الوضع المظلم
الجمعة ٢٧ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
لارا أيوب
تنفخ الكاتبة "لارا أيوب" في روايتها الأولى والجديدة "كلارينيت" لتفتح الأبواب أمام صورها الأدبية وترحل بنا إلى رحم ما نسجته الحرب من حب وآلام السوريين الذين هاجروا من بلادهم عنوة، للبحث عما يمكن أن يكون أدفى لأرواحهم ومستقبلهم.

"كلارينيت" هو عنوان الرواية التي صدرت عن دار "ببلومانيا" المصري، للكاتبة الكردية السورية لارا أيوب، التي تحاول من خلال روايتها الأولى إدخالنا إلى عالمها الأدبي الخاص، المرتبط بنفحات الهجرة والتغريبة السورية، فتحيك لنا بجملها وصورها الواقعية عالماً مليئاً بوحدانيات تربط الحرب السورية بحالة الفقدان والحب المبعثرة التي عاشها السوري فيدرالية تشرده ولجوئه.



 

شخصيات متعددة تجول في الرواية، تنسج منها لارا نتاجاً أدبياً جديداً، عن ذلك تقول لجريدة ليفانت اللندنية: "رواية كلارينيت هي محاولتي الأولى في المجال الأدبي، تحتوي على 106 صفحات، استغرفت كتابتها قرابة العام ونصف العام، تقديم العمل الأدبي يحتاج إلى جهد كبير لما يبذله الكاتب من سرد أحداث واقعية نشاهدها في حياتنا اليومية وترتيبها في عالم الخيال لتغدو رسالةً إلى العالم".
وتكمل: "الكتابة كانت الوسيلة الوحيدة التي أردتُ تقديم أفكاري وإيصال رسالتي من خلال بثّ ما تؤمن به روحي في عالم (كلارينيت) الذي عاشت فيه شخصيات متعددة ومختلفة، لأصل بهم في نهاية المطاف إلى ما يربطهم رغم اختلافهم".

وتعود لارا إلى تسمية الرواية باسم آلة موسيقية نفخية، فتقول: "لآلة الكلارينيت دور ورسالة في الرواية، عازف الكلارينيت يعرف كم ينفخ فيها من أحزان وأفراح ويعرف كم تتسع لانكسارات صاحبها وانتصاراته".
حاولت لارا أن تسرد في روايتها أحداث علاقة حب تنشأ بين لاجئين من دينين مختلفين في رحلة الهروب من الحرب، حيث يواجهان صعوبات عدّة ليس فقط في حبهما بل في أحداث أخرى تتصدّى لهما.

وتسرد هنا بعضاً من أفكارها: "تدور أحداثها في السنوات العشر الماضية وتعودُ بالقارئ إلى دروب الحرب ورحلة اللجوء، إذ تعيشُ شخصياتها أدواراً صعبةً، كلّ شخصية تحملُ قصة لاجئ مختلف وتروي كيفية العيش مع الثقافات الأخرى وأيضاً تُبيّن مدى تأثير الوباء على حياة البشر. فمنذ القدم وإلى اليوم تنشبُ الحروب لتقتل الجميع دون تمييز، الرواية تحملُ فكرة السلام التي فقدناها ونفتقدها بشدة".
هي محاولة ليست بسهلة أن يعود الكاتب للورق والرواية في عالم يعجّ بالمنصّات والكتب الإلكترونية، هنا وعن الصراع بين الواقع والعالم الافتراضي في روايتها تقول لارا: "الواقع الذي نشاهده لا يختلف كثيراً عن العالم الافتراضي، ربما لو لم أعش زمن الحرب والوباء لكنتُ بالغتُ في الخيال حتى أكمّل أحداث روايتي، لكنني عاصرت الاثنين لذلك أعتقد أنّ الرواية واقعية أكثر من أن تكون خيالية، وكل منعطفات حياتنا أصبحت مرتبطة بالعالم الافتراضي، أعتقد أنّه عالمٌ حقيقيٌّ أكثر من كونه افتراضياً فقد نقل مآسينا طيلة الحرب".



وتسرد الكاتبة عن محاولتها نقل الأحداث بواقعية وحيادية: "حاولت أن أنقل الأحداث من موقف حيادي لم يعيش الحرب حتى أكون منصفةً في الأحداث، أما شخصياتي فهي من رحم الحرب السورية ستراهم مجبولين بالأسى السوري، في عام 2011 بدأتُ بكتابة سلسلة قصص قصيرة تحت عنوان "الحبّ في زمن الحرب"، متأثرةً بالحرب السورية كثيراً".

وفي ختام حديثنا مع الكاتبة لارا أيوب، أكدت على قيمة الكتاب، قائلة: "الكتاب جوهرة ثمينة لا تقتلها الوسائل الإلكترونية، وأنا بقناعتي أنّ الكتاب الناجح والذي يحملُ رسالةً إلى العالم هو مَنْ يسوّق لنفسه إذا وصلت هذه الإصدارات إلى القارئ بالشكل المطلوب، بمعنى أنّ قارئاً واحداً كفيل بتعريف كتابك إلى كُثر، وأؤكد أنّه مهما بلغ العالم الإلكتروني من اتساع يبقى هناك في كل بقاع الأرض قرّاء يبحثون عن الكتب".

هذا وتبقى أنفاس لارا تجول في ذاكرتنا ويومياتنا، محاولة أن توثق الذاكرة مرحلة كتابية أدبية يمكن أن نسرد منها يوماً ما يمكن أن تمحيه الذاكرة، وما يمكن أن يبقى بصمة لأرواحنا المتنقلة حول العالم.

ليفانت - خاص

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!