الوضع المظلم
الجمعة ٢٧ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
حماس المقاومة للأيديولوجية السليمانية
منصور حسنو

ما فتئت حماس تُذكرنا في كل عام بمقتل الهالك قاسم سليماني في شهر كانون الثاني لعام 2020، فتقيم مجالس العزاء وكلمات التأبين والتخليد (لمقاوم عظيم) بدأ مسيرته المقاومة التوسعية الوقحة من بغداد إلى حلب إلى صنعاء، وهو الذي كان يرأس فيلق القدس الإرهابي القائم على أيديولوجية دينية توسعية كارهة ومعادية للسامية، باتت لا تخدم مشروع الثورة الإيرانية فحسب، بل تقدم وظائف أمنية ولوجستية مشبوهة عابرة للقارات.

هناك جدل حتى اليوم في الأوساط الثقافية، عموماً، والنخبة الفلسطينية، خصوصاً، حول الدور الذي لعبه الحاج أمين الحسيني حول القضية الفلسطينية قبيل الحرب العالمية الثانية وبعدها، جدل ما بين فريق يرى الحاج أمين الحسيني خادماً للقضية الفلسطينية أو مشوهاً لها عبر تحالفه مع أبشع أشكال الأيديولوجيات التدميرية في أوربا.

لقد وقع الحاج الحسيني في خطأ سياسي كبير يوم ظنّ أنّ تحالفه مع النازية يمكن أن يخدم المسألة الفلسطينية، وأصبحت زيارته لـ هتلر نقطة سوداء في تاريخه لنصرة القضية الفلسطينية، ورجع من برلين بخفي حنين، كما يقولون، إذ كيف يمكن لرجل دين وشخصية عربية لها مكانتها أن تتوقع أن قضيتها يمكن أن تنتصر على يد أيديولوجية تدميرية أبادت ملايين الناس بسبب الانتماء الديني (اليهود) والانتماء العرقي (الغجر)؟ هل يمكن لرجل دين يمثل قيم السماء أن يتحالف أو يرجو خيراً من رجل مثل هتلر؟

حماس اليوم تكرر خطيئة الحسيني بالأمس عندما تظن أنّ قضيتها ومشكلتها مع الإسرائيليين يمكن أن تحلّ عن طريق التحالف مع الأيديولوجية الإيرانية التوسعيّة ورموز الإجرام فيها.

حماس ترفض الجلوس والحوار مع الإسرائيليين لخلق إمكانيات جديدة وحلول خلاقة قد ترضي الطرفين والشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، ولكنها تقبل أن تقف ذليلة على أعتاب آيات الله أو تذرف الدموع على مجرمي الحرس الثوري الإيراني، وكما غامر الحاج الحسيني بالموقف الأخلاقي والقيمي للإسلام الواجب اتخاذه يومذاك اتجاه الهولوكوست، فإنّ حماس تغامر وربما تقامر بالقضية الفلسطينية وشعب غزة عندما تجعل تحالفها مع الأنظمة الديكتاتورية السلطوية أو جنرالات التوسع الوظائفي المشبوه، براغماتية سياسية يمكن أن تعود بالنفع على الشعب الفلسطيني وحقه بالحياة والعيش الكريم، في حين حماس نفسها ومعها الجهاد يرفضان أي براغماتية سياسية تفتح آفاقاً جديدة وتفتح آمالاً جيدة للحوار الفلسطيني – الإسرائيلي، والذي سيعود بالتأكيد بنتائج أفضل آلاف المرات من وقوعها أسيرة ورهينة للمطبخ القطري والإيراني، والذي يستغلّ محنتها وفقرها.

 

ليفانت - منصور حسنو

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!