-
المشهد الدرعاوي يتعقّد.. محاولات روسية للحل وإيران تحاول فرض سيطرتها
تقع المنطقة بمحاذاة كلٍ من إسرائيل والأردن، كما تُشكّل عبر معبر نصيب، بوابة لدول الخليج العربية. وأي تطوّرٍ عسكري أو أمني لهذه المنطقة سينعكس على أمن الأطراف اللاعبة في الجنوب السوري.
مؤخراً، ارتفع منسوب التوتر في درعا مع خرق النظام السوري بدعم من إيران، الاتفاق الأخير الذي عقده مع أهالي المنطقة ل "حقن الدماء"، برعاية روسية.
اتفاق وُلد ميتاً مع سعي حزب الله مدعوماً من إيران والنظام السوري لخرق الاتفاق في درعا البلد وطفس التي تسيطر عليها فصائل المعارضة.
يقع على عاتق روسيا الالتزام بإبعاد إيران وميليشياتها عن الحدود الإسرائيلية والأردنية، منعاً لاندلاع مجابهة إقليمية، وقد وضعت روسيا ترتيبات منذ 2018، في منطقة درعا، أعادت ترتيب قوات النظام دون فرض سيطرتها الكاملة، رغم أنها كانت ترتيبات هشة لم تتمكن فيها روسيا بشكل محكم من تنفيذ التزاماتها.
ظلت إيران تحاول التغلغل في مناطق درعا عبر استقطاب قادة سابقين في فصائل المعارضة، ودعمهم بالمال والسلاح، وإشعال الفتيل بين الدروز في السويداء من جهة، والسنة في درعا من جهة أخرى.
اتفاق درعا الأخير.. النظام يخترقه
فيما يسعى النظام السوري لفرض سيطرة كاملة على المنطقة، محاولاً التفلّت من القواعد التي يسعى الجانب الروسي إلى فرضها، كما أنها تريد الاستحواذ على ورقة الجنوب والاستفادة منها.
الاتفاق الأخير، 26 يوليو، برعاية روسية بين نظام الأسد، واللجان المحلية الممثلة عن أحياء "درعا البلد"، قضى بفرض "تسوية" للمطلوبين أمنياً وتسليم السلاح الخفيف الموجود بيد عدد من الأشخاص، على أن يتم لاحقاً إعادة انتشار عناصر من قوات الأسد في 3 مناطق يراها أبناء المحافظة "استراتيجية"، ومن شأنها أن تتيح لقوات الأسد إحكام قبضتها الأمنية والعسكرية على المنطقة كاملة.
https://twitter.com/HoranFreeMedia/status/1421814218156826626
جاء ذلك مقابل فك الحصار المفروض على درعا البلد منذ شهر، ووقف عملية عسكرية كان النظام يحشد لها منذ أيام. أمر خرقته قوات الأسد، واستقدمت قوات من "الفرقة الرابعة" التي تحتوي عناصر إيرانية تقدر أعدادها بـالآلاف.
وأعادت معقل الثورة السورية إلى المربع الأول، فعادت الاشتباكات، وعاد القصف ليطال أحياء درعا، ما دفع الفصائل في درعا إلى السيطرة على حواجز ونقاط عسكرية تتبع لقوات النظام السوري في بلدات، كطفس وأم المياذن واليادودة ومساكن صيدا، قُتل خلالها 32 قتيلاً توزعوا على الشكل التالي: 12 مدنياً قضوا بصواريخ ورشاشات وقذائف قوات النظام، و11 مقاتلاً محلياً قتلوا بقصف واشتباكات مع قوات النظام، و9 قتلى من عناصر قوات النظام والفرقة الرابعة، قتلوا خلال المواجهات مع المقاتلين المحليين بمدينة درعا وريفيها الشرقي والغربي، فيما أُسر أكثر من 40 مقاتلاً تابعاً للنظام، خرجوا في فيدوهات مصورة، يتهمون الميليشيات الإيرانية بقيادة العملية، كما اندلعت موجة نزوح كبيرة للأهالي إلى المناطق المجاورة.
