الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
الحب الباطل
معراج أحمد معراج الندوي (1)

طفل يبكي وقول في المحكمة امام القاضي..لا أريد أمي.. لا أحبها.. لا أريد أن ارتبطبها.. أرفض الاسم الذي اختارت لي، وسوف أختار لنفسي اسم آخر .. اسم على اسم أبي الحنان.. أبي الحنون الذي يحبني الكثير، أبي يسكن بعيدا، لكن يحضر في هذه المدينة أن يزورني.. ولوكانت مرة في أسبوع أو أسبوعين.. أمي تكره أبي، وتكرهني لأنني أشابه الكثير بأبي، أشابهه بمعنى الكلمة، من حيث الشكل والعقل، من حيث الجسد والملامح، حتى في الحركة والكلام.

سأله القاضي: هل تعرف المعنى الذي تقول.. وأنت وطفل في عمرك الثامن فقط..؟

قال الطفل للقاضي: وهل تفهم يا سيدي المعنى الذي أقول لك..؟

إن أمي لم تفرح بوجودي.. إنها لا تحبني، ولا تذكرني مرة واحدة في السنوات الماضية، إنها تعيش معي، أنا منها ولست معها.. أنا أعيش في حضنها.. لكن لم أجد حرارة الأم.. فهي تتعاطي المخدرات،، وهي منحرفة في السلوك..

لم يشأ الطفل أن يلقي نظرة واحدة على أمه وهي تبكي في المحكمة، تبكي على أنها مريضة.. مدمنة.. وأنها عجزت تماما أن تكون أما للطفل الأخر.. وأنها سوف تبقي كذلك وقتا طويلا..

قال القاضي: لا معنى لما تقول وتبكي هذه السيدة التي لم أشعر ناحيتها بأي حب لولده.. إنها ذكية.. جميلة.. ولكن مريضة نفسية..

وفي نهاية جلسة المحكمة.. ذهب الطفل إلى والده وأخذ يده وقال له: "دعونا نذهب إلى عالم جديد.. العالم يخلو تماما من المخدرات... والمخدرات تقتل كل شيئ.. حتى الأمومة.."

ترك الطفل أمه دون أن ينظر إليها، وبقيت الأم تبكي وتقول: "إبني معه حق.. لم أشعر بوجوده يوما واحدا.. وإنني استحق هذا العقاب من ابني.. ومن كل الناس.. وكل ما كنت أتظاهر له هوالحب الباطل.

ليفانت: معراج أحمد معراج الندوي

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!