الوضع المظلم
السبت ٢٨ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
للإنسانية حق يا حقوق الإنسان!!
إبراهيم جلال فضلون

يا حقوق الإنسان!! دفعت المآسي التي شهدتها المُجتمعات بسبب الحرب العالمية الثانية زعماء العالم إلى صياغة وثيقة تمنع حدوثها، فهل تدفع الحروب الشرق أوسطية بل والعربية الدولية على المسلمين والعُزل كما في فلسطين وسوريا والعراق واليمن ولبنان والإيغور الصينية وبورما والهند وغيرهم هنا وهناك من الطوائف الأخرى والأبرياء، التي تعهد المجتمع الدولي بعدم السماح على الإطلاق بوقوع فظائع من هذا القبيل مرة أخرى، وقرر زعماء العالم إكمال ميثاق الأمم المتحدة بخريطة طريق تضمن حقوق كل فرد في أي مكان أو زمان.


يا حقوق الإنسان!! إنه من العجيب أن نري رموز وشخصيات ماسونية وأخرى ترتبط بالكونفدرالية الأمريكية دعمت الإبقاء على نظام العبودية، كصاحب فكرة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان "روزفلت" والذي يرونهُ بمثابة القوة الدافعة وراء ذلك، ليجد العالم حراكاً واسعاً بدءً من المنشأ بالولايات المتحدة وأوربا وأسيا ضد رموز التمييز العنصري والإمبريالية، ممن أعلنوا في ديباجتها "يولد جميع الناس أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق. وهم قد وهبوا العقل والوجدان، وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضا بروح الإخاء".. فأين أطفال العرب والمسلمين من تلك الكلمات الجوفاء.. وأين التقنيات التي ابتدعتموها من هواوي التي طورت نظامًا للتعرف على الوجه لمراقبة الأويغور.. ومسلمو الهند يتهددهم القمع في ظل حكومة مودي، وأين حقوق الإنسان من التطهير الوحشي للجيش البورمي المستمر ضد مسلمي الروهينجا، وغيرهم كثير بل وأين كل ذلك كم شعب تيغراي الأثيوبي، وتهجيرهم على يد "أبي أحمد" صاحب جائزة نوبل للسلام.. إنها جائزة لمن يخدم أفكار هدامة للإنسانية ولو كان نوبل حياً لتبرأ منها ومن أفعالكم..


يا حقوق الإنسان!! إنها وثيقة غير قابلة للتصرف يتمتع بها كل إنسان غير حُر، ركيزتها العرق واللون والدين والجنس أو اللغة والرأي السياسي والأصل القومي والاجتماعي وذوات الثروة أو.... لذلك جعلوا تلك الوثيقة العنصرية الأكثر ترجمة في العالم، بأكثر من 500 لغة، لتكون وثيقة فقط للأقوياء ممن نُزعت من قلوبهم الرحمة، وأقروا بمواده واقعياً الاستعباد والتعرض للتعذيب والعقوبات القاسية و اللاإنسانية والاختفاء القسري وأقرت عدم الاعتراف بحق كل إنسان بالشخصية القانونية والتمتُع بحماية القانون وغيرها من الحقوق، كما في معتقلي حريات الرأي واغتيالاتهم السياسية لرموزنا العلمية والفكرية وغيرها... لتُطبق إيران بأفعالها البشعة بأبنائنا في سوريا بلاد الرافدين عبر وكلاؤها، كما تريد فعلها في اليمن الشقيق، بل وكتركيا التي اغارت على جيرانها بعد أن أفلست وفشلت في كل سياساتها، لتُنفق ببزخ وتأوي الإخوان المسلمين المرودين من جنة المصريين التي بها أدنى خيرات الأرض، فترسلهم إلى ليبيا التي وضع لها المصريين خطأ أحمر أرهب أردوغان وأعاده كالفأر في البركان..


يا حقوق الإنسان!! في الجائحة تعرت الدول وتركت حراساتها لقراراتها الدولية المصطنعة، كما اختارت الأمم المتحدة هذا العام شعارها "التعافي بشكل أفضل- دافع عن حقوق الإنسان"، فمن الذي بقى ليُدافع؟!!، وقالت إن العالم هذا العام "في حاجة إلى إعادة البناء بشكل أفضل من خلال ضمان أن تكون حقوق الإنسان أساسية لجهود التعافي". ولعل الحقيقة البسيطة التي أقرتها تلك المنظمات، أن العالم الذي يحترم حقوق الإنسان للجميع بشكل كامل هو عالم أكثر استعدادا لمواجهة جميع الأزمات والتعافي منها، فمن غير تلك الدول الفقيرة المغلوبة على أمرها بإيمانها القوي قد نجا، فذلك الوباء قد فتك بأعتى الدول وهي المُحصنة المنيعة، فها هي ضعيفة ذليلة..


يا حقوق الإنسان!! ها هي تلك المنطقة العربية التي يعيش فيها نحو 436 مليون نسمة حافظت في هي الأقل رغم ما فيها من تحديات وحروب وصراعات وبطالة وإرهاب، وكأن الوباء قد أراد أن يحصد من أوربا ومثيلاتها أرواحاً بعدد ما أذاقوا منا بقسوة الحياة، وانكماش الاقتصاد فيها بنسبة 5.7 %، وقد يصل إلى 13 % في المناطق التي تشهد صراعات، والخسارة الإجمالية ستكون 152 مليار دولار، وإذا استمر معدل الفقر لمدة طويلة، سيتهدد الاستقرار السياسي والاجتماعي، والآن في تقاريرهم يتشدقون على حرية الرأي والتعبير بدول الخليج التي لولاها بقيادة السعودية ورئاستها لمجموعة G20  لما خرج العالم الاقتصادي من أزمة كورونا.


يا حقوق الإنسان!! يجب على تلك المنظمات الدولية والأمم المتحدة أن تعي أن الأيام دول وأن تلك الشعوب قد أبادت أُمماً ولا أقوي من الظالم في قهره، فحينما يبيع كل شيء فلا مناص من بين فكيه وأنيابها ومخالبه يديه وكل ما أوتي من قوة، وفي التاريخ دروس وعبر، فهل يُمكن إعادة بناء العالم الذي نريده، فنحن عرباً ومسلمين نمد يد العون للجميع في أحلك الظروف غير ناظرين لعرق أو دين أو غير ذلك....


إبراهيم جلال فضلون

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!