الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
السـ_ـ.ـكين لا يقطع مقبضه
محمود حكميان

ليفانت: محمود حكميان

انتشر مقطع اعتقال فتاتين صغيرتين في طهران العاصمة بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي. كتب العديد من المستخدمین أن النظام يجب أن يخجل من هذا السلوك مع الأطفال. ليس لديك الشجاعة لمهاجمة إسرائيل، لكنك تمتلك الشجاعة لمهاجمة فتاة صغيرة.

دفع هذا التفاعل الاجتماعي عناصر ما يُسمى بالتيار الإصلاحي إلى التحرك. كتب الملا أبطحي: "كان الهجوم على هاتين السيدتين وكأنهما عثروا على قاتل هنية." وكتب محمد جواد آذري جهرمي، أحد الشخصيات البارزة في النظام: "نفس الفتاة ذات الحجاب المنخفض هي ابنتي". كما كتب أذر منصوري، رئيس التيار الإصلاحي: "كم من الوقت سيستغرقكم لتفهموا أن هذه السياسة قد فشلت ولن تؤدي إلا إلى مزيد من السخط بين الناس؟"

لكن اختلاف التيار الإصلاحي ليس بسبب محتوى القضية بحد ذاتها. بل إن هذا التيار قلق أكثر بشأن تزايد السخط الشعبي، مما قد يؤدي إلى الانتفاضة والإطاحة. وهم يشتركون في هذا القلق مع الولي الفقيه. كما يحاولون الادعاء بأن هذا الفيديو قديم وأنه قد تم التعامل مع المخالفين.

والأكثر سخرية كان رد فعل موقع "تابناك" التابع لمحسن رضائي، حيث حاول بحماقة تبرير موقف خامنئي المجرم، وكتب أن "قائد الثورة حذر 'فراجا' بوضوح وبلاغة من الأنشطة غير النظامية". وأضاف: "من المؤسف والمخجل أنه، رغم هذا التحذير، ما زلنا نشهد مشاهد مريرة مثل حادثة شارع وطن‌بور، مشاهد مخالفة للشريعة وضد القانون وضد العقل وضد الإنسانية". رغم ذلك، أعلن خامنئي بوضوح أن الحجاب واجب ديني وقانوني يجب الالتزام به.

وفي وضع يحاول فيه كل أطراف النظام منع الاحتجاجات الاجتماعية من الاشتعال بالخداع، لم يُسمع أي صوت من بزشكيان. وكما قال حلفاؤه: "صحيح أن الوزارات غير معروفة، لكنك أنت الرئيس". وقال آخر: "لماذا لا ترد على الهاتف؟ ولماذا لا تقوم بإقالة وزير الداخلية؟ أو لماذا لا توقفون تنفيذ خطة النور؟"

لكن من الواضح أن "كل إناء بما فيه ينضح". فكل طرف يعمل بطريقته. ولا يتخذ رئيس ولاية الفقيه أي إجراء ضد الولي الفقيه. وتُعد مواجهة دوريات الأخلاق إحدى الحالات القليلة التي وعد بزشكيان بوضوح بالتعامل معها في المناقشات الرسمية وغير الرسمية، بما في ذلك مقابلاته مع قناة إيران الرسمية، حيث قال: "من الناحية الفكرية، أنا ضد أي شكل من أشكال الإكراه والمعاملة القاسية لأي إنسان، وخاصة النساء. ما يحدث في الشوارع أو السيارات التي يتم القبض عليها، وما يحدث في الفضاء الافتراضي، لماذا لم نحتج؟"

والآن، انظروا كيف تدهور الوضع بشكل كبير، ووصل المجتمع إلى حالة الانفجار، لدرجة أن أنسية الخزعلي، نائبة إبراهيم رئيسي لشؤون المرأة، تحدثت علناً وقالت: "هذا الأسلوب هو أسلوب وزير الداخلية. ولم يُسمح لنا نحن النساء بالمشاركة في الاجتماعات التي كانت تُعقد حول حجاب المرأة."

*عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!