-
عفرين تواجه الإبادة الخضراء: الأشجار تسقط بيد "الجيش الوطني"
تشهد مدينة عفرين في شمال سوريا، تحت سيطرة فصائل "الجيش الوطني" المدعومة تركيًا، تدميرًا ممنهجًا للبيئة، حيث يقوم مقاتلوها بتأجير الغابات للمستثمرين مقابل أموال طائلة، مما أدى إلى قطع جائر للأشجار البرية والمثمرة.
وتفيد المعلومات المحلية بأن هذه الممارسات ليست بالجديدة، إذ تم قطع أكثر من 1.5 مليون شجرة منذ مارس 2018، منها 280 ألف شجرة زيتون عريقة، فيما الأرقام الرسمية للأضرار لا تزال غير معروفة.
ووفقًا لتقرير صادر عن "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" بتاريخ 12 أبريل 2023، تأثرت 114 موقعًا في عفرين بالقطع الجائر، حيث تضررت 57 موقعًا بشكل كبير، و42 موقعًا بشكل متوسط، و15 موقعًا بشكل جزئي.
اقرأ أيضاً: هجرهم النظام.. فقرروا تهجير أهالي عفرين: غرباء يرفضون عودتهم وتسليمهم بيوتهم!
وقد أظهرت الصور والمقاطع المصورة التي تم تداولها في سبتمبر 2022 تحول الغابات المحيطة ببحيرة ميدانكي إلى مناطق شبه صحراوية.
هذه الأفعال أثارت جدلًا كبيرًا وتنديدًا من المنظمات الحقوقية، التي وصفت الأمر بأنه تصرف متعمد يهدف إلى إحلال المساكن العشوائية مكان الأشجار المقطوعة. وتشير الاتهامات إلى أن "الجيش الوطني" يسعى لتصحير المنطقة عمدًا.
و"الجيش الوطني"، الذي تم تنظيمه من جديد بدعم تركي في مايو 2017، يضم فصائل مثل "فرقة السلطان مراد" و"العمشات" و"الحمزات"، وقد واجهت هذه الفصائل عقوبات من الخزانة الأميركية في أغسطس الماضي بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في عفرين، والتي تشمل الآن الانتهاكات ضد الثروة الحرجية.
مصدر عسكري من "الجيش الوطني" يعترف بأن تأجير الأحراج يحدث في مناطق عدة في سوريا، ويشمل نواحي جنديرس ومعبطلي وشران، ويشير عامل في ورشة قطع الأشجار إلى أن لواء "سمرقند" يؤجر الأحراج بأسعار باهظة، وتتبع الفصائل المدعومة من تركيا أسلوب التأجير لتجنب الرقابة الإعلامية.
ويعتمد سوق إدلب بشكل كبير على الحطب القادم من عفرين، ويتم تداوله بأسعار تتراوح بين 120 و160 دولارًا للطن، مما يحقق أرباحًا كبيرة للتجار، وتشير الإحصائيات الزراعية إلى أن عفرين قد فقدت حوالي 43% من ثروتها الطبيعية بسبب التصحير المتعمد.
وأخيرًا، يحذر إبراهيم شيخو، الناطق باسم منظمة حقوق الإنسان في عفرين، من الأضرار البيئية الناجمة عن القطع الجائر، مشيرًا إلى أنه يؤثر سلبًا على الحياة البرية ويهدد بعض الكائنات بالانقراض، ويدعو إلى ضرورة الحفاظ على البيئة ومكافحة التغير المناخي.
ليفانت-963+
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
