المتحوّر دلتا يقلق العالم.. هل نعود لقواعد الإغلاق؟

أصبح متحوّر دلتا، الذي كشف عنه أول مرة في الهند، في شهر نيسان الماضي، منتشراً في 85 بلداً على أقل تقدير، وفق منظمة الصحة العالمية، ما يعاود المخاوف من هجمات جديدة من الوباء الذي نجم عنه وفاة أربعة ملايين شخص حتى الآن على الرغم من تواصل حملات التلقيح.

وتهدّد الطفرة الأشد خطراً من سلالات "كورونا" بإعادة فرض القيود الوقائية على نطاق واسع، رغم حملات التلقيح الناجحة في الدول المتقدمة.

ففي سيدني، دخلت تدابير الإغلاق حيّز التنفيذ، يوم أمس الأحد، في مساعٍ جادة لاحتواء موجة إصابات جديدة بفيروس كورونا ناتجة عن نسخة دلتا المتحوّرة، الأكثر عدوى، والتي تثير المخاوف في مختلف أنحاء العالم، خاصة في روسيا، حيث كشفت موسكو عن حصيلة يومية ثقيلة للوفيات نتيجة كورونا.

وباتت البرتغال أول دولة في الاتحاد الأوروبي تعلن أن المتحوّرة انتشرت في أوساط سكانها. كما انتشرت دلتا في بريطانيا وجنوب أفريقيا، بينما تنسب إليها حالياً ما بين 9 و10٪ من إصابات كوفيد المسجّلة في فرنسا.

وأعلنت روسيا، يوم أمس، عن عدد قياسي من الوفيات نتيجة إصابات كورونا في الساعات الـ24 الأخيرة، إذ سجّلت 144 وفاة خلال 24 ساعة. وسجّلت سان بطرسبرغ، ثاني المدن الروسية، والتي تستضيف مباريات ضمن بطولة أمم أوروبا 2020، 106 وفيات بعد يوم من تسجيلها إحصائية يومية قياسية للوفيات.

أما في أستراليا، بعد صدور أوامر، الجمعة، بإغلاق أربعة أحياء وسط سيدني، أقرّت السلطات توسيع رقعة الإغلاق ليتضمن نواحي كبرى من المدن الأسترالية، والتي تتضمن خمسة ملايين نسمة لمدة أسبوعين.

وتأكدت إصابة ما يزيد عن 110 أشخاص بالفيروس، هذا الأسبوع، في البلد الذي سيطر على تفشي الوباء بشكل جيّد نسبياً حتى تاريخ اليوم.

كورونا

وفيما كانت أستراليا من بين الدول التي نجحت باحتواء الوباء بشكل جيّد مع تسجيل 910 وفيات فقط ضمن عدد سكانها البالغ 25 مليوناً، تعاني الحكومة من انتقادات على خلفية بطء حملة التلقيح، إذ تم إعطاء حوالي 7,2 ملايين جرعة فقط من اللقاحات، فيما لم تحصل إلا نسبة قليلة من هؤلاء على الجرعتين.

ونتيجة ذلك، أعلنت نيوزيلندا، السبت، تعليق "الفقاعة الجوية" التي تتيح السفر جواً بدون فرض حجر مع أستراليا، وذلك لمدة ثلاثة أيام.

وأفاد الوزير المكلف بمكافحة كوفيد-19 في نيوزيلندا "كريس هيبكينز"، أن تعليق "الفقاعة الجوية" سيتيح للمسؤولين وقتاً إضافياً للنظر في تدابير لجعلها أكثر أماناً، مثل فحوص قبل مغادرة الرحلات الجوية بين البلدين.

وفي فرنسا، توفي مريضان أصيبا بالمتحورة دلتا، في جنوب غرب البلاد، فيما أعلنت الحكومة عن "خطة تحرّك فورية.. لتجنّب عودة تفشي الوباء".

وأما في جنوب أفريقيا، فتعتبر المتحوّرة دلتا أيضا وراء ارتفاع عدد الإصابات، بحسب ما أفاد علماء، تزامناً مع وقت تخطط فيه الحكومة لاتّخاذ إجراءات إضافية. ورغم ذلك، تسعى دول أوروبية عديدة لتخفيف القيود.

اقرأ: قريباً … “الشهادة الرقمية الأوروبية لكوفيد” من أجل تشجيع السياحة

فلم يعد وضع الكمامات إلزامياً في الأماكن الخارجية في إسبانيا منذ يوم السبت، كما أقرت سويسرا إلغاء جزء من القيود التي ما تزال مفروضة منذ السبت، من بينها وضع الكمامات في الأماكن الخارجية.

وفي إيطاليا أيضاً، سيكون بإمكان السكان التخلي عن الكمامات في الخارج اعتباراً من 28 حزيران.

وأما في المملكة المتحدة، فبدا الوضع مختلفاً، حيث تظاهر الآلاف السبت وسط لندن للتنديد بقيود كورونا بعد تأجيل رفع ما تبقى من القيود نتيجة ارتفاع عدد الإصابات.

ليفانت - وكالات