الوضع المظلم
الخميس ٢٦ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • روسيا تتجاهل "جنيف" وتركز على "أستانة" واللاجئين وإعادة الإعمار ملفات رئيسية للتسوية

روسيا تتجاهل
طه جديد

روسيا تتجاهل "جنيف" وتركز على "أستانة" واللاجئين وإعادة الإعمار ملفات رئيسية للتسوية

طه عبد الواحد 



تتراكم المعطيات التي تعزز القناعة بأن روسيا ستستمر في معركة إدلب حتى استعادة السيطرة عليها لصالح النظام السوري، كما سبق وأن فعلت في مناطق خفض التصعيد الأخرى. وعبّر عن هذا الموقف صراحة "فاسيلي نيبينزيا" مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، الذي قال خلال جلسة لمجلس الأمن حول سوريا يوم 18 يونيو الجاري إن "السيطرة على إدلب يجب أن تعود للحكومة السورية". و


بعد أنباء حول نقل سفن حربية وطائرات شحن عسكري روسية عتادا إلى قاعدة حميميم، في خطوة أجمع المراقبون على أنها تأتي في إطار تحضيرات لعمليات عسكرية كبيرة، أخذ الإعلام الروسي يركز على نشر أخبار حول "الإقامة المريحة" التي تم توفيرها للاجئين يزعم أنهم خرجوا من محافظة إدلب، بما في ذلك في مأوى للاجئين في اللاذقية، وآخر في منطقة حرجلة قرب دمشق، وفق ما ذكرت وكالة "تاس"، التي نقلت عن مدير ناحية حرجلة قوله إن 1500 لاجئ فروا من منطقة خفض التصعيد في إدلب يقيمون في المأوى، وحصلوا على المساعدة الطبية والغذاء، ومعونة مالية. وفي وقت سابق أعلنت روسيا عن افتتاح النظام السوري ممرين في المنطقة، قالت إنهما لخروج المدنيين من إدلب.




سياسيا يبدو أن روسيا تحاول مجدداً نسف عملية التسوية في جنيف، أو على الأقل التقليل من أهميتها، وفرض مسار أستانة رئيسياً للتسوية. ويؤكد المسؤولون الروس دوما أن "مسار أستانة" أثبت أنه الوحيد الفعّال، وكرر "فاسيلي نيبينزيا" العبارة ذاته منذ يومين.


إلى ذلك كان أرتيوم كوجين مدير دائرة الصحافة والإعلام في الخارجية الروسية، ، حريصاً في تصريحات حول اللقاء الأمني الثلاثي في القدس، على تمييز "مسار أستانة"، مقابل تجاهل تام لمسار جنيف، حين قال إن الخارجية الروسي ترى (خلال اللقاء) إمكانية لإشراك منصة جديدة (في التسوية السورية)، وشدّد على الفور بأن "لا تكون بديلا عن الأخرى" وبصورة خاصة عملية أستانة"، دون أي إشارة لمسار جنيف. ومقابل الحديث عن اقتراحات عرضتها الولايات المتحدة على روسيا حول آليات تسوية الأزمة السورية، تقوم بصورة رئيسية على تنفيذ القرار 2254، عرض كودين ملامح الرؤية التي يبدو أن روسيا ستعرضها خلال القاء الثلاثي، وتقوم على "القضاء التام على الإرهابيين في سوريا وعودة اللاجئين، وإعادة الإعمار وتأهيل الاقتصاد السوري في أسرع وقت".




ويبدو أن روسيا بدأت تتحرك باتجاه فرض "مسار أستانة" رئيسياً للتسوية، وإعادة اللاجئين قضية اساسية فيها. إذ أجرى "الكسندر لافرينتيف" المبعوث الرئاسي الروسي إلى سوريا ومعه "سيرغي فيرشينين" نائب وزير الخارجية الروسي جولة خلال اليومين الماضين شملت بغداد وبيروت. وأجريا هناك محادثات مع كبار المسؤولين، ركّزت بصورة رئيسية على مشاركة لبنان والعراق في مفاوضات أستانة بصفة مراقب. وتزامنت محادثات الوفد الروسي في لبنان مع تزايد الضغط على اللاجئين السوريين هناك، في أعقاب تصعيد عنصري جديد ضدهم من جانب وزير الخارجية جبران باسيل، وإطلاق الأمن والجيش عمليات بذرائع مختلفة لتضييق الخناق عليهم.


ومن خلال انضمام لبنان والعراق إلى المفاوضات بصفة مراقب، مع مشاركة الأردن بالصفة ذاتها، ومشاركة تركيا في مسار أستانة بصفة عضو أساسي، تكون روسيا قد جمعت ضمن هذا المسار جميع دول الجوار السوري، التي تستضيف العدد الأكبر من اللاجئين السوريين، وستجد في هذا مبرراً لفرض بحث ملف إعادة اللاجئين ضمن مفاوضات أستانة. وبغض النظر عن النتائج التي ستحققها في هذا الاتجاه، فإن مجرد إمساكها بورقة "اللاجئين" عبر تنسيق وثيق مع دول الجوار السوري، يمنحها ورقة "رابحة" إضافية، ظاهرها "إنساني" وفي جوهرها تخفي السعي للحصول على تمويل دولي لعملية إعادة الإعمار، التي تعهد النظام السوري بمنح الشركات الروسية الأولوية في تنفيذها.


روسيا تتجاهل "جنيف" وتركز على "أستانة" واللاجئين وإعادة الإعمار ملفات رئيسية للتسوية

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!