فيما بعد تم الإفراج عنهم بوساطة روسية شريطة تعهد روسيا بعدم شن النظام لعملية عسكرية
اقرأ أيضاً: المرصد يتحدث عن 32 قتيلاً بمواجهات درعا
تهدئة جديدة وزيارة سرية لروسيا
وبعد توتر دام لأيام، توصلت اللجان المركزية بدرعا لاتفاق تهدئة جديد، اليوم الأحد، بعد اجتماعها مع الضابط الروسي “أسد الله” في درعا المحطة، حيث سيرفع الأخير مطالب اللجان للقيادة الروسية في العاصمة دمشق اليوم.
كما أخلت المخابرات الجوية عناصرها من موقعها عند مبنى الحزب في مدينة داعل بريف درعا الأوسط. وفي الريف الشرقي قامت المخابرات بإخلاء حاجز تابع لها متمركز على طريق “السهوة – بصرى الشام” من العناصر صباحاً.
سبق ذلك، وقبل أيام، أن أرسلت روسيا مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ألكسندر زورين، رجل “المهمات الصعبة”، إلى هناك حاملاً رسالة، وفق ما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط.
ووفق الصحيفة، وصل الدبلوماسي الروسي سراً قبل أيام إلى بصرى الشام، ونقل عن الرئيس بوتين بأن الحل في درعا يكمن في تسوية سياسية وليس بعملية عسكرية، وهو ما لم تلتزم به قوات النظام، وتضمنت الرسالة تحذيراً بعدم إرسال روسيا لطائراتها القاذفة لدعم عمليات قوات النظام على درعا البلد.
وفور وصوله لسوريا قبل أيام، توجه زورين إلى بصرى الشام في ريف درعا، وتحديداً إلى مقر اللواء الثامن في الفيلق الخامس، بقيادة أحمد العودة، والذي سهّل تنفيذ صفقة الجنوب 2018، مقابل احتفاظه باستقلال هيكلي، وبسلاح ثقيل، وآلاف المقاتلين من درعا، مع إبقاء التبعية لقاعدة حميميم مقر القوات الروسية هناك، والتي توفر السلاح والمال.
مع سعي النظام للبحث عن انتصار عسكري في مهد الثورة السورية بعد فوز الأسد بالانتخابات الرئاسية الصورية، تذكر الصحيفة بأن هناك انسجاماً بين رؤية زورين والتصور العام لوزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، بأن الحل في سوريا هو بتثبيت مناطق نفوذ بترتيبات عسكرية، حيث إن الرأي العسكري الروسي متمسك بعدم قدرة قوات النظام على السيطرة على جميع أنحاء البلاد حالياً لأسباب لوجستية ولتدخل قوات أجنبية كذلك.
إن الوضع في درعا على المدى المتوسط مرهون بالتفاهمات الإقليمية، والملف النووي لإيران، إذ تحاول الأخيرة الضغط على واشنطن وإسرائيل في ملف درعا، لرفع العقوبات عنها، ولاسيما وأنّ اقتصادها بات منهكاً ووضعها الداخلي مهدد بالتفلت من عقاله مع انفجار التظاهرات على الوضع المعيشي، وهنا إيران تصدر أزمتها، فيما يسعى النظام لتصدير أزمته المعيشية بانتصار عسكري يريد تحقيقه في معقل الثورة السورية، لكنّ روسيا تريد الإيفاء بتعهداتها، ولاسيما تجاه الجانب الإسرائيلي، بعدم اقتراب إيران من الشريط المحاذي لها، لذلك يبقى عدم الاستقرار السمة البارزة التي سترافق درعا أقلها على المدى المتوسط.
ليفانت نيوز_ خاص
إعداد حنين جابر
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
قطر تغلق مكاتب حماس
- November 11, 2024
قطر تغلق مكاتب حماس
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!