ليلة الأعاصير القاتلة في ولاية كنتاكي والغرب الأمريكي

قتل ما لا يقل عن 100 شخص في ولاية كنتاكي بعد أن دمرت عدة أعاصير طريقاً طوله 200 ميل عبر الغرب الأوسط والجنوب الأمريكي، وسوت منازل وشركات ومستودعات بالأرض. وقال مسؤولون أمس السبت إن ناجين ما يزالون تحت الأنقاض.

الأعاصير القوية، التي يقول خبراء الأرصاد الجوية إنها غير معتادة في الأشهر الباردة، دمرت مصنعاً للشموع وإطفاء الحريق ومراكز الشرطة في بلدة صغيرة في كنتاكي، وهدمت داراً لرعاية المسنين في ميسوري المجاورة، وقتلت ستة عمال على الأقل في مستودع أمازون في إلينوي. وتعززت حقول الرياح مما ساعد على خلق الديناميكيات الهوائية أو "الدوران" في الغلاف الجوي اللازم لإنتاج الأعاصير.

إعصار EF5 هو أقوى تصنيف يمكن أن يصنف به إعصار. وهو تصنيف نادر بشكل استثنائي. يمكن أن تنتج هذه الأعاصير سرعات رياح أعلى من 200 ميل في الساعة. كان آخر إعصار EF5 يضرب الولايات المتحدة هو مور، أوكلاهوما، في مايو 2013 وقبله في عام 1957. ومنذ عام 1950، لم يكن هناك سوى 19 إعصاراً من طراز F / EF4 في الولايات المتحدة خلال الشهر الأخير من العام و 2 فقط من أعاصير F / EF5.

خلال مؤتمر صحفي عقده مساء السبت، تحدّث الرئيس جو بايدن عن الدور الذي ربما لعبه تغير المناخ في الكارثة. "حسنا، كل ما أعرفه هو أن شدة الطقس في جميع المجالات لها بعض التأثير نتيجة لارتفاع درجة حرارة الكوكب. التأثير المحدد على هذه العواصف المحددة لا يمكنني قوله في هذه المرحلة. سأطلب من وكالة حماية البيئة وآخرين تدبر الأمر ". "لكن الحقيقة هي أننا نعلم جميعاً أن كل شيء يكون أكثر سوءاً عندما يكون المناخ دافئا. كل شيء."

سكان محليون يمشون بالقرب من مكان خروج قطار عن القضبان بعد اندلاع مدمر للأعاصير التي اجتاحت عدة ولايات أمريكية في إيرلينجتون، كنتاكي، الولايات المتحدة، 11 ديسمبر، 2021. رويترز / تشيني أور

وقال حاكم ولاية كنتاكي آندي بشير إن مجموعة الأعاصير كانت الأكثر تدميراً في تاريخ الولاية. انقذ 40 عاملاً في مصنع الشموع في مدينة مايفيلد، الذي كان يضم حوالي 110 أشخاص عندما تحول إلى كومة من الأنقاض. وأضاف بشير إن العثور على أي شخص آخر حيٌّ يُرزَق تحت الأنقاض سيكون “معجزة”.

وقال بشير في مؤتمر صحفي إنه نشر 189 فرداً من الحرس الوطني للمساعدة في عمليات الإنقاذ. وستركز جهود الإنقاذ بشكل كبير على مايفيلد، التي يقطنها نحو عشرة آلاف نسمة في جَنُوب غرب الولاية.

وأظهرت مقاطع فيديو وصور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مباني من الطوب في وسط مدينة مايفيلد سويت بالأرض، وكادت السيارات المتوقفة مدفونة تحت الأنقاض. أُسقط برج الكنيسة في محكمة مقاطعة جريفز التاريخية وانهارت الكنيسة الميثودية المتحدة الأولى المجاورة جزئيًا.

نشأ الإعصار في سلسلة من العواصف الرعدية الليلية، بما في ذلك عاصفة فائقة الخلايا تشكلت في شمال شرق أركنساس. انتقلت تلك العاصفة من أركنساس وميسوري إلى ولايتي تينيسي وكنتاكي.

قال فيكتور جينسيني، أستاذ علوم الجغرافيا والغلاف الجوي في جامعة إلينوي الشِّمالية، إن درجات الحرارة والرطوبة المرتفعة بشكل غير عادي خلقت البيئة لمثل هذا الطقس المتطرف في هذا الوقت من العام.

قائلًا: "إن الكارثة كانت على الأرجح واحدة من أكبر حالات تفشي الأعاصير في تاريخ الولايات المتحدة، وافق الرئيس جو بايدن يوم السبت على إعلان الطوارئ لولاية كنتاكي".

وقال للصحفيين إنه سيطلب من وكالة حماية البيئة فحص الدور الذي قد يلعبه تغير المناخ في تأجيج العواصف، وأثار تساؤلات حول أنظمة الإنذار من الأعاصير. قال مركز التنبؤ بالعواصف التابع لدائرة الأرصاد الجوية الوطنية إنه تلقى 36 تقريراً عن وقوع أعاصير في إلينوي وكنتاكي وتينيسي وميسوري وأركنساس وميسيسيبي.

اقرأ المزيد: شتاء صعب على بريطانيا في ظل جائحة كورونا والمتحور الجديد

وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الحكومة ستفعل كل ما في وسعها لمساعدة المناطق الوسطى من البلاد التي دمرتها الأعاصير، ووقع إعلان الطوارئ الفيدرالي للكوارث الذي يقدم بموجبه أموالا لكنتاكي، الولاية الأكثر تضررا. وقال بايدن إن العواصف كانت من بين الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة.

ووصف حاكم ولاية كنتاكي آندي بيشير الإعصار بأنه الأكثر تدميراً في الولاية، وقدر أنه ربما قتل 70 شخصاً على الأقل أو أكثر من 100. هذا سيجعل الحدث ليس فقط واحداً من أكثر أحداث الإعصار دموية في تاريخ كنتاكي، ولكن أيضاً في تاريخ الولايات المتحدة.

من المرجح أن تتسبب الأعاصير الليلية في وَفِيَّات أكثر من نظيراتها في النهار. هذا بسبب صعوبة رؤية الأعاصير في الليل، وغالباً ما لا يكون لدى الأشخاص الذين ينامون طريقة لإيقاظهم عند إصدار التحذيرات.