-
رسالة بعلم الوصول.. وداعاً أبي أحمد وداعاً حقوق الإنسان
وقد حضرتني قصة مُضحكة لرجل خانته ثقافته وعلمه "كإسرائيل وشركائها أبي أحمد وغيره"، أراد ذات يوم السفر لقرية وراء النهر، فركب قارباً لرجل قروي غير مُثقف، وفي أول الرحلة غطّت الشمس بغيوم سوداء ولأنّ الطريق طويل، قرر التحدّث مع القروي، فقال له: هل تعلم أن الشمس بعيدة عنا بـ93 مليون ميل، ومع ذلك تزودنا بالحرارة والضوء، وإنها إذا انحرفت دُمر الكون بالكامل، فرد الرجل: يا سيدي العزيز، أنا رجل فقير (أُمي)، من المستحيل أن أفهم ما تقول".. لينهرهُ المثقف: "إذاً، فأنت غبي بنسبة 25 %"، وفي عرض النهر، علا صوت الرعد، فقال العالم: "هل تعلم كيف تحدث هذه الظاهرة؟"، فرد القروي: "لا يا سيدي"، فقال له: "إذاً أنت غبي بنسبة 50 %"، وفي الربع الثالث من الطريق، تغيّر الطقس كلياً.. أصبح مظلماً وبدأ المطر بالهطول، وامتلأ القارب بالماء، وعلى الفور قال العالم: "هل تعلم كيف نحصل على المطر؟"، فقال صاحب القارب: "لا يا سيدي"، ليكون الرد من المُثقف وهو مُعتدّ بنفسه: "إذاً أنت غبي بنسبة 75%.. وفجأة، قاطعه صاحب القارب بصرخة كبيرة "آه.. يا إلهي! سنغرق ونموت، لا يمكننا إلا السباحة تلك المسافة القصيرة". فرد المثقف العالم والخبير بالعلوم: "لكنني لا أستطيع السباحة! صرخ وهو يرى موته المحتّم أمام عينيه"، ليأتيه جواب الفقير البسيط: "إذاً يا سيدي العزيز، أنت غبي بنسبة 100%".
هكذا فعل أبي أحمد بشعبه، وكأنّه (انتحار مستنسخ)، لتلك الصورة التي انتهى بها نابليون وهتلر، وأرادها أردوغان لتركيا، والخُميني لإيران وتدمير سوريا والعراق، والآن لبنان واليمن، لتطوي التطورات الميدانية في إثيوبيا صفحة "ديكتاتور إثيوبيا" وسفاح "حقوق الإنسان" رغم فوزه بمقعد رئيس الوزراء مُنتخَباً منذ فترة وجيزة، وأظنّ أن نهايته ستقترب من نهاية القذافي -رحمه الله- إن لم تكن مقصلة الإعدام حاضرة، فكل المؤشرات تُشير إلى حرب أهلية شاملة، وتفوق قوات المعارضة الإثيوبية ووصولها قريباً للعاصمة "أديس أبابا" بعد استيلاء "التيغراي" على مدينتي (ديسي وكاتلوشيا) الاستراتيجيتين، وإعلان حالة الطوارئ وحظر التجوال وإغلاق مؤسسات الدولة في عموم البلاد، لتسبح إثيوبيا في مياه ديكتاتورية الفوضى الشاملة، وإعلان نهاية المُستقبل السياسي لآبي أحمد والذي بدأه بالقضاء على الفيدرالية الإثنية الإثيوبية، وفشله في وحدة القوميات الإثيوبية مع حزبه "الازدهار"، وتحالفه مع الأمهرة لإحياء مجدها السياسي، (الذي حكم به الإمبراطور هيلاسيلاسي، وغيره من أباطرة الأمهرة لعقود عدة)، والذي اغتالته قومية "التيغراي" بزعامة رئيس الوزراء الراحل "زيناوي" حيث ضمن نظام الفيدرالية استقراراً سياسياً منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى عام 2015، فورّط "آبي أحمد" الأمهرة إقليمياً، بتوتر العلاقات مع السودان بسبب منطقة "الفشقة" أهم مورد اقتصادي، وربط الملف الحدودي بين إثيوبيا والسودان بملف سد النهضة، وهو ما ردّت عليه السودان باستعادة حقها، واُعتبر هزيمة للأمهرة ولآبي أحمد معاً.
والآن أعلنت "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" الاندماج مع "جيش تحرير أرومو" في خطوة تُعتبر بمثابة تتويج للتحالف العسكري الشامل الذي تم الإعلان عنه في أكتوبر الماضي، بين مكونات مُتعددة للقوميات الإثيوبية في أعقاب حوار سياسي شامل بين أطرافه على مدى 3 أشهر تقريباً، مُخاطبين العالم الخارجي للحصول على تأييده أو على الأقل تحييده، مع تطمينات لحليفة آبي أحمد، إرتيريا، وقائدها "أسياس أفورقي".. وفي ظني أن وقف آلة الحرب قد فشلت، وستطال دول القرن الأفريقي التي تعاني من هشاشة مؤسسة الدولة وتعقيداً على المستويين الديموغرافي والإثني، وكلها أمور ستتسبب بمستقبل مفتوح الحرب على أمن البحر الأحمر والمصالح الإقليمية والدولية فيه، وبالتالي فإنّ السيناريو المتوقع للتدخل الدولي في هذه الأزمة سيبدأ بعد الحسم العسكري للمعارك، وبالطبع ستكون ضد آبي أحمد واعتباره "ورقة محروقة"، خاصة بعد ممارسة قواته "فظائع" إنسانية قد تتسبب في تقديمه إلى المحكمة الجنائية الدولية، ورفضه للتعاون مع وكالات الغوث الإنساني التابعة للأمم المتحدة وطرده مسؤولين فيها، وقيامه بحملات وصِفت بحملات "تضليل سياسي وإعلامي" ضد المُنظمات الإنسانية العالمية بشكل عام.. فهل يستسلم الجيش الإثيوبي ويستفيق قبل أن نراه في مسيرة تجوب البلاد كما حدث لعشرة آلاف جندي منه؟
إن الغباء السياسي لدى ديكتاتور (آكل حقوق الإنسان في بطنه) وليس حقوق شعبه الإثيوبي فقط، بجائزة أبكت عالمنا الحُر وحقوقه بالهدم والخراب والأنانية والعدوان على شركائه، جعلت منه (مُسخة إنسانية)، إذاً يا سيدي العزيز في رسالة بعلم الوصول، أنت غبي بنسبة 100%. فهل تفهم أم على القلوب أقفالها؟
ليفانت - إبراهيم جلال فضلون
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!