-
الفنان اليمني محمد عبد الله الوجدي لليفانت نيوز اللندنية: أعيش مع تفاصيل اللوحة وقصتها إذا كانت مؤلمة أو مفرحة وأضع نفسي بين شخوصها لأعيش المعاناة والبهجة
فنان يمني شاب من محافظة تعز اليمنية يدرس هندسة الديكور استطاع في فترة زمنية قصيرة أن يكون اسماً رغم حداثة سنه في فن الرسم على الساحة الفنية اليمنية رغم الظروف القاسية التي تمر بها البلاد رتب حيلته بين الدراسة والعمل وممارسة هواية الرسم ليرسل يوماً بعد آخر رسائل من خلال لوحاته المعبرة تعبر عن عمق المعاناة التي يمر بها البلاد
حاملاً هذه المعاناة في قلبه وعقله آملاً أن يصل اليمن إلى سعادته من جديد وقد كان لليفانت نيوز اللندنية الحوار التالي مع هذا الفنان.
◄ رسمة البورتريه يصدم ويحبط من يقع عليه القصد لأنها سريعة الانتشار وخاصة في هذه الأيام
◄ بإمكان لوحة واحدة أن تكون استفتاءً أو استبياناً لدى الجمهور تكون عنواناً لنقاش قضية هامة تخص الوطن ومعاناته
◄ الرضا في نهاية أية لوحة أعتبرها كطابع ملصق على وثيقة رسمية ولا تخرج اللوحة إلى للجمهور ما لم تكن مصحوبة برضا الفنان
نص الحوار كاملاً:
◙ السؤال الأول: مفردة البورتريه قد تمدَّدت بمضمونها ودلالاتها في السنوات الماضية وعلى الرغم من أنها معقدة لاعتمادها على تقديم الشخصية عبر ملامح الوجه ووجهة نظر الرسام نجد أن هذا الفن قد اجتاح الكثير من المجالات في هذه الأيام وخاصة السياسية ما السبب الذي دفعك لاختيار هذه المدرسة دون غيرها؟
لأنّ فن البورتريه يتمحور على الجهد الذهني للفنان في التعبير عن مكانة الشخصية وطباعها وحالته النفسية وهاذه المميزات تتطلب إبداعاً وجهداً أكبر من بقية الفنون وهذا الفن يتيح لكل فنان أن يضع لغته الجمالية الخاصة به في أي لوحة يرسمها. أما عن اجتياح هذا الفن الكثير من المواضيع، وخاصة السياسية، فلأنه رسالة وتعبير بسيط يلفت الأنظار بشدة تجعلك تقف أمامه متأملاً لفك رموزه وفهم رسالة الفنان وقصده ولأن رسمة البورتريه يصدم ويحبط من يقع عليه القصد لأنها سريعة الانتشار وخاصة في هذه الأيام.
◙ السؤال الثاني: في الوقت الحالي توجد الكثير من أنواع الكاميرات عالية الدقة والتي يمكنها أن تلتقط تفاصيل وملامح بالغة الحساسية ولأن وجه الإنسان الفرد أصبح يخبئ أكثر مما يبدو فيه أو عليه فهناك قصة أكبر منه وأبعد كيف توظف السباحة في الخيال مع ريشتك إذا اعتبرناها مجدافاً في الوصول إلى نهاية واستكمال لوحاتك؟
فعلاً البورتريه بحر والوصول إلى نهاية اللوحة وبر الأمان لا بد للفنان أن يكون رباناً ماهراً ولأن كل لوحه لها تأثيرها الخاص على نفسية الفنان تتلاطم به أموج الحزن والفرح الموجودة على شخصية اللوحة والفرق كبير جداً بين الكاميرا والريشة لأن الصورة التي استكملت بالريشة ممزوجة بالخيال والتفكير مبهرة أكثر لأن الواقف أمامها يأخذ بعين الاعتبار دقة الكاميرا والتدخل العلمي في إخراج اللوحة مقارنة مع لوحة أخرى تدخل فيها التفكير والأبداع البشري.
◙ السؤال الثالث: نلاحظ أن بعض الفنانين قد توقفوا عن تسجيل اللحظة الواقعية وبعضهم عاد بالبورتريه لتكون صورة تعبر عن التراث والحضارة وآخرون اتجهوا للتعبير عن الحالات الفردية التي تظهر في الملامح فبأي اتجاه تسير الآن وهل من سبب في اختيارك اتجاه بعينه؟
ما زلت في اتجاه الواقعية لأنني أحسست أن مشاعري وفكري أكثر انجذاباً لهاذا الفن وهذا الاتجاه بالذات ولأن الواقعية قصة اليوم ولا بد من التماشي معها لإرسال رسائل وحلول لمعالجة الكثير من القضايا ولفت الانتاه إلى طريقة البناء السليم لهذا الواقع.
◙ السؤال الرابع: الشعور والإحساس وأنت تقف أمام لوحة بيضاء لتبدأ الرسم هل هو شعور تحرري أم أنك تعتبر اللوحة سجناً تحاول من خلال ريشتك وذخيرة الألوان لديك الخروج منها إلى الحرية؟
عندما أبدأ اللوحة أشعر وكأنني ولدتُ من جديد وأني أعيشُ حياة جديده حياة تُحددها لي ملامح وتفاصيل اللوحة وقد أعيش مع تفاصيل اللوحة وقصتها إذا كانت مؤلمة أو مفرحة وأضع نفسي بين شخوصها لأعيش المعاناة والبهجة لتخرج ما بي داخلي من الأحاسيس والمشاعر وبهذه الطريقة أكون قد أنهيت اللوحة وأنا راض عن دلالتها.
