-
فساد محمد مخلوف يلاحق عائلته.. خمس نساء على قائمة عقوبات أوروبا
قبل أيام، أدرج مجلس الاتحاد الأوروبي خمس سيدات من عائلة محمد مخلوف خال رئيس النظام السوري بشار الأسد، على قائمة العقوبات. خطوة جاء بعد نشر تسريبات مصرفية لأحد أكبر بنوك سويسرا، كشفت عن حسابات أكثر من 30 ألف عميل، من بينهم محمد مخلوف خال رئيس النظام السوري، والنائب السابق للرئيس السوري، عبد الحليم خدام.
أرملة محمد مخلوف هلا طريف الماغوط، وأرملة مخلوف الثانية غادة أديب مهنا، وبناته شهلاء وكندا وسارة، أسماء من طالتهن العقوبات حسب الجريدة الرسمية للاتحاد.
قال المجلس في بيان له: "نظراً إلى أن ورثته جميعاً أعضاء في عائلة مخلوف، فهناك خطر متأصل يتمثل في استخدام الأصول الموروثة لدعم أنشطة النظام السوري وستتدفق مباشرة إلى سيطرة النظام، ما قد يسهم في قمع النظام العنيف للسكان المدنيين".
اقرأ أيضاً: قصف إسرائيلي على مواقع بالقنيطرة جنوب غرب سوريا
وأشار المجلس إلى أنه: "مع قرار اليوم، أصبحت قائمة الأشخاص والكيانات الخاضعين للعقوبات في ضوء الوضع في سورية تشمل الآن 292 شخصاً، مستهدفين بتجميد الأصول وحظر السفر، و70 كياناً خاضعاً لتجميد الأصول. بالإضافة إلى ذلك، يُحظر على الأشخاص والكيانات في الاتحاد الأوروبي إتاحة الأموال للأفراد والكيانات المدرجة في القائمة".
فُرضت العقوبات لأول مرة على في عام 2011، رداً على القمع العنيف للسكان المدنيين من قبل "نظام الأسد"، حسبما أفاد المجلس مؤكداً أن "العقوبات تستهدف الشركات ورجال الأعمال البارزين المستفيدين من علاقاتهم مع النظام واقتصاد الحرب".
ويُحظر على الأشخاص والكيانات في الاتحاد الأوروبي إتاحة الأموال للأفراد والكيانات المدرجة في القائمة.
تشمل الإجراءات التقييدية أيضاً حظر استيراد النفط، وفرض قيود على بعض الاستثمارات، وتجميد أصول مصرف سوريا المركزي المحتفظ بها في الاتحاد الأوروبي، وقيود تصدير المعدات والتكنولوجيا التي قد تُستخدم في القمع الداخلي، وكذلك كما في المعدات والتكنولوجيا لرصد أو اعتراض اتصالات الإنترنت أو الهاتف.
تهدف عقوبات الاتحاد الأوروبي في سوريا، إلى تجنب أي تأثير على المساعدة الإنسانية، وبذلك فهي تهدف إلى عدم التأثير على توصيل المواد الغذائية والأدوية والمعدات الطبية، حَسَبَ البيان.
وبالفعل، يمر الاقتصاد السوري حالياً في أسوأ مراحله منذ عام 2011، فقد هبطت الليرة هذا الشهر إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق مقابل الدولار الأميركي في السوق السوداء، ما أدى إلى انخفاض قيمة الرواتب وارتفاع تكلفة الواردات.
وزادت أسعار المواد الغذائية أكثر من الضعف في العام الماضي، فيما حذر برنامج الغذاء العالمي أن 60 في المئة من السوريين، أو 12.4 مليون شخص، معرضون لخطر الجوع، وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق منذ بداية الأزمة في البلاد.
محمد مخلوف
وسيطرت عائلة مخلوف لعقود على الاقتصاد السوري، ويعدّ محمد مخلوف أحد أهم أقطاب الاقتصاد في سوريا، ورغم شهرة ابنه رامي مخلوف، إلا أن الأب بقي بعيداً عن الأنظار طيلة السنوات الماضية، حتى بالكاد توجد له صور على الإنترنت.
