-
"الولاية القضائية" و"الذاكرة التاريخية".. وسائل مطروحة لمحاسبة الأسد
نشرت مجلة "ذي أتلانتك" الأميركية، مقالاً عن تملص الحكام من العقاب بعد أن يدمروا بلدانهم في حروب أو اضطرابات أمنية، ومن بين هؤلاء رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وقالت الباحثة في معهد "ييل جاكسون" للشؤون العالمية، جانين دي جيوفاني: "نادرا ما يواجه الأشرار الحساب في الوقت المناسب"، معتبرة أنّ الأسد (55 عاما)، الذي لا يزال يخوض حرباً أهلية استمرت عقداً من الزمان "انتصر فعليا" بعدما دبر عمليات القتل والاغتصاب والتعذيب والغاز الكيماوي لشعبه، على حد تعبيرها.
وأصبح عهد الأسد مرتبطا بالحرب التي بدأت في 2011 بمظاهرات سلمية قبل أن تتفاقم إلى صراع متعدد الأطراف، مزق البلاد وحصد أرواح مئات الآلاف وتسببت في نزوح 11 مليونا، أي حوالي نصف سكان البلاد، عن ديارهم.
وتابعت دي جيوفاني: "لن يواجه الأسد العدالة في الوقت القريب، لاسيما أن للمحكمة الجنائية الدولية اختصاص محدود في سوريا، حيث لم توقع دمشق على المعاهدة الخاصة بها"، لكن هذا لا يعني تخلي المجتمع الدولي "عن محاولة تحقيق العدالة، حيث توجد آليات لضمان استمرار هذا المسعى، مثل محاولات ألمانيا وفرنسا لممارسة ما يُعرف بالولاية القضائية العالمية، أو الإقرار بجرائم أسماء، زوجة الأسد، في المملكة المتحدة كونها مواطنة بريطانية"، حسبما تقول الباحثة.
وكانت محكمة ألمانية، قد قضت في شهر شباط/ فبراير، بسجن ضابط مخابرات سوري سابق أربع سنوات ونصف بتهمة التواطؤ في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. حيث لجأ المدعون الألمان إلى تطبيق مبدأ "الولاية القضائية العالمية" الذي يسمح بمحاكمة مرتكبي الجرائم الخطيرة بغض النظر عن جنسيتهم ومكان حدوث الجرائم.
كما قالت: "حتى إذا لم يتم تأمين العدالة من خلال هذه الوسائل، فلا يزال من الممكن عمل الكثير حتى يتم تحقيقها"، ثم تتساءل: "ماذا لو لم تتم معاقبة مرتكبي الصراع؟ ماذا بعد انتهاء الحرب الأهلية؟ هل تعود الدولة من جديد؟".
وأشارت إلى أنّ سوريا ليست أول من يواجه مشكلة حفظ الذاكرة، إذ سبق لإسبانيا أن أقرت قانون الذاكرة التاريخية بعد وفاة فرانسيسكو فرانكو، وهو جنرال وديكتاتور إسباني، وأحد قادة انقلاب سنة 1936 للإطاحة بالجمهورية الإسبانية الثانية، والتي أدت إلى الحرب الأهلية الإسبانية.
اقرأ المزيد: احتفالاً بالفوز على"الثيران الهائجة";.. بشار الأسد يلقي خطاباً حافلاً بالشتائم
أما في سوريا، فيجب تأجيل المساءلة لأنه لا يوجد مسار واقعي، لكن "الحكومة ستتغير، والأسد سيسقط، وحينها لن يستطع التهرب من الحساب"، على حد قولها.
وعندما تحين فرصة تحقيق العدالة، يجب على المجتمع الدولي، بحسب جيوفاني، التركيز على تسجيل الفظائع التي ارتكبها الأسد ونظامه حتى يتسنى تقديمها إلى القضاء الدولي وحفظ الذاكرة.
ليفانت- وكالات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!