الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
صحفي يتجاوز الحدود.. اعتداءات على أسرى الحرب في تل رفعت
عبد الرحمن الحلبي

بثت منصات معارضة مقطعًا مرئيًا يظهر شخصًا يرتدي سترة واقية للصحفيين، والتي تُستخدم عادة في مناطق النزاع، وهو يعتدي بالاشتراك مع عناصر من "الجيش الوطني" الموالي لتركيا على أسرى في مدينة تل رفعت شمال حلب. 

كما تم تداول مقطع آخر، تحقق منه مركز "نورث برس"، حيث يُظهر مسلحًا يقول إنه يتواجد داخل أحد المشافي في تل رفعت، حيث قيل إن الأسرى كانوا مسعفين داخل المنشأة الطبية، ولم يُعرف مصيرهم حتى الآن.

وتمكنت "نورث برس" من تحديد هوية الصحفي المرافق لعمليات "الجيش الوطني" والذي يشارك في الاعتداء على الأسرى، من خلال التواصل مع ثلاثة صحفيين مختصين في الإجراءات الاستقصائية في حلب. وكشفت الصحفية الاستقصائية في حلب أن المعتدي ينحدر من بلدة تل رفعت.

 

خلال المقطع، يذكر أحد المسلحين "أبو مصعب عم يضرب" في إشارة إلى الصحفي، بينما يتبادلان الابتسامات. وأفاد صحفي سوري من ريف حلب، طلب عدم الكشف عن اسمه، بأن الشخص الذي يظهر في التسجيل، والذي يرتدي سترة إعلامية، له ارتباطات مع فصائل الجيش الوطني.

وفي سياق متصل، أوضح الناشط الحقوقي فاروق الحياني، المسجل كاسم مستعار، أنه التقى عدة مرات بالشخص الذي يدعى عبد الرحمن والمعروف بالحلبي، مشيرًا إلى أنه من تل رفعت وعاش في السنوات الأخيرة بمخيم "سجو" قرب الحدود السورية-التركية. وأكد الحياني أن الحلبي يعمل كمصور صحفي لدى وكالة إعلامية معارضة ويتعاون أحياناً مع قناة تلفزيونية.

بعد التحقق من حسابات "عبد الرحمن الحلبي" على وسائل التواصل الاجتماعي، أكدت "نورث برس" أنه هو الشخص الموجود في المقطع المرئي. وقد كتب الحلبي على حسابه أن اسمه الكامل هو عبد الرحمن بربوري، وشارك تحديثات حول العمليات العسكرية في حلب التي تنفذها هيئة تحرير الشام (المعروفة سابقًا بـ"جبهة النصرة") وفصائل موالية لتركيا. 

 

كما نشر الحلبي منشورات تحريضية ضد الأسرى من القوات الحكومية خلