الوضع المظلم
الخميس ٢٦ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
الدعم التركي يقوّي ذراع الإخوان في طرابلس
الدعم التركي يقوّي ذراع الإخوان في طرابلس

نتيجة الدعم العسكري التركي المفتوح لميليشيا الإخوان في ليبيا، استطاعت الجماعة تقوية ذراعها العسكرية في طرابلس، بالتزامن مع هيمنتها على قرارات المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق وتطويعها لخدمة مشروعه السياسي.


واستطاعت تلك الميليشيات السيطرة على مدينة مصراتة وفرض هيمنتها عليها من خلال انضمام المتشددين لها، حيث يعتبر جزء كبير منهم منتمين لجماعة الإخوان، وقد اضطرت إلى التوّحد والتحالف مع ميليشيات طرابلس المعادية لها والمختلفة عنها أيديولوجيا تحت راية الدفاع عن العاصمة ومنع الجيش الليبي من بسط نفوذه عليها، إلا أن هذا "التحالف" سرعان ما سقط أمام رغبة المتشددين الجامحة في السيطرة عسكرياً وسياسياً، وسحب البساط من تحت أقدام "الميليشيات الطرابلسية"، التي لطالما مثلت عائقاً أمام تواجدهم بطرابلس.


كانت قد تصدّرت الخلافات بين الميليشيات المنحدرة من طرابلس والتي تقودها "قوات الردع وكتيبة ثوار طرابلس والأمن المركزي" الداعمة لحكومة الوفاق، والميليشيات الخارجية، التي تعتبر دخيلة على العاصمة، وتتمثل بالأساس في ميليشيات مدينة مصراتة، التي يوجد فيها تحالف لكتائب متطرفة أبرزها "ميليشيات الصمود" التي يقودها صلاح بادي و"كتيبة الحلبوص" و"ميليشيات 166" و"القوة المتحركة" و"القوة الثالثة" و"كتيبة شريخان"، تطوّرت أحياناً إلى مواجهات عسكرية، انتهت بطرد ميليشيات مصراتة من العاصمة طرابلس.


في حين أنه وبعد سنوات من "نفي" هذه الميليشيات المحسوبة على الإخوان في مدينة مصراتة ومنعها من دخول طرابلس، يرى مراقبون أن تحالف الميليشيات في طرابلس معها مجدداً في وجه الجيش الليبي الذي أطلق معركة تحرير العاصمة في الرابع من أبريل الماضي، أفسح أمامها المجال لابتزاز المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق والتدخلّ في قراراته، وكذلك لزرع الفتن والخلافات داخل أكبر الميليشيات المؤيدة له قبل تفكيكها والإطاحة بها.


فيما أوضح المحلل السياسي سليمان العتيري، أن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق عندما دخل إلى طرابلس في 2016، استعان بكتيبتي "ثوّار طرابلس" التي تدعم التيار المدني الوطني المعارض لمشروع الإخوان و"قوة الردع الخاصة" التي ينتمي أفرادها إلى تيار مناهض للإخوان، واللتين سيطرتا سيطرة فعلية على العاصمة، بعد طرد الميليشيات المحسوبة على مصراتة والتي يعتبرها "حزب العدالة والبناء"، ذراع الإخوان في ليبيا، الجناح العسكري له.


وأضاف العتيري، أنه بعد هذه السيطرة، أصبح حزب الإخوان حزباً ضعيفاً بحكم عدم وجود جناح عسكري يحميه وانتهى نهائياً مع سيطرة "الميليشيات الطرابلسية" على العاصمة الليبية وهيمنتها على المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، رغم محاولاته استعادة نشاطه، عبر إقحام كتيبة "لواء الصمود" التابعة لصلاح بادي وإرسالها إلى العاصمة، وإقناع حكومة الوفاق بضرورة التفاوض مع الميليشيات المسلّحة للاستماع إلى مطالبهم.


إلا أنه يرى أن تنظيم الإخوان استعاد قوته من جديد سواء سياسياً أو عسكرياً داخل طرابلس في الأشهر الأخيرة، بعد دخول أغلب ميليشياته المتواجدة في مصراتة إلى العاصمة وإلتحاقها بمحاور القتال، مؤكداً أنه من خلال هذه الميليشيات نجح الإخوان فعليا في السيطرة عسكريا على طرابلس وكذلك سياسيا على المجلس الرئاسي عبر تقديم الاستشارة لرئيسه فايز السراج والضغط عليه من أجل توقيع اتفاقية تعزيز التعاون العسكري وترسيم الحدود البحرية مع تركيا، بحكم ما يربط بين أحزاب ما يسمى "الإسلام السياسي" وتركيا، وكذلك إزاحة الميليشيات المؤيدة له.


ويؤكد أن الإخوان من خلال سيطرتهم على القرار في المجلس الرئاسي، نجحوا في خلق نوع من الخلافات داخل كتيبة "ثوار طرابلس" التي تعتبر من أكبر وأقوى الكتائب عددا وعدّة داخل طرابلس، مما جعل هذه الكتيبة تتفتت وتنتهي بعد إضعافها وعزل قائدها "هيثم التاجوري" وتعويضه بـ"أيوب بوراس" المقيم في تركيا.


كما يشير إلى أن الحزب يحاول في هذه الفترة إنهاء كتيبة "قوة الردع الخاصة"، من خلال نقل كلّ الدعم العسكري الذي يقدم عن طريق تركيا، إلى قاعدة معيتيقة الجوية التي تسيطر عليها قوة الردع، ما يعني سحب البساط منها وإعطائه إلى القوات التركية والمقاتلين السوريين.


كما يرى العتيري أن تنظيم الإخوان يسعى من خلال سيطرته العسكرية على العاصمة طرابلس، إلى تقوية حظوظه في المفاوضات السياسية حتّى يضمن بقاءه في أعلى هرم السلطة، خاصة بعد أن ضمن وشكلّ قوّة على الأرض، مشيراً إلى أن المسار السياسي في الفترة القادمة يهمه أكثر من المسار العسكري.


ليفانت-وكالات

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!