-
عشق الجبال مع الغروب جعل مني فناناً
خاص ليفانت- أحمد ياسين
من مرسمه الصغير يكون عالمه الخاص الذي يبحر من خلاله الى عوالم تحاك قصصها من نسج خياله وحركات ريشته وتموضع لونه. علي عمام هاجر الى المانيا واستقرّ بعد تنقّل في عاصمتها برلين ، مدينة الفن والأدب والتنوّع الثقافي الواسع ليتابع حياته كفنان تشكيلي سوري مغترب. عشق الجبال
أسرة ليفانت نيوز زارت الفنان وأجرت معه اللقاء التالي :
- سيد علي ماهي حكايتك مع الفن ؟
ولدت في منطقة يبرود المميزة بجبالها وتضاريسها الصخرية ، منذ طفولتي كنت أرى تيجان الجبال وتشكيل صخورها عبارة عن لوحات تجريدية تروي قصصاً عمرها آلاف السنين الماضية. لم أكن اعرف معنى الفن بالشكل المطلق، مع أن هذه الجبال أخذت الكثير من وقتي قبل الغروب، متأملاً جمالها وروعتها وانسجامها مع خيوط الشمس، هذه اللحظات أوجدت عندي شغفاً بألوانها، طبيعتها، هدوءها وصمتها. ولو أنها كانت تحاكيني ولم أفهم لغتها حتى بدأت الرسم.
كانت بداياتي من الصف الأول الابتدائي مع الرسم انتقالاً إلى المرحلة الإعدادية وثم الثانوية في منطقتي ذاتها، من ثم التحقت بمركز ادهم اسماعيل لتعليم الفنون في دمشق، وبعدها درست في كلية الفنون الجميلة أيضاً في دمشق، وكنت مشاركاً بالعديد من المعارض في العاصمة ذاتها .وهنا في ألمانيا لديّ العديد من المعارض الفردية والجماعية مع فنانين من مختلف الجنسيات، كمعرضي الفردي أحلام ضائعة في مدينة كمبتن الألمانية ومشاركتي لمدة عامين على التوالي بمعرض سوريا في مدينة كولن، ومعرض مشترك في بكيني برلين ومعرض مشترك مع جامعة ال UDC للفنون في برلين، ومعرض أرواح ملونة المشترك في برلين مع عدة فنانين عرب.
الفنان دائماً في حالة تعلّم لذلك لا أوفّر جهداً للتعلم سواء لتطويرنفسي على المستوى الأكاديمي أو من خلال المشاركة بالملتقيات والفعاليات الفنية .
- ماذا يعني لك الفن ؟
أعتقد بأن الفن هو عبارة عن متنفس من ظروف هذه الحياة، من غربة ووحدة وابتعاد عن الوطن، وهو صديق وفي أحاكيه متى أشاء وفي أي وقت أحتاجه. وكما قال الفيلسوف المشهور ديكارت أنا أفكّر إذاً أنا موجود، أنا أقول: أنا أرسم إذا أنا موجود .
- ماهي العلاقة بينك وبين لوحتك؟
في أغلب الأحيان هي علاقة انسجام متبادلة مع اللوحة التي أرسمها، حتى أننا نغدو روحا واحدة وتكون ريشتي أيضاً كجزء من يدي بحالة اللاشعور، حيث أنقل عبرها الحالة التي تروادني أثناء اللحظة، أما الألوان، الأقلام وأدواتي هم مصدر العطاء الذي يتناغم مع حالتي وأفكاري ومعطياتي لكي يوضع لوحتي في حيز الوجود. عشق الجبال
وعن اللوحة أو القماشة البيضاء يقول عمام: هي مسؤولية جديدة وفضاء جديد يوجب علي العناية الشديدة والتأهب لدخوله بكل حالتي الحسية والحركية، ويتطلّب الكثير من طاقاتي. وأكاد أجزم بأن كل لوحة أرسمها تؤرخ الأوقات والحالات الشعورية، من فرح، وحب، وحزن، و أمل أو شعور الوحدة أو دفء الأصدقاء، بعد إنجاز كل لوحة ينتابني شعور جميل من الرضا الذي يزيد ثقتي بنفسي ويعزز حالتي النفسية .
