الوضع المظلم
الجمعة ٢٧ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • مثال الآلوسي لــليفانت: لن ينهض المجتمع العراقي وتقوم الدولة العراقية تحت هيمنة الأحزاب الإسلامية                     

مثال الآلوسي لــليفانت: لن ينهض المجتمع العراقي وتقوم الدولة العراقية تحت هيمنة الأحزاب الإسلامية                     

تتسارع التطورات السياسية على الساحة السياسية بعد تلك الجَلسة الأولى الصاخبة للبرلمان العراقي، وانتخاب رئيس البرلمان ونائبيه وكثرة الحديث عن عدم قانونية الجَلسة من قبل أحزاب الإطار التنسيقي ومن هم الكتلة الأكبر تحت قبة البرلمان. انتهى الأمر إلى أن ردت المحكمة الاتحادية الدعاوي المتعلقة بذلك وأقرت بقانونية ودستورية الجَلسة.

في الخطوة السياسية الثانية أي انتخاب رئيس للجمهورية في السابع من الشهر الجاري، خطوة تبدو أكثر سخونةً لوجود أكثر من مرشح، ودخول الحزبين الكردييّن الرئيسين بمرشح منفصل.

يبدو أن تحالف الكتلة الأكبر المتمثل بالتيار الصدري والحزب الديمقراطي الكردستاني وتكتل عزم وتقدّم؛ قد اتفقوا فعلاً على مرشح الحزب الديمقراطي السيد هوشيار زيباري، بيد أن هذه الخطوة غير مضمونة النتائج وربما يتكرر السيناريو السابق، وقتئذ، خرج مرشح الحزب الديمقراطي السيد فؤاد حسين خاسراً أمام الرئيس الحالي السيد برهم صالح وعدم تقيد السادة النواب بما اتفق عليه بين زعماء الكتل.

ستتجه الأنظار إلى شخصية رئيس الوزراء الذي سيحدده التيار الصدري في حال تمرير مرشح الرئاسة السيد هوشيار زيباري. سيُكلف بتشكيل الحكومة لنشهد تغيراً سياسياً حقيقياً  لم يحصل منذ العام 2003 بعيداً عن التدخلات الإقليمية. لكن أحزاب الإطار التنسيقي المدعومة من إيران تسعى لتكون فاعلة بأي شكل في تأليف الحكومة القادمة، ليتحرك قائد فيلق القدس الإيراني من جديد لرأب الصدع الحاصل في البيت الشيعي. ومن آخر تحركاته زيارته إلى أربيل وإطلاق مبادرة من السيد مسعود البارزاني لتقريب وجهات النظر لنشهد لقاءات في مقر السيد مقتدى الصدر في الحنانة.

فهل ستشهد الساحة السياسية العراقية مفاجأة في اللحظة الأخيرة؟ هل سنشهد انتقالاً سلساً تغير الصورة السابقة بالتوازي مع رسائل الميليشيات الصاروخية هنا وهناك. ولإلقاء الضوء أكثر على ما يدور في المشهد السياسي العراقي كانت لصحيفة ليفانت اللندنية   لقاء مع السيد مثال الآلوسي رئيس حزب الوطن العراقي.

س- دائماً لديك ملاحظات على الأحزاب الإسلامية في العراق كيف ينظر الأستاذ مثال الآلوسي إلى المشهد السياسي بعد إسدال الستار عن الانتخابات البرلمانية وبروز التيار الصدري بقوة على الساحة السياسية ودعوته إلى حل الميلشييات وهل أنت متفائل بإحداث تغير ما في العراق.؟

الأحزاب الدينية عامة والإسلامية والعراقية خاصة تتعارض مع الدولة الدستورية الديمقراطية. تعتمد في بنائها على اسم الدين كحاوية لأوهام تاريخية تجعل من الإنسان وقود لنزواتها ومن الأخر المختلف رسالة قتل وإرهاب ولن ينهض المجتمع العراقي وتقوم الدولة العراقية تحت هيمنة الأحزاب الإسلامية. نعم التيار الصدري فاز بشكل كبير بالانتخابات فإن صدق السيد مقتدى بما قال دخلت الدولة العراقية مرحلة الإنعاش وان أخلف وعوده دخل العراق الدمار السريري لا سمح الله..؟

- هناك تصعيد خطر ورسائل من نوع آخر كقصف منزل السيد الحلبوسي في الكرمة واستهداف مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني في بغداد وكذلك قصف مطار بغداد الدَّوْليّ قبل أيام هل نشهد في العراق تغيراً سياسياً سلساً دون عنف وقبول الإطار التنسيقي بالأمر الواقع والتوجه إلى المعارضة؟

تسبح الأحزاب الإسلامية العراقية الشيعية ومن ضمنهم الأخوان المسلمين في الفلك الإيراني. هم جزء من أدوات النظام الإيراني أو تشكيلات الحرس الثوري الإيراني. ما قامت به هذه الأحزاب وميلشيياتها ليس إلا تنفيذاً لأوامر سليماني وقتئذ في قتل واغتيال أكثر من ٨٠٠ متظاهر مسالم وإعاقة ألف مواطن واختطاف وتغييب الآلاف من المعارضين والمستقلين والإعلاميين وأصحاب أراء تنويرية ودعاة حقوق الإنسان ومن المدافعين عن وجود العراق كدولة مستقلة ذات سيادة.

