-
الرفيقة الداعية خلود سروجي، أي نموذج للمرأة تقدمه أيران؟
د. سميرة مبيض
لا زالت إيران يد رئيسية في تسيير المجتمع السوري ومجتمعات عربية أخرى نحو الجهل والجمود منعاً من نهوضها وتحررها، ولا زالت تؤَمّن للنظم الاستبدادية ومنها الأسد أدوات يستخدمها في السيطرة على العقول، في دفع المجتمع نحو التقهقر وفي قمقمته في بوتقة الدين والتدين.
وبعد احتراق كثير من أدواته السابقة كان لا بد من تصنيع نماذج جديدة تقود مرحلة مُزمعة من التقييد والمستهدف الرئيسي هي المرأة، حامل النهوض الإنساني ورافعة التحضر الذي يرعب الأسد فلا يلبث أن يخلق الإطار وراء الآخر لاحتوائه وتقييده.
ها هو القالب الذي تقدمه إيران لحشر المرأة السورية اليوم يطفو على السطح، بنموذج الرفيقة البعثية والداعية الإسلامية خلود سروجي ومن الصفات المُلقاة عليها كونها مسؤولة الدعوة والإرشاد، المستشارة الإعلامية لوزارة أوقاف الأسد، مشرفة مدارس الأسد لتحفيظ القرآن.
تؤدي الدور التمثيلي المخصص لمهمتها عبر منبرين رئيسيين، تبث عبرهما خطاب يعمل على إعطاء المعلومة الخاطئة، على خلط المفاهيم، على تشويه الحقائق، بالمختصر خطاب يعمل على توجيه المسار الفكري للنساء التابعات لها في اتجاه خاطئ فكرياً وعلمياً وانسانياً، لكنه المسار الذي يفضي الى بقائهن خاضعات للأسد ولنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهي المهمة الرئيسية لها.
فعلى سبيل المثال يحملها منبر حزب البعث مطالبة بدولة إسلامية علمانية، معرّفة دولة العلمانية بدولة الأديان والطوائف فيما يتناقض مع كل علم ومنطق وواقع، معظّمة بحكمة وذكاء بشار الأسد بتناقض مع المسار الاجرامي والأخرق الذي قاده طيلة سنوات الحرب وملمّعة صورته أمام المجتمع المُسلم الذي قتل وهجر الملايين من أبنائه بما فيهم من تم التضحية بهم لبقائه في السلطة.
يحملها أيضاً منبر المستشارية الثقافية للجمهورية الإيرانية في سوريا، متلحفة بصورة الخامنئي ومدّعية تمثيل دور المرأة في نشر ثقافة الاعتدال والمواطنة. ثقافة تظهر النساء منحنيات الرؤوس يقبّلن يد الداعية الإسلامية والرفيقة البعثية، ويتلمسن رضاها في مشهد يظهر آلية التأطير ونموذج الخضوع لكلا التيارين اللذان تحملهما وهما الأسد كسلطة سياسية والتيار الإسلامي المرتبط بإيران كسلطة دينية لا مكان للمواطنة ولاوجود للاعتدال في هذا المنهج الا للادعاءات واستخدامات إعلانية كاذبة.
تظهر متوجهة لأمهات سوريات ثكالى فقدن أبنائهن وأزواجهن ضحايا من أجل بقاء الأسد وزيادة هيمنة إيران على المنطقة العربية، لتحوّر الحقائق ولإقناعهن بأن تضحياتهن هي من أجل الوطن، متجاهلة أنه وطن يقتل الأخ فيه أخيه ويهجره مسيّرا بأكاذيب المؤامرة الممنهجة ويبقى المجرم المعادي لكلاهما في السلطة.
مكررة الشكر والدعاء للجمهورية الإسلامية الإيرانية ومروّجة لبروباغاندا تشويه دول حقوق الانسان عبر الجهل بل بالأحرى التجهيل كادعاء الداعية البعثية خلود السروجي مثلاً أنه في زمن الثورات الفرنسية كانت المرأة تعتبر "ليست إنسان وبلا روح" بحسب تعبيرها وأنه في اليونان كان يتساءلون إن كانت "المرأة رجس من عمل الشيطان" وترّهات عديدة من تلك لا تمر إلا على عقول مسطحة يسعى الأسد لتصنيعها عبر مثل هذه الأداة.
مدعية أيضا في جملة ما تدّعي تحت علم الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن أرض دمشق هي أرضهم، في ترويج علني للاحتلال الهمجي الأسدي/الإيراني لعاصمة التحضّر او لإرث إنساني دمشقي.
كيف نواجه أدوات الاخضاع الفكري الممنهج هذه؟
يأتي هذا المقال في إطار تعرية هذه الأدوات وكشف مهامها أمام الرأي العام السوري سعياً لتحرير فكر الانسان السوري من السيطرة والتلاعب، ليس لأهميتها، فهي كفكر ضحل ومتلاعب لا تملك أي أثر، لكن لمعرفتنا بمقدرة الأسد على تصنيع المستنقعات الفكرية، فتجاوز منطقة الرمال المتحركة أسهل بكثير عندما نعرف بوجودها، وها هي أفخاخ كثيرة تتربص بالسوريين من أجل محاولات عقيمة لاستمرار حكم الأسد كقفاز لحكم الخامنئي.
ويحتاج الأمر لتوظيف عقول السوريين المخلصين لشعبهم وبلدهم لرصد ومتابعة آليات هذه الأدوات وكشفها تباعاً فالنهضة الإنسانية الفكرية السورية انطلقت ولن يقف بوجهها خطاب الرفيقة الداعية.
الرفيقة الداعية خلود سروجي، أي نموذج للمرأة تقدمه أيران؟
الرفيقة الداعية خلود سروجي، أي نموذج للمرأة تقدمه أيران؟
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!