- هل تشعر بأنك محظوظ لأنك دخلت عالم الفن ؟
في أغلب الأحيان نعم، الفن ينقلني بعيداً عن صخب الحياة وضجتها، هناك إحساس مخيف في داخلي عندما أرى أن الواقع يقود الإسان ليتحول الى آلة مجردة من الشعور، والهرب من هذا الإحساس بمثابة امتياز . الفن يمكّنني من كتابة قصيدة حبّ في لوحتي، لم أتمكّن من كتابة حروفها، أعتبره أبجدية راقية أنتقي مفرداتها وأزن أبياتها بريشتي وألواني وهو أيضاً امتياز أن تكتب ما تريد من خلال لوحة.
- كيف ترى الفنان في مخيلتك ؟
يجب أن يكون متمرّداً وفارساً نبيلاً، يدافع عن الظلم ولا يرضاه أبداً للمستضعفين. لايسوّف لأحد وبرأيي الفنان الحقيقي هو الإنسان الحرّ الذي لايسمح لشيء أن يحدّ من ابداعه وفكره.
وعن تأثره بالفنانين يطرق عمام برهة في إحدى لوحاته المعلّقة أمامه، وقال: فان خوخ فنان رائع اسطورة جميلة، لديه قصة مؤثرة وفلسفة خاصة وغنية .غيورغ بازيليتس الالماني أيضا أعماله جذابة ورائعة، لديه عمق بالفلسفة. أحياناً أظن أنّ أعمالي تشبه أعماله مع العلم أني لم أعرفه مسبقاً، أحبّ أعمال الفنان السوري أسعد فرزات جميلة، وأًيضا فاتح المدرس أعتقد أن له يداً بيضاء في الفن السوري، وأنه أضاف الكثير من الألق للمدرسة الفنية في سوريا .
- هل تعتقد ان هناك علاقة مترابطة بين الفنون ؟
طبعا بكل تأكيد ، تقريباً الفنون هي هوية الثقافات، حيث أنها توثق أي حقبة تاريخية تمرّ بها الحضارة الإنسانية. فمثلاً منذ إنسان الكهف وماتبعه من حضارات إنسانية كثيرة آرامية كنعانية كلدانية وفرعونية أو رومانية وغيرها. لم نر شعوبهم أو طرق معيشتهم بأعيننا لكن إرثهم الفني والعمراني وضع بين أيدينا وثائق نسنتج من خلالها معالم هذه الحضارة أو تلك. ولهذا أقول أن أي فنان، سواء كان مصوراً أو رساماً أو موسيقي أو نحات لديه تميز بنظرته إلى الجمال وتكوينه من خلال تجربته الفنية وهذا مايؤكد قطعاً ترابط الفنون ببعضها بطرية أو بأخرى. وهذه أعتبرها وظيفة هامة من وظائف الفن وأهم عنوان في رسائله لأن هذه الرسائل دائما متتابعة وعلى علاقة وطيدة مهما تغير الزمان والمكان . عشق الجبال
- ماهي اكثر لوحة تحبها ؟
سأجيبك إجابة تقليدية، أكثر لوحة أحبها هي تلك اللوحة التي لم أرسمها بعد .
الجدير بالذكر أن علي عمام يتقن اللغة الآرامية لغة السيد المسيح، هو يتحدث دائماً هاتفياً مع عائلته في سورية باللغة الآرامية بطلاقة، وكأنها لغتهم الأم، وفي معلومة قالها لي أن قريته الصرخة، وبعض القرى كمعلولا وجبعدين المحيطة مازالت تتحدث بهذه اللغة. ليفانت
ليفانت
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
قطر تغلق مكاتب حماس
- November 11, 2024
قطر تغلق مكاتب حماس
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!