ومحمد مخلوف، هو شقيق أنيسة مخلوف، زوجة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وله أعمال تجارية قام بها مستفيداً من علاقته بحافظ وابنه بشار.
اقرأ أيضاً: بعد إزاحة مخلوف.. مشغّل خليوي ثالث في سوريا يتبع لأسماء الأخرس
وبدأت قصة صعود عائلة مخلوف مع تسلم حافظ الأسد للسلطة في عام 1970، كان مخلوف موظفاً عادياً في شركة طيران، لكن بعد مصاهرة عائلة الأسد بزواج شقيقته أنيسة من حافظ، تبدل الحال وأصبح مديراً في شركة التبغ.
من تلك المؤسسة بدأ الرجل بممارسة الفساد على نطاق واسع، حَسَبَ فراس طلاس ابن وزير الدفاع السوري السابق، مصطفى طلاس، الذي وصف مخلوف بـ"بطريرك العائلة".
وبحسب طلاس، استعان محمد مخلوف بخبراء من لبنان وبريطانيا في تأسيس إمبراطورية مالية استندت إلى مبيعات النفط، فكان يفرض على أي جهة تريد شراء النفط من سوريا أن تدفع له نسبة تقدر بـ7% من قيمة الصفقة مستفيدًا من سطوة نفوذ عائلة الأسد.
وبذلك كان يحصل يومياً على مبلغ يقدّر من ستة إلى سبعة ملايين دولار من مبيعات النفط وحده.
كما فرض مخلوف نفسه شريكاً على جميع شركات النفط العاملة في سوريا، وفقاً لذات المصدر.
توفي رجل الأعمال السوري محمد مخلوف، والد رامي مخلوف، في 12 من أيلول 2020. في مستشفى الأسد الجامعي، مساء الجمعة، متأثرا بفيروس كورونا.
ومنذ 2011، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على محمد مخلوف لصلته الوثيقة بالأسد، حيث تم حظره من دخول دول الاتحاد الأوروبي.
تسريبات مصرفية سويسرية
لتمتد العقوبات الأوروبية إلى نساء العائلة، بعد أن نُشرت تسريبات مصرفية تحت مسمى "Suisse Secrets" لأحد أكبر البنوك في سويسرا "Credit Suisse"، كشفت عن حسابات أكثر من 30 ألف عميل، من بينهم محمد مخلوف خال رئيس النظام السوري، والنائب السابق للرئيس السوري، عبد الحليم خدام.
تحدثت التسريبات، التي نُشرت في 20 فبراير الحالي، أن مخلوف استُخدم كواجهة لصهره، الرئيس السابق، حافظ الأسد، لسنوات، بينما استفاد من علاقاته السياسية في إمبراطورية تجارية تشمل التبغ والعقارات والمصارف والنفط.
تظهر بيانات حساب محمد مخلوف في بنك "Credit Suisse"، أن ثروته المودعة في البنك تقدر بثمانية ملايين و278 ألفاً و851 فرنك سويسري (حوالي تسعة ملايين دولار)، وهي نسبة أقل بكثير من القيمة المتوقعة لثروته خارج هذا البنك.
اقرأ أيضاً: رسائل تهديد من "داعش" لسكان مدينة سورية ومخاوف من عودة التنظيم
وأرسل مكتب منظمة "مكافحة الجريمة وغسل الأموال" (OCCRP)، الذي نشر التسريبات، رسائل إلى نجل مخلوف، رامي، عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنه لم يحصل على رد.
وكشفت الوثائق المسربة من حسابات بنك “HSBC” في سويسرا عام 2015، أن محمد مخلوف قدم بياناته المصرفية إلى البنك، باعتباره وكيلًا لشركة التبغ الأمريكية "فيليب موريس" مالكة العلامة التجارية "مارلبورو"، وشركة "ميتسوبيشي" اليابانية، وشركة "كوكا كولا" الأمريكية، في سوريا.
ليفانت نيوز_ خاص
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!