الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • الدول العربية ومعضلة الانضمام لبريكس: توازن دقيق بين الاستثمار والاستهلاك

  • يستوجب نجاح الدول العربية في مجموعة بريكس تبني سياسات تنموية شاملة تركز على الابتكار والتكنولوجيا، مع الحفاظ على استقلالها الاقتصادي وتجنب الوقوع في فخ المديونية المفرطة
الدول العربية ومعضلة الانضمام لبريكس: توازن دقيق بين الاستثمار والاستهلاك
الصين والدول العربية

تستعد مجموعة بريكس لعقد قمتها المقبلة في مدينة قازان، عاصمة تتارستان الروسية، خلال الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر الجاري، وتأتي هذه القمة وسط تطلعات وآمال متباينة، سواء للدول المؤسسة أو الأعضاء الجدد، حيث يرتبط انضمامهم بمعايير واعتبارات متنوعة.

وتعتبر قمة قازان الأولى بعد المرحلة الثانية من توسع المجموعة، مع الأخذ في الاعتبار أن المرحلة الأولى شهدت انضمام جنوب إفريقيا في أبريل 2011.

ويمكن الاستنتاج بأن هذه المرحلة ربما كانت الأخيرة التي ارتبط فيها التوسع بالمعايير الأساسية للانضمام، وهي "تحقيق أعلى معدلات نمو اقتصادي" عالمياً.

اقرأ أيضاً: خلال "بريكس".. الجعفري يستبعد لقاء الأسد وأردوغان قبل تلبية مطالب دمشق

وفي المرحلة الثانية، يُلاحظ انضمام دول عديدة رغم عدم تحقيقها لمعدلات النمو المطلوبة، مما يشير إلى أن الاعتبارات السياسية طغت على الجوانب الاقتصادية، فعلى سبيل المثال، كان دافع الأرجنتين للانضمام - قبل التغيرات الأخيرة في توجهاتها - هو الرغبة في التحرر من هيمنة الدولار والنفوذ الأمريكي.

وبالنسبة لإيران، تتداخل الأسباب الأمنية والسياسية، حيث تشمل الأولى الإنتاج المشترك لبعض الأسلحة مثل الطائرات المسيرة والصواريخ، بينما تتمثل الثانية في كونها بوابة محتملة لتوسيع النفوذ الروسي في الشرق الأوسط.

وفيما يتعلق بمصر وإثيوبيا، تتشابه دوافعهما للانضمام وإن لم تتطابق، حيث تعاني كلتاهما من أزمات مالية واقتصادية، وتسعيان لجذب الاستثمارات الأجنبية لتمويل المشاريع الإنتاجية، إلا أن الموقع الجغرافي الفريد لمصر، إلى جانب استقرارها السياسي والأمني، يمنحها ميزة نسبية في مجال الجدوى الاستثمارية.

وتدرك مصر جيداً أن الأسواق الروسية والصينية وبعض الدول الأخرى لم تعد واعدة للمنتجات التقليدية كالخضروات والفواكه، وتشير التقارير الأخيرة للجهاز الاتحادي للإحصاء في روسيا إلى مستويات عالية من الاكتفاء الذاتي في مجال الأمن الغذائي، مما يقلص فرص التصدير للمنتجات الزراعية التقليدية.

وقد نجحت روسيا في تحقيق اكتفاء ذاتي في العديد من القطاعات الزراعية والحيوانية والغذائية، بما في ذلك البطاطس (101%)، واللحوم (101.7%)، ومنتجات الألبان (84.3%)، والأسماك (102.9%)، والبيض (98.6%)، والخضروات (89.1%)، والفاكهة (44.6%)، كما حققت نتائج مبهرة في محاصيل لم تكن تهتم بها سابقاً، مثل تقاوي الأرز والقطن.

وتشير هذه الأرقام إلى أن الانضمام لبريكس وحده قد لا يحقق المكاسب المرجوة، بل قد يؤدي إلى خسائر كبيرة لمن لم يعزز قدراته الإنتاجية والتصديرية، فالدول التي لا تواكب هذا التطور قد تتحول إلى مجرد أسواق لمنتجات الدول الأخرى، مما قد يثقل كاهلها بالديون ويهدد سيادتها الاقتصادية.

وعليه، يؤكد مراقبون إنه يتعين على الدول العربية الراغبة في الانضمام لبريكس تطوير استراتيجيات اقتصادية شاملة لتعزيز قدراتها التنافسية وتنويع اقتصاداتها، مع الحفاظ على توازن دقيق بين جذب الاستثمارات وحماية الصناعات المحلية، كما يجب عليها التركيز على الابتكار والتكنولوجيا لضمان مكانة قوية في هذا التكتل الاقتصادي العالمي.

ليفانت-وكالات

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!