الوضع المظلم
الجمعة ٢٧ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
هل يستحق سليماني أن يُسمى بإسمه أحد شوارع غزة؟
هل يستحق سليماني أن يُسمى بإسمه أحد شوارع غزة؟

لا تزال ارتدادات حادثة الاغتيال الأخيرة لقائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني حاضرة. حادثة اعتبرها البعض محطة تاريخية في مسار الحياة السياسية في المنطقة، وبعض آخر رآها بداية لقواعد جديدة من الاشتباك بين الأقطاب المتنازعة، متمثلة بالولايات المتحدة وإسرائيل، ومحور المقاومة أو الممانعة متمثلاً بإيران ومن معها من منظمات وحركات في بلدان عدة، مثل لبنان والعراق وغزة وغيرها.


كل المناطق التي تنخرط في هذا المحور أثّرت حادثة الإغتيال بوضوح في الأوساط الثقافية والسياسية فيها، وأثارت ردود فعل مختلفة تجلّت بوضوح على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الجلسات واللقاءات المختلفة.


في قطاع غزة آلاف النقاشات والمواقف كانت مشتعلة، آراء اختلفت واتفقت، حول طبيعة إيران وموقفها العدائي أصلاً من إسرائيل وأميركا، و موقف حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تحكم قطاع غزة، حيث كان لحماس حضور إعلامي كبير في التضامن والتعزية بمقتل سليماني، والتصريح بالوقوف لجانب النظام الإيراني بالكامل في هذه المواجهة، مع أن إيران لم تتدخّل يوماً من أجل حماس أو غزة في الحروب والمعارك التي دفعت فيها غزة آلاف الشهداء والجرحى. كما وتوجه وفد من المكتب السياسي للحركة إلى إيران، للمشاركة في تشييع سليماني إلى مثواه الأخير، في فِعلة رآها البعض كارثيّة على الشعب الفلسطيني وعلى حركة حماس نفسها، و أخيراً كما وردنا من مصادر موثوقة عن نية حركة حماس إطلاق اسم قاسم سليماني على إحد شوارع مدينة غزة، لذاك نأخذ بآراء أبناء غزة حول هذا الأمر.


يقول الناشط سليم زقوت في رأيه حول إطلاق اسم سليماني على أحد شوارع القطاع: "وماذا فعل سليماني لفلسطين، ولغزة، وللشعب الفلسطيني؟

لم أسمع أنه بنى مستشفى، أو مدرسة، أو حتى قدّم الدعم للفئات المتعففة وهم كثر في غزة".

ويتابع: "لقد قدّم سليماني وإيران دعماً كبيراً، ولكنه لحماس، وليس للناس، وهذا ما يجب على الجميع أن يدركه، وما يوجب على حماس أيضاً ألا تتحدث باسم الشعب الفلسطيني لمن يدفع لها تكاليف بقاءها في سدة الحكم في غزة".

ويضيف زقوت لمراسلنا: "لا أوافق، وأعلم أن رأيي لن يغير بحماس شيئاً، فهي تتعامل معنا على أننا ضيوف في غزة، ولسنا أصحاب بلد".


ومن جهته يقول الناشط محمد المدهون: "إن صح خبر تسمية شارع بغزة على اسم سليماني، فيبدو أننا بعد عقدين من الزمان ستصبح شوارع غزة مكتوبة بأسماء تميم وأردوغان وخامنئي، تماماً كصورة القدس تنتظر الرجال التي وضعت حماس بها صورهم على مفترق السرايا وسط غزة".

ويضيف: "للأسف حماس حتى لا تحترم عقولنا، ولا إرادتنا، ولا حتى آراء أبنائها، فحتى من أبناء حماس بل والمعظم منهم، يعلم يقيناً بأن سليماني قاتل كبير، ورجل قام بممارسات يندى لها الجبين بحق المدنيين العزّل من نساء وأطفال وشيوخ في سوريا والعراق واليمن، وفي كل مناطق النفوذ الإيراني الذي قلب تكوينة شعوب المنطقة بدعمه للميليشيات والانقسامات داخل البلدان الآمنة".

و يتابع المدهون لمراسلنا: "لن تستطيع حماس أن تقلب الحقيقة في عقول الناس، مهما قدّست ومهما مجّدت ومهما خرج إسماعيل هنية على المنابر يصف أحد السفاحين بأنه شهيد القدس، وهو رجل قاتَل في كل دول المنطقة، ولم يقترب من القدس، التي هي على بعد خطوة من مواقع حلفائه وفيلقه".


ويقول الناشط سالم أبو سليم حول رأيه من التسمية لأحد شوارع غزة باسم سليماني: "مرفوض قطعاً، أن نجعل من شوارع مدينة غزة التي في كل واحد منها عشرات الشهداء، باسم شخص لم تتغبّر قدماه يوماً بتراب غزة، ولكنها تغبرت بتراب معجون بدماء الأبرياء في كل مكان".

ويضيف: "حماس تعتبر أن غزة ملك خاص، وشوارعها ملك خاص، وأهلها ملك خاص، لها ولقياداتها، وها هي تصل لمرحلة تريد فيها أن تشوه حتى أسماء شوارعنا بأسماء لم تكن يوماً حريصة على غزة وأهلها".

ويتابع أبو سليم لمراسلنا: "كل من يدفع لحماس المال، تريد حماس منا أن نقدّسه، هذا ليس بجديد على حماس، فهي تبدع جيداً في التنقل بين الأقطاب السياسية بحثاً عمّن يدفع أكثر.


كاتبة وصحافية أردنية

العلامات

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!