ما قامت به وتقوم هذه الأحزاب من قتل وإرهاب وتفجيرات وإطلاق الصواريخ على بيوت السياسيين واستهداف مطاري بغداد وأربيل والمنشآت العراقية بعد الانتخابات؛ هو مكمل لما قامت به قبل الانتخابات. إن الغاية الأساسية الإبقاء على حالة عجز الدولة في الدفاع عن سيادتها وضمان استمرارية الهيمنة الإيرانية على مقدرات العراق وربط العراق بأحلام توسعية إيرانية نازية كجزء من بؤر مترابطة من طِهران إلى بغداد فالشام وصلاً إلى لبنان. ومن طِهران إلى بغداد إلى دول الخليج العربي. وهي لنفس الغرض تتبادل الأدوار بينها وحزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن. 

س- هناك مبادرة لرأب الصدع في البيت الشيعي من قبل السيد مسعود البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني بعد زيارة قائد فيلق القدس الجنرال قأآني إلى أربيل، هل يتوقع السيد مثال الألوسي أن يستمر السيد مقتدى الصدر في مشروعه بعزل أحزاب الإطار التنسيقي وفي مقدمتها ائتلاف دولة القانون برئاسة السيد نوري المالكي على الرغْم من الضغوطات الإيرانية أم أن هناك مفاجأة قد تظهر قبل انتخاب رئيس الجمهورية في السابع من شباط؟

فشل الطرف الإيراني بكل مسمياته بإجبار السيد مسعود بارزاني على الخضوع إلى الضغوط الإيرانية المباشرة أو التي نفذتها حكومات الخضراء من محاصرة الكورد مالياً واقتصاداً وسياسياً وأمنياً. ونجح السيد مسعود في إفشال ما تريده طِهران من كوردستان. اليوم، يأتي السيد قاآني إلى أربيل كضعيف حائر يحاول إنقاذ مركَب أحزابه الغارق في بغداد!. إن السيد مسعود بارزاني زعيم نبيل صُلْب وشجاع لم يرضخ لسليماني بجبروته الإرهابي وبالتأكيد لن يتأثر بقاآني الحائر الضعيف. 

- كيف ينظر السيد مثال الآلوسي بتقدم الكرد إلى رئاسة الجمهورية بأكثر من مرشح وفي حال وصول السيد هوشيار زيباري إلى قصر السلام هل يمتلك مواصفات السيد جلال طالباني ليكون رئيساً يجمع كل العراقيين، أم إننا سنشهد السيناريو الماضي تحت قبة البرلمان وخروجه خاسراً كما خسر السيد فؤاد حسين أمام الرئيس الحالي برهم صالح؟

إن الراحل جلال طالباني قامة كبيرة في تاريخ الرئاسة العراقية وقصر السلام، ولم يوفق من جاء بعده بعبور خط التردد والمصالح الخاصة، ومهما كانت التبريرات المنمقة فالعراق الدولة والعملية السياسية بحاجة ملحة إلى التجديد وبحاجة وطنية وسلوكية إلى مستوى تحمل المسؤولية في الفشل. وإذا كانت رئاسة الجمهورية لأربع سنوات دموية مضت غير مسؤولة عن أي فشل فهذا نذير خطر بأن الأربعة القادمة كسابقتها.

يتابع الآلوسي، على هذا فإن فوز السيد برهم صالح على السيد فؤاد حسين قصة قوة وهيمنة سليماني! فهل الأيام القادمة تأتي لنا بخلاف ما يخطط له البؤر في طِهران هذا ما سنراه في الأيام القادمة. 

- السيد مثال الآلوسي ما الأسباب التي دفعتكم لمقاطعة الانتخابات البرلمانية وهل كان قراراً صائباً وكيف تنظر إلى نتائج التيار التشريني؟

انسحبت من عملية سياسية مشبوهة؛ آلياتها الإبقاء على ضعف الدولة وتمزيق المجتمع والرقص على نزوات المحتل الإيراني.


ليفانت مكتب القامشلي 
رودوس خليل 

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!