-
بهجلي وأبو عمشة: تحالفات مثيرة للجدل ترسم خريطة النفوذ التركي بسوريا
-
في ظل هذه الظروف، يبقى السؤال معلقًا حول مستقبل السوريين في تركيا وما إذا كانت الوعود السياسية ستتحول إلى واقع ملموس أم أنها مجرد غطاء لأجندات خفية
في تطور يعكس تشابك السياسة بالعسكرة، كشفت صور نشرتها حسابات مقربة من "القوة المشتركة" عن لقاء جمع بين دولت بهجلي، رئيس حزب الحركة القومية التركي، وقائدي القوة، سيف أبو بكر ومحمد الجاسم أبو عمشة.
ويُعرف بهجلي بعلاقاته الوثيقة مع تنظيم الذئاب الرمادية، الذي يُصنف كتنظيم إرهابي في دول مثل فرنسا والنمسا، وقد تم حظره في فرنسا في عام 2020، كما أوصى البرلمان الأوروبي بإدراجه ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية.
وتأتي هذه اللقاءات في وقت تتزايد فيه الانتهاكات ضد اللاجئين السوريين في تركيا، وخاصة في مدينتي قيصري وعنتاب، حيث تعرض السوريون لهجمات وأعمال شغب، وقد أثارت هذه الأحداث قلقًا عميقًا بين السوريين، لا سيما في ظل الصلة بين حزب الحركة القومية وتنظيم الذئاب الرمادية.
اقرأ أيضاً: رغم العقوبات الأمريكية.. أبو عمشة يمهل السكان الكُرد 3 أيام لدفع الإتاوات
من جهة أخرى، يُثير اللقاء تساؤلات حول دور التركمان السوريين، وخاصة سيف أبو بكر ومحمد الجاسم، اللذين يُقال إنهما من التركمان، وهو ما يُعتبر مثيرًا للقلق بين السوريين في المناطق التي تحتلها تركيا في شمال غرب سوريا.
والتركمان السوريون، وجدوا في تركيا داعمًا وحاميًا خلال الحرب الأهلية السورية، وهم يتمتعون بروابط ثقافية ولغوية مع تركيا، ويُنظر إليهم على أنهم حلفاء طبيعيون لأنقرة في الصراع السوري.
ومع ذلك، فإن الدور الذي يلعبه قادة مثل أبو بكر وأبو عمشة يُعقد الديناميكيات الإقليمية، حيث يُنظر إليهم على أنهم يمثلون مصالح تركيا ولا يمثلون أي مصالح للسوريين أنفسهم.
وأحداث قيصري الأخيرة التي وقعت ضد اللاجئين السوريين كانت قد أثارت قلقًا كبيرًا، حيث اندلعت أعمال عنف في ولاية قيصري وسط تركيا، استهدفت مصالح وممتلكات السوريين، بذريعة تحرش شاب سوري بطفلة.
واعتبرت تلك الأحداث من بين الأعنف التي تعرض لها اللاجئون السوريون في تركيا منذ بدء موجة اللجوء، وقد أثارت ردود فعل في الشمال السوري، حيث خرجت مظاهرات متفرقة تنديدًا بما تعرض له اللاجئون، كما تم احراق عدد من الشاحنات التركية.
ليفانت-متابعة