◙ السؤال الخامس: كيف تجد تفاعل الجمهور مع لوحاتك وماذا عن مشاريعك القادمة؟
تفاعل الجمهور رائع جداً معي وهو سبب تقدمي الكبير فأنا أعتبره تحفيزاً دائماً لي أما التعليقات السلبية فهي أكثر تأثيراً في شخصيتي لأنني اقوم بتحدي أكبر مع نفسي لأثبت لهم أني تجاوزت الأخطاء والعيوب التي في اللوحة الاولى وصرت بمستوى أفضل من السابق.
مشاريعي القادمة أن أستقر وأقوم ببناء مرسم خاص بي فيه كل ما أحتاج إليه من أدوات رسم وأدوات التصوير لأرسم وأنتج الكثير من اللوحات ويكون لي مكان خاص لعرض لوحاتي.
◙ السؤال السادس: للأسف المأساة في اليمن مستمرة وبالتوازي مع الانقسام الحاد في المواقف الدولية والحرص على المصالح هناك ساحة أخرى يحارب فيها الكثير من الفنانين، وخاصة الشعراء والأدباء والرسامين لإيصال صورة هذه الأوضاع والتي تعبر عن المأساة المستمرة كيف تعبر في لوحاتك عن تلك الصور القاسية الواردة من الوطن؟
رسمت العديد من اللوحات والوجوه المعبرة عن الوضع الإنساني في وطني وأعتقد أن هذه هي القضية الوحيدة التي لا أستطيع أن أعبر عنها بالكلمات ولا تسعفني الكلمات أن أعبر عنها، فالطريقة الوحيدة التي أستطيع أن أعبر فيها عن معاناة الوطن هي الرسم، فبإمكان لوحة واحدة أن تكون استفتاءً أو استبياناً لدى الجمهور تكون عنواناً لنقاش قضية هامة تخص الوطن ومعاناته.
◙ السؤال السابع: كيف تنظر إلى النقد الموجه إلى أعمالك وهل تتقبله إذا كان حاداً وهل تعتبر النقد الصافرة النهاية في أي عمل إذا كان إيجابياً أو سلبياً في نتيجته؟
الانتقادات التي أقابلها أتقبلها بكل الحالات وأعتبرها سبباً للتغير نحو الأفضل دائماً فأنا أحب النقد أكثر من المدح لأن المدح قد يوصلني للغرور.
عكس الانتقاد، فهو سبب تحفيز لي لكي أعمل بجد أكثر وأطور من فني والانتقاد أعتبره إشارة جيدة بأني على الطريق الصحيح وأن هناك من يراقب عملي ويجعلني أفكر مراراً في نهاية أي لوحة ووضع توقيعي في زاويتها وإخراجها.
◙ السؤال الثامن: برأيك متى يصل الفنان إلى الشهرة وهل بيع لوحات فنان ما دلالة على إبداعه ووصوله إلى تلك الشهرة وهل هناك أعمال أو لوحات بريشتك قد تم بيعها؟
يصل الفنان إلى شهرته نتيجة تراكمات عدة، كالجهد المتواصل وكسب الخبرة والممارسة المستمرة في العمل لإنتاج الكثير من اللوحات الجيدة بإتقان وأيضاً بالنقد وتقبله والاستفادة منه كل هذه العوامل تساعد الفنان أن يصبح نجماً يلمع في سماء الفن، أما بخصوص اللوحات وبيعها فأعتقد أنها تحتاج إلى التسويق الناجح.
◙ السؤال التاسع: الشعور بالرضا في نهاية أي لوحة شعور قد يكون رائعاً وهو أنك قد أنهيت اللوحة كما تريد هل هذا الشعور يرافقك في نهاية كل لوحاتك أم أنك تمزق بعضها كون الرضا غير موجود؟
نعم شعور مميز عندما أنتهي من اللوحة شعور بالفخر والإنجاز العظيم الذي أقدمه للجمهور وإحساس بالأمل بأنني ما زلت قادر على العطاء والرضا في نهاية أية لوحة أعتبرها كطابع ملصق على وثيقة رسمية ولا تخرج اللوحة إلى للجمهور ما لم تكن مصحوبة برضا الفنان.
◙ هل من كلمة أخيرة؟
أخيراً أحب أن أشير وأقدم جزيل الشكر لكل الناس والأصدقاء اللذين كانوا بقربي وقدموا لي يد العون والتشجيع على الدوام وأخص بالذكر أخي الكبير الذي كان أكبر داعم لي مادياً ومعنوياً.
فتجربتي إلى الآن قصيرة لم تتخط ّالعامين منذ بداية مشواري في هذا العمل الرائع والإنساني والحمد لله وصلت إلى مستوى يتطلب مني مواصلة الجهد لإيصال رسائلي إلى الجمهور وهي مسيرة طويلة أتمنى أن أكون فيها على المسار الصحيح.
وأشكر أيضاً الأستاذة نورشين اليوسف على كتابة الحوار هذا معي.
ليفانت - خاص
حوار: نورشين اليوسف
قد تحب أيضا
كاريكاتير
قطر تغلق مكاتب حماس
- November 11, 2024
قطر تغلق مكاتب حماس
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!