-
النظام على تخوم "خان شيخون" ويهدد الريف الحموي بالكامل
بسام الرحال - إدلب
تتسارع الأحداث والتغيرات في الخارطة العسكرية شمالي سوريا على وقع هدير الطائرات الحربية التابعة للنظام وروسيا، والتي نفذت خلال اليومين الماضين مئات الغارات الجوية على مناطق جنوبي إدلب أسفرت عن تدميرها بشكل كامل وتقدم قوات النظام في عدة مناطق في ريف المحافظة، حيث بات الريف الحموي الملاصق مهدد بالسقوط بشكل كامل.
تحاول قوات النظام السوري بدعم روسي عزل مناطق ريف حماة الشمالي عبر التقدم من محورين متقابلين في ريف إدلب الجنوبي، متبعة سياسة الأرض المحروقة لقضم المناطق بكثافة نارية جوية وأرضية والتي مكنته من السيطرة على بلدات "الهبيط" و"سكيك"، إضافة لبدء هجومه ليلاً لتجنب ضربات المعارضة بالصواريخ الموجهة التي كبدت النظام خلال الفترة السابقة عشرات الآليات العسكرية المدمّرة.
وحول تقدم قوات النظام على بلدة "الهبيط" أوضح "سامر الحموي" وهو قيادي في المعارضة لـ "ليفانت"، أن "خسارة الهبيط تعتبر خسارة موجعة لقوات المعارضة ولها تأثير كبير على الوضع الميداني في أرض المعركة، حيث تتبع البلدة لريف إدلب الجنوبي ومرتبطة من حيث الجبهات والجغرافية العسكرية مع مناطق ريف حماة الشمالي، إضافة إلى أنها تجاور مدينة كفرنبودة من جهة الغرب والتي سيطر عليها النظام منذ نحو شهرين".
وأضاف أن "البلدة ذات أهمية كبيرة لوقوعها على الطريق الواصل لمدينة خان شيخون إحدى أهم مدن المعارضة في ريف إدلب والتي تبعد عنها 7 كيلو متر، حيث يهدف النظام بعد سيطرته على الهبيط بالتقدم شرقاً نحوها، وذلك بالتوازي قواته الأخرى التي تتقدم غرباً باتجاه خان شيخون أيضاً بعد سيطرته على بلدة سكيك وتلتها، وهو إذا ما حدث فعلاً (سقوط خان شيخون) فهذا يعني سقوط ريف حماة الشمالي بالكامل بيد قوات النظام بنسبة 100 بالمئة".
وأوضح "الحموي" أن النظام خلال هذه الحملة العسكرية يسير وفق خطة عسكرية جديدة، حيث ابتعد عن الأسلوب التقليدي في الهجوم على مدن كفرزيتا واللطامنة ومورك التي تعتبر مناطق محررة منذ سنوات وتمتاز بتحصينات جيدة وتسببت بخسائر كبيرة في صفوف النظام خلال الحملات العسكرية السابقة، فعمل على الالتفاف على هذه المنطقة ومحاصرتها من جهة الشرق، وبالتالي سقوطها عسكرياً من دون تكلفة الهجوم عليها".
وبيّن "الحموي" أنه لتجنب سقوط الريف الحموي لابد لقوات المعارضة من إيقاف تقدم قوات النظام من جهة الهبيط غرباً وسكيك شرقاً، حيث يعتبر المحور الشرقي منطقة دفاعية جيدة لكثافة أشجار الفستق الحلبي والبساتين والكروم، أما المنطقة شرقي الهبيط وهي قريتي كفرعين وتل حاس فيوجد فيها تلال وتستطيع فصائل المعارضة صد تقدم القوات المهاجمة إذا كانت التحصينات جيدة، وإلا سيستمر تقدم النظام باتجاه خان شيخون".
بدورها، تسعى فصائل المعارضة لتكثيف عملياتها النوعية ضد قوات النظام في المنطقة، عبر استهداف مواقعها بصواريخ أرض أرض، وقذائف مدفعية، نتج عنها مقتل عدد من العناصر وتدمير مدافع وآليات ثقيلة بحسب إعلانها الرسمي.
وقالت "الجبهة الوطنية للتحرير" عبر معرفاتها إنها تمكنت من تدمير دبابتين وقتل مجموعة عناصر للنظام على محور تل سكيك بريف إدلب الجنوبي، كما قامت "هيئة تحرير الشام" بتفجير عربة مفخخة في مواقع قوّات النظام في ذات المحور، في وقت أعلنت تدمير قاعدة إطلاق على جبهة الحماميات في ريف حماة الشمالي بصاروخ مضاد دروع.
من جهته، قال فريق "منسقو استجابة سوريا" في بيان: "وثّق خلال الأسبوع الأول من خرق اتفاق وقف إطلاق النار وايقاف العمليات العسكرية استهداف القوات الجوية السورية والروسية لـ 49 نقطة شمال غربي سوريا، في حين بلغ عدد النقاط المستهدفة من قبل سلاح الأرض 46 نقطة".
وبحسب البيان فإنه "بلغ عدد الضحايا المدنيين خلال الفترة التي تلت خرق الاتفاق 25 مدنياً، بينهم ستة أطفال في محافظتي حماة وادلب"، مشيراً إلى أن قوات النظام السوري سيطرت على سبع مناطق مشمولة ضمن اتفاق "المنطقة منزوعة السلاح".
وأضاف أن "أعداد النازحين المغادرين من المنطقة عقب خرق الاتفاق بلغت 5428 عائلة (35173 نسمة) وتشمل العائلات التي عادت بعد توقيع الاتفاق، في حين بلغت أعداد المنشآت والبنى التحتية المستهدفة خمسة عشر منشآت خدمية وتعليمية".
وكانت قوات النظام استأنفت القتال بعد إلغائها اتفاق التهدئة مع فصائل المعارضة في 5 من آب الحالي، إذ شنّت هجمات على محور قرية الأربعين والزكاة شمالي حماة، بالإضافة إلى تل الصخر والجيسات وتل سكيك، استطاعت خلاله من السيطرة على بلدة الجيسات وتل الصخر جنوب وغرب بلدة الهبيط، الخميس الماضي، عقب قصف جوي ومدفعي مكثف، كما سيطرت على بلدة سكيك وتلته، بعد معارك كر وفر مع فصائل المعارضة.
وتوصلت تركيا وروسيا في 17 أيلول/ سبتمبر 2018 إلى اتفاق يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح بين مناطق النظام ومناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا، لكن الاتفاق شهد خروقات عدة من قبل النظام السوري حين شنّ ثلاث عمليات عسكرية على المنطقة بلغت ذروتها مطلع شهر شباط / فبراير الماضي، ورافق ذلك تحذيرات أممية ودولية من تصاعد العنف في المنطقة التي تحتوي على أكثر من أربعة ملايين مدني بين سكان أصليين نازحين ومهجرين من مختلف المحافظات السورية.
النظام على تخوم "خان شيخون" ويهدد الريف الحموي بالكامل النظام على تخوم "خان شيخون" ويهدد الريف الحموي بالكامل
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!