-
الأتارب.. انتحال هوية أكاديمية يثير أزمة في تعيينات محافظة حلب
-
تفشي ظاهرة المحسوبيات والتعيينات المشبوهة يعكس غياب الشفافية في إدارة المؤسسات، مما يزعزع ثقة المواطنين ويضعف مصداقية المسؤولين أمام الرأي العام
صرّح أستاذ العلوم السياسية وعميد الكلية في جامعة الزيتونة الدولية-اعزاز، عبد القادر نعناع، واصفاً قراراً إدارياً صادراً عن محافظة حلب بأنه "عبث إداري"، وذلك في إشارة إلى تعيين المدعو فرحان عكيل الكويدر مسؤولاً عن منطقة الأتارب في الريف الغربي للمحافظة.
وهذه التعيينات تثير تساؤلات جوهرية حول معايير اختيار المسؤولين في المناطق الإدارية وآليات التحقق من مؤهلاتهم العلمية.
ووجّه نعناع انتقاده إلى البطاقة التعريفية المرفقة مع قرار التعيين، حيث أظهرت خانة المؤهل العلمي حصول الكويدر على بكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة الزيتونة منذ عام 2023، في حين أكد عميد الكلية أن أول دفعة سيتم تخريجها من الجامعة لن تكون قبل عام 2026، مشيراً إلى أن اسم الشخص المذكور غير موجود في قوائم الطلاب للسنوات الثلاث الحالية.
وبعد نشر منشوره التوضيحي، أعلن نعناع استقالته من الجامعة في منشور لاحق، دون أن يقدم تفسيراً واضحاً للأسباب الكامنة وراء هذا القرار، مما أثار تكهنات متباينة حول دوافع الاستقالة وتوقيتها.
وتجدر الإشارة إلى أن محافظة حلب تراجعت عن البطاقة التعريفية الأصلية، وقامت بنشر بطاقة جديدة معدلة، ظهر فيها المؤهل العلمي للمسؤول الجديد مختصراً بعبارة: "درس العلوم السياسية"، دون تحديد الجامعة التي درس فيها، في محاولة واضحة لتدارك الموقف المحرج.
ويؤكد هذا التراجع السريع وجود خلل في إجراءات التحقق من المؤهلات العلمية للمرشحين للمناصب الإدارية.
وانتشرت تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي منتقدة هذا النوع من التعيينات، مع إشارة بعض المعلقين إلى أن المعين الجديد كان قد تقدم للبكالوريا ورسب فيها، متسائلين عن معايير اختيار المسؤولين، ومطالبين بتعيينات تعتمد على الكفاءات والمؤهلات الحقيقية، بعيداً عن المحسوبيات والعلاقات الشخصية.
ويمثل تنامي الوعي المجتمعي بأهمية الشفافية في التعيينات ضغطاً متزايداً على صناع القرار لتبني إصلاحات حقيقية في هذا المجال.
ليفانت-متابعة
