الوضع المظلم
الجمعة ٢٧ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
إيزيديو (عفرين) وويلات فصائل المعارضة المسلحة
الإيزديون

منذ احتلال مدينة عفرين، في مارس (آذار) 2018، ذات الغالبية الكردية، حيث يعاني الإيزديون من شتّى أنواع الانتهاكات من خطف وقتل وتدمير لمزراتهم الدينية واتهامهم بالكفر والإلحاد، مما أجاز للفصائل المدعومة من أنقرة السيطرة على ممتلكاتهم.


وتضم عفرين نحو 350 قرية وبلدة صغيرة وكبيرة، من أهمها عفرين المدينة، وجندريسة، وبلبلة، وشية، وراجو، وشرا، والتي تشكل أغلبية سكانها من الإيزديين.


ويتوزّع الإيزيديون في سوريا، بشكل أساسي، في منطقتين، هما “عفرين”، حيث توجد 22 قرية لهم، و”شرق الفرات” حيث يتركزون في 42 قرية، منها 37 قرية، سكانها بالكامل إيزيديون والبقية مختلطة مع كافة مكونات المجتمع السوري.


يعاني سكان هذه القرى من بطش الفصائل المسلحة التي تسيطر عليها، فمنذ بداية احتلال المدينة بدأت تلك الفصائل بإطلاق تهديداههم بالقتل والذبح والسبي ضد الإيزديين تحت راية الدين، على حدّ زعمهم، وبدؤوا بتدمير المزارات الدينية الخاصة بهم عند دخولهم لقراهم وشردوا سكانها ونعتوهم بالكفار والمنافقين.


من أهم تلك الانتهاكات، إجبار الكثير من الإيزديين في عفرين باعتناق الدين الإسلامي بالقوة تحت تهديد السلاح والقتل، وإجبار النسوة على ارتداء اللباس الشرعي في بعض القرى، وذلك في محاولة منهم فرض الفكر الديني المتطرّف.


 


 


ومن جملة تلك الانتهاكات التي لا تعدّ ولا تحصى، تدمير أكثر من 15 مزاراً دينياً للإيزديين في قرى عفرين، وبناء مسجدين في قريتي باصوفان وقصطل جندو، وإجبار السكان على حضور حلقات الدورس الدينية وأداء الصلاة في الجامع، وغيرها الكثير من الانتهاكات التي يخشى السكان من توثيقها في ظل التعتيم الإعلامي الذي تفرضه الدولة التركية على مدينة عفرين منذ بداية احتلالها.


خطف وقتل الإيزديين:



سبق وأن تعرّض أغلبية “الإيزديين” لانتهاكات جسيمة في “عفرين”، من قبل تلك الفصائل المدعومة من قبل “تركيا”، التي عاثت فساداً، وكان مصير المواطن “عمر ممو شمو” الذي فضل البقاء في “قرية قيبار” القتل داخل منزله، وذلك بعد رفضه تنفيذ الأوامر والنطق بالشهادة.


ولم تقتصر الانتهاكات بالقتل فقط، بل طالت ممتلكات الأهالي في قرية “قسطل جندو”، والاستيلاء على محاصيلهم وسرقة مواشيهم.


تعدّ قرية باصوفان من أكثر القرى الإيزيدية التي تعاني من انتهاكات الفصائل المسلحة، حيث تشهد القرية بشكل شبه يومي لاعتقال واختطاف الشباب والرجال في القرية، وتعرّضهم للتعذيب الشديد واتهامهم بتهم واهية بقصد دب الذعر والخوف في نفوسهم وبناء جامع في القرية، إضافة لبناء مجمع استيطاني في القرية لإسكان عدد من عائلات المستوطنين، رغماً عن أهالي القرية، والسيطرة على أجزاء كبيرة من أراضي القرية لبناء المجمع الاستيطاني.


أهم المزارات الدينية التي تم استهدافها في مدينة عفرين:



من أهم تلك المزارات، معبد عين دارة الأثري، الذي يعود تاريخه لحوالي 1300 عام قبل الميلاد، وتم تدميره من خلال استهدافه بالطائرات التركية خلال عملية غصن الزيتون، ومن ثم سرقة ما تبقى من آثاره وتهريبها للأراضي التركية، وتحويلها لنقطة عسكرية تركية يمنع الاقتراب منها.


إفراغ مزار الشيخ علي في قرية باصوفان، وتدمير محتوياته، وتدمير المزارات الدينية في قرية قسطل جندو، كذلك تدمير مزار حنان في قرية مشعلة.


في المدينة تم تدمير مقرّ اتحاد الإيزديين الثقافي والاجتماعي، وتدمير تمثال زرادشت وقبة لالش، إضافة لتدمير مزار ملك آدي في قيبار، وأيضاً الاستيلاء على أكبر مزار ديني في سوريا، الذي يقع على جبل الشيخ بركات المطل على مدينة دارة عزة وإزالة كافة المعالم الدينية الإيزدية منها، وتحويلها لنقطة مراقبة تركية.


وضمن سلسلة تلك الانتهاكات التي تتجدّد كل يوم، تقوم الفصائل المسلحة المدعومة من المحتلّ التركي بمحاصرة قريتي باصوفان وبعية في ناحية شيراوا، وتمنع الأهالي من الدخول والخروج من القريتين، حيث يقوم فصيل فيلق الشام، وبالتنسيق مع الاستخبارات التركية، بمحاصرة قرية بعية، ويمنعون دخول المواد الغذائية للقرية، إضافة لاختطاف أكثر من 15 مدنياً من أهالي بعية عرف منهم:


مروان حجي عثمان، إبراهيم موسى علي، جمال بحري، عزت بحري، رولات سعيد أحمد، أحمد محمد محمود، عمر حسن خلو، موسى علي، ناصر عمر، حجي إبراهيم، محمود صبري حمو، محمد حسن خليل، محمد مصطفى مامو، و مصطفى عثمان محمود.


كذلك الأمر في قرية باصوفان، التي تشهد حصاراً خانقاً من فصيل فيلق الشام، الذي يمنع دخول المواد الغذائية للقرية، إضافة لاختطاف عدد من سكان القرية، بينهم امرأة، والاعتداء على أحد السكان بالضرب المبرّح، والتسبب بكسر في رأسه ومداهمة المنازل بالقوة، وتواصل الفصائل المسلحة المدعومة من أنقرة المزيد من الاعتقالات والخطف للمدنيين، فضلاً عن التفجيرات اليومية، حيث زادت معدلات العنف والجريمة والاعتقال في منطقة عفرين، أضعافاً مضاعفة.


خاص ليفانت 

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!