-
قطر تفشل في التحقيق بموت مئات العمال الأجانب
استمراراً في قضية موت العمال الأجانب العاملين في قطر، أعلن حقوقيون أن الحكومة القطرية فشلت بالتحقيق في تلك الحالات المتعلقة بوفيات مفاجئة لمئات العمال المهاجرين الذين يموتون هناك كل عام.
حيث نشرت صحيفة "الغارديان" بعد مضي أسبوع على تحقيق آخر سلط فيه الضوء على مئات الآلاف من العمال الذين يتعرضون لمستويات قاتلة من الإجهاد بسبب استمرار العمل لأكثر من 10 ساعات يومياً، وسط درجات حرارة مرتفعة تصل إلى 45 درجة مئوية، وهي ظروف عمل قاسية قد تتسبب في ارتفاع ضغط الدم والضغط على القلب والأوعية الدموية.
وتنجم كافة حالات الوفيات للعمال الأجانب في قطر التي تستعد لاستضافة كأس العالم بكرة القدم 2022، عن أزمات قلبية مفاجئة خلال نومهم، في وقت لا يتم فيه تشريح معظم حالات الوفاة، في حين ترجعها السلطات القطرية لأسباب طبيعية وتغلق ملفاتهم من دون بحث أو تدقيق. وفقاً للصحيفة البريطانية.
وأكد الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، عصام شيحة، إن قطر تكتفي بالفحص الخارجي قبل إغلاق ملفات الضحايا، وأغلبهم عمال آسيويون. وذلك بحسب ما نشر في تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
ويؤكد عصام شيحة، أن التحقيق البريطاني الذي نشر في الغارديان ليس التقرير الوحيد، فسبق أن تناولت وسائل إعلام عالمية موضوع الوفيات الأجانب من العمال في قطر، إذ سبق أن تطرقت صحف إسبانية للموضوع، فضلاً عن تقارير خاصة بمنظمة العفو الدولية.
وأضاف شيحة إن قطر تجاوزت الحدود المعقولة وتمادت في موضوع انتهاك حقوق العمال الأجانب في البلاد، وخاصة أنه هناك قوانين في الدوحة تتيح تلك التجاوزات، في حن إنها تتهرب من التزاماتها الدولية في سبيل إكمال المنشآت الخاصة ببطولة كأس العالم التي تستضيفها، ولا تفرض عليها أي عقوبات من جانب المنظومة الدولية، نظراً لكون الغالبية العظمى من وفيات العمال ينحدرون من دول فقيرة.
وبالتالي، يكمل شيحة، إن تهرب قطر من تشريح جثث الموتى للعمال الأجانب، يأتي من مبدأ أنها تدرك تماماً حجم الإعياء الذي تعرض له هؤلاء، هذا إلى جانب ظروف العمل الصعبة جداً، مطالباً دول العمال الأجانب المطالبة بفتح تحقيقات رسمية عن طريق المحافل الدولية ومؤسسات الأمم المتحدة.
إلا أن السلطات القطرية تبرر موقفها، وتقول إنها تحمي العمال من الإصابات المرتبطة بالحرارة من خلال حظر العمل في المناطق الخارجية غير المظللة بين الساعة 11.30 والساعة 3 بعد الظهر منذ منتصف يونيو وحتى أغسطس، لكن بحسب تحليل أجرته صحيفة "الغارديان" لبيانات الطقس الرسمية على مدى فترة 9 سنوات، أن حظر العمل لا يبقي العمال في أمان.
ففي الساعات التي تسبق أو تلحق بحظر العمل، لا يزال أي شخص يعمل في الخارج معرض لمستويات قاتلة من الإجهاد الحراري بين شهري يونيو وسبتمبر، التي يقول أطباء القلب إنها تؤدي إلى أعداد كبيرة من الوفيات كل عام.
وفي كل عام يموت المئات من العمال، الأجانب، والعديد من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و 35 سنة - أثناء العمل في قطر، وتُعزى غالبية هذه الوفيات إلى أمراض القلب والأوعية الدموية أو ما تصفه السلطات القطرية بالوفاة الطبيعية.
وقد نشر في مجلة "كارديولوجي جورنال"، بحث جديد أجراه مجموعة من علماء المناخ وأخصائيي القلب البارزين، إلى أن الوفيات من المحتمل أن تكون ناجمة عن ضربات شمس، ليكشفوا بذلك عن العلاقة بين وفاة 1300 عامل نيبالي بين عامي 2009 و2017 ، وارتفاع درجات الحرارة.
وكشف البحث أنه في الأشهر الأقل حرارة، نجمت 22 بالمئة من الوفيات على أساس سنوي، عن النوبات القلبية أو السكتة القلبية أو غيرها من الأسباب المتعلقة بالقلب، بحسب السلطات القطرية، أما في أشهر الصيف، فكانت لهذه الأسباب نصيب أكبر في الوفيات بنسبة 58 بالمئة.
وبحسب البحث، فإن ما يصل إلى 200 من بين 571 شاباً توفوا بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بين عامي 2009 و2017، كان من الممكن إنقاذهم إذا تم تنفيذ تدابير فعالة للحماية من الحرارة كجزء من برامج الصحة والسلامة المهنية.
ليفانت-وكالات
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
قطر تغلق مكاتب حماس
- November 11, 2024
قطر تغلق مكاتب حماس
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!