الوضع المظلم
الثلاثاء ٢٤ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • من اللثام إلى البدلة.. تحول متواصل في مظهر زعيم "تحرير الشام"

  • تغيير مظهر قائد هيئة تحرير الشام من اللثام إلى البدلة يمثل محاولة للتخلص من ماضيه المتطرف المرتبط بالقاعدة
من اللثام إلى البدلة.. تحول متواصل في مظهر زعيم
الجولاني \ تعبيرية \ متداولة

استقبل أبو محمد الجولاني، قائد هيئة تحرير الشام، الزعيم اللبناني وليد جنبلاط، الأحد، مرتدياً بدلة سوداء مع ربطة عنق، في محاولة جديدة لتجميل صورة تنظيمه.

ويعكس هذا التغيير في مظهر أبو محمد الجولاني مناورة سياسية تتناسب مع تحولاته التكتيكية عبر السنين، حيث برز الجولاني عند تأسيس الفرع السوري لتنظيم القاعدة تحت مسمى جبهة النصرة في 2012، متخفياً خلف اللباس العسكري واللثام، متعمداً إخفاء هويته، وتماشى هذا المظهر مع دوره كقائد لجماعة إرهابية متطرفة في خضم الأزمة السورية.

واتسمت بداية ظهور جبهة النصرة عام 2012 بتأكيد الجولاني على تبعيته لتنظيم القاعدة الإرهابي، معلناً التزامه بمنهج التنظيم المتطرف، وتجنب الجولاني الظهور بوجهه في عام 2013 خلال أول مقابلة تلفزيونية له، مكتفياً بإظهار كتفه من الخلف متشحاً بوشاح أسود، في تأكيد على هويته المرتبطة بالتنظيمات الإرهابية.

اقرأ أيضاً: مئتا قتيل في أعنف مواجهات بريف حلب منذ سنوات بهجوم لـ"النصرة"

وعقب ثلاث سنوات، أعلن فرع القاعدة في سوريا تغيير اسمه إلى "جبهة فتح الشام" في محاولة للتنصل شكلياً من ارتباطه بالتنظيم الأم، حيث ظهر الجولاني لأول مرة أمام الكاميرا بزي عسكري ولحية كثيفة وعمامة بيضاء.

وسرعان ما أجرى الجولاني لقاءً تلفزيونياً بملابس مدنية، محاولاً تبرير أفكاره المتطرفة ورافضاً تصنيفه ضمن قائمة الإرهابيين رغم تاريخه الدموي.

وأسس الجولاني عام 2017 ما يسمى بـ"حكومة الإنقاذ السورية" بعد سيطرة تنظيمه على إدلب، وبدأ يظهر في فعاليات عامة متخلياً عن مظاهر التطرف، في محاولة لتقديم نفسه كـ"زعيم سياسي".

وشهدت خطابات الجولاني في السنوات الأخيرة تحولاً براغماتياً، حيث تحدث عام 2021 عن التعايش مع المكونات السورية، متجاهلاً تاريخ تنظيمه في استهداف الأقليات، واكتسبت تصريحات الجولاني طابعاً أكثر تكيفاً مع سقوط نظام الأسد، حيث ظهر في قلعة حلب بمظهر عصري قبل أيام من دخول دمشق.

وعقب السيطرة على دمشق، تخلى الجولاني عن الزي العسكري، مستقبلاً جنبلاط ببدلة سوداء وربطة عنق خضراء ترمز للعلم السوري الجديد، في مسعى لتجميل صورة تنظيمه أمام المجتمع الدولي.

ويرى الباحث آرون لوند من مركز سينتشري إنترناشونال أن تحولات الجولاني وتنظيمه ملحوظة، لكنهم "ظلوا متشددين إلى حد ما"، وأضاف لـ"رويترز": "إنها حملة علاقات عامة، لكن حقيقة أنهم يبذلون هذا النوع من الجهد أصلاً تظهر أنهم لم يعودوا بذات التشدد الذي كانوا عليه، المدرسة القديمة من القاعدة أو داعش لم تكن لتفعل ذلك أبدًا".

وأوضح الخبير في الشأن السوري جوشوا لانديس وهو رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما أن "الجولاني أكثر ذكاء من الأسد، فقد غير أدواته ومظهره، وأقام تحالفات جديدة" للأقليات، متجاهلاً خطورة استمرار سيطرة فرع تنظيم القاعدة على مناطق واسعة في سوريا.

ليفانت-وكالات

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!