الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
السياسة الأمريكية في سوريا: بين الدعم والانسحاب
التحالف الدولي سوريا

تتجه الولايات المتحدة الأميركية نحو تبني موقف متناقض فيما يتعلق بوجود قواتها في شمال شرق سوريا والتزامها بالعلاقات مع قوات سوريا الديمقراطية.

وقد أرسلت وزارة الدفاع الأميركية ميزانية العام 2025 مع خفض كبير للمال المخصص لهذه المنطقة، في إشارة واضحة إلى تراجع الدعم المالي والعسكري لقوات سوريا الديمقراطية.

ومع ذلك، شاركت الولايات المتحدة في نشر بيان سياسي مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا، يعتبر بمثابة لائحة طويلة من المستحيلات التي يفرضها نظام بشار الأسد ويمنع الوصول إلى حلول في سوريا.

ويعكس هذا البيان \ التزام الولايات المتحدة بالبحث عن حل سياسي للأزمة السورية، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها.

اقرأ أيضاً: التحالف الدولي يكشف دعم النظام وإيران لـ"مسلحي الهفل".. شرق سوريا

فيما تعيش "قوات سوريا الديمقراطية" وممثلوها حالة من القلق بسبب التصرفات الأميركية، حيث يشعر المتحدثون باسم هذه القوات وباسم "مجلس سوريا الديمقراطية" بعدم الثقة في المواقف الأميركية، وهم يخشون أن تكرر الولايات المتحدة ما فعلته في السابق في بلدان عدة حول العالم، وآخر الأمثلة هو مغادرة أفغانستان في العام 2021.

وفي هذا السياق، تحدثت "العربية"و"الحدث" إلى مسؤولين معنيين مباشرة بالأوضاع الأمنية في شمال شرق سوريا، وقال أحدهم إن أي شخص سيكون على حق لو خشي تكرار ما حدث في أفغانستان، فاستعادة سيناريو الطائرات العسكرية المغادرة والأفغان الذين يتعلقون بجناح الطائرة أمر طبيعي والذاكرة ما زالت قريبة.

وإن إقرار مسؤولين أميركيين بـ"صدمة أفغانستان" أمر مهم، وهو مؤشر على فهم الأميركيين لعمق ما تسببوا به من اضطراب في ثقة الحكومات والحلفاء لدى الاتفاق مع طالبان على حساب الحكومة الأفغانية، ثم الانسحاب وترك الآلاف من الأفغان ضحية عنف التنظيم الذي سيطر على كافة الأراضي وانتقم من معارضيه.

ومع ذلك، يريد الأميركيون الآن من الأطراف السورية وغير السورية النظر إلى مسألة الانتشار العسكري في هذه المنطقة من زاوية مختلفة.

أحد المتحدثين قال لـ"العربية"و"الحدث": "عليك أن تتذكّر ما حدث في موسكو"، وكان يشير إلى أن الإدارة الأميركية، خصوصاً وكالات الاستخبارات والدفاع الأميركية تنظر بقلق شديد إلى الإمكانيات المستمرة لدى "تنظيم داعش"، واستمرار قدرته على التنظيم وتجنيد الانتحاريين وتنفيذ هجمات إرهابية.

وهناك أكثر من خمسة عشر ألف عضو في داعش محتجزون في معسكرات شمال شرق سوريا، ويشدّد الأميركيون على أن هناك أكثر من ثلاثين ألفاً من عائلاتهم في معسكرات متفرقة أيضاً في هذه المنطقة، وكل هؤلاء يشكلون خطراً ضخماً على الأمن، فهم لم يغيّروا من عقائدهم، ونيتهم دائماً هي شنّ هجمات إرهابية.

ويؤكد أحد المتحدثين الرسميين الأميركيين لـ"العربية"و"الحدث" أن "الإدارة الأميركية تنظر إلى هذا الخطر بجدّية، وهي ملتزمة بمنع التنظيم الإرهابي من العودة إلى أي نشاط".

ويضيف "لذلك تعمل الولايات المتحدة الأميركية مع قوات سوريا الديمقراطية وباقي الدول المنخرطة في التحالف ضد التنظيم لمنع هذا الخطر، وهي لن تغادر فتسمح لهؤلاء العناصر بالعودة إلى ما فعلوه من قبل".

وينهي هذا الكلام الأميركي النقاش المستجد بشأن خروج الأميركيين قريباً من سوريا، لكنه لا ينهي مطالبة "مجلس سوريا للديمقراطية" و"قوات سوريا الديمقراطية" بتطمينات أن الأميركيين سيبقون لأمد بعيد، فالمسؤولون الأميركيون الذين تحدثّوا إلى "العربية"و"الحدث" يشدّدون على "أن الولايات المتحدة لا مصلحة لديها في البقاء على الأراضي السورية غير منع عودة داعش، وبقاء الأميركيين مرتبط بخطر داعش.

ليفانت-العربية

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!