثة ورائحة الصرف الصحي النفاذة في ساحة العاصي، وقرب ناعورة "الجسرية" بجوار حديقة أم الحسن. هذه المشاهد تشوه المناظر السياحية وتجعل تجربة الزيارة غير مريحة.

وفي سياق متصل، قامت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام بنقل خبر قيام محافظ حماة الجديد بجولة ميدانية لتفقد الوضع. وقد أسفر ذلك عن عقده اجتماعًا طارئًا مع المعنيين للبحث في إيجاد حلول إسعافية وآنية للتخفيف من معاناة الأهالي، وتعزيز جاذبية المدينة للزوار.

اقرأ المزيد: عودة الحركة عبر معبر جابر الحدودي بين الأردن و سوريا إلى وضعها الطبيعي

وقد بدأت الجهات المختصة بتنفيذ بعض الحلول المؤقتة، حيث تعاونت الشركة العامة للدراسات الهندسية مع شركة الصرف الصحي لرفع خط الصرف باستخدام صفيحة معدنية، بهدف تقليل التلوث بشكل مؤقت.

وفي تصريح رئيس دائرة الدراسات بالخدمات الفنية، محمد الحاج حسن، تم التأكيد على إعداد دراسة فنية شاملة لحل المشكلة بشكل جذري، بتكلفة تقدّر بـ 432 مليون ليرة سورية، تتضمن تركيب أنابيب جديدة مقاومة للتلوث.

لكن، يجب الإشارة إلى أن مشكلة الصرف الصحي لا تقتصر فقط على حماة، بل تعاني معظم المحافظات السورية في مناطق سيطرة النظام من إهمال البنية التحتية للصرف الصحي، مما أدى إلى واقع بيئي وصحي مأساوي.

وتمثل مياه الصرف الصحي، التي تُلقى مباشرة في الأنهار والأودية، تهديدًا لتلوث المياه وتدهور البيئة المحيطة، مما يزيد من مخاطر انتشار الأمراض، ما ينذر بكارثة صحية طويلة الأمد.

إن تأثير هذه الأزمة لم يتوقف عند تقديم مشهد غير جذاب، بل أضرّ أيضًا بالمعالم التاريخية والطبيعية التي كانت تمثل رموز الجمال ووجهات سياحية أساسية في سوريا. حيث تصاعد تراجع إقبال الزوار، مما أثر سلبًا على الاقتصاد المحلي.

تشوه الأنهار والمعالم الطبيعية يعكس مدى الإهمال الذي تمارسه حكومة النظام السوري تجاه هذه المناطق، فضلاً عن غياب الخطط الجادة للإصلاح، مما أثار استياء الأهالي ودعواتهم للضرورة الملحة لإيجاد حلول جدية ومستدامة.

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!