-
سلطان باشا الأطرش أوصى بالوحدة فأين السوريون منها اليوم؟
سلطان باشا الأطرش أوصى بالوحدة فأين السوريون منها اليوم؟
ماهر النبواني
تدخل سورية العام الجديد، مع أوجاع وجروح تزداد يوماً بعد يوم،
من دون وجود حلٍّ يلوح في الأفق، يحمل معه قليلاً من الأمل لملايين
شُردت، وملايين لا تزال تكافح وتصابر الويل، والحمم، والبراميل المتفجرة
والقنابل العنقودية التي ترميها طائرات روسيا وحليفها بشار الأسد فوق رؤوس
المدنيين الآمنين،لمجرّد كونهم يقطنون ضمن مدن تسيطر عليها المعارضة السورية.
ومع استمرار الألم السوري، يستذكر السوريون وصيّة القائد العام للثورة
السورية الكبرى "سلطان باشا الأطرش"، التي كتبها عقب نضال طويل ومرير
، أثمر رحيل الاستعمار الفرنسي، والجلاء عن سورية في 7 نيسان (أبريل) 1946.
أوصى القائد العام بالوحدة، ورصّ الصفوف، وتوحيد الكلمة،
والتشبث بالمبادئ الوطنية، والإصرار على الهوية الوطنية السورية
الجامعة. ومع اقتراب دخول الثورة السورية عامها الخامس يتساءل السوريون،
وخصوصاً ممن ينتمون إلى صفوف المعارضة، أين نحن من هذه الوصية؟ وكيف
آلت بنا الأوضاع إلى هذه الحال؟
وكان القائد العام للثورة السورية، قد ذكر في وصيته: «إخوتي وأبنائي العرب،
إن أمامكم طريقاً طويلة، ومشقة شديدة،تحتاج إلى جهاد وجهاد: جهاد مع النفس
وجهاد مع العدو. فاصبر واصبر الأحرار،ولتكن وحدتكم الوطنية، وقوة إيمانكم،
وتراصّ صفوفكم، هي سبيلكم لردّ كيد الأعداء، وطرد الغاصبين وتحرير الأرض.
واعلموا أن الحفاظ على الاستقلال أمانة في أعناقكم، بعد أن مات من أجله العديد
من الشهداء، وسالت للوصول إليه الكثير من الدماء».
وأشار سلطان باشا الأطرش إلى أهمية الوحدة العربية،
والتشبث بالإيمان الوطني، قائلاً: «اعلموا أن وحدة العرب
هي المنعة والقوة، وأنها حلم الأجيال وطريق الخلاص.
واعلموا أن ما أُخِذ بالسيف بالسيف يُؤخَذ، وأن الإيمان
أقوى من كل سلاح، وأن كأس الحنظل في العز أشهى
من ماء الحياة مع الذل، وأن الإيمان يُشحَن بالصبر،
ويُحفَظ بالعدل، ويُعَزّز باليقين، ويُقوّى بالجهاد. عودوا
إلى تاريخكم الحافل بالبطولات، الزاخر بالأمجاد لأني لم
أرَ أقوى تأثيراً في النفوس من قراءة التاريخ لتنبيه الشعور
، وإيقاظ الهمم لاستنهاض الشعوب، فتظفر بحريتها، وتحقق وحدتها،
وترفع أعلام النصر. واعلموا أن التقوى لله، والحب للأرض، وأن الحق
منتصر، وأن الشرف بالحفاظ على الخلق، وأن الاعتزاز بالحرية، والفخر
بالكرامة، وأن النهوض بالعلم والعمل، وأن الأمن بالعدل وأنب التعاون قوة».
ومع اختلاف الزمن والمحتل، تبقى وصية سلطان باشا الأطرش مرجعاً،
فتلك الأيام حملت الاحتلال الفرنسي إلى سورية، بينما اليوم هناك محتلون
كثر، روسيا وإيران وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وفصائل تابعة
للقاعدة وأخرى انفصالية، كلهم يجمعهم تشتيت وتفتيت النسيج السوري بشكل
أو بآخر، وللأسف فقد نجحوا إلى حد ما، لكن وبحسب الوصية فالأمل دائم
الوجود، وبالوحدة ورصّ الصفوف يكمن الخلاص،ومثلما خرجت فرنسا سيخرج هؤلاء.
يذكر أن القائد العام للثورة السورية الكبرى توفي في 26 آذار (مارس)
1982 في بلدته القريّا الواقعة في محافظة السويداء، جنوب سورية، بعد
تاريخ نضالي حافل، ومواقف وطنية كبرى، أرست دعائم الاستقلال،
ووحّدت الأرض السورية شمالأ وجنوباً شرقاً وغرباً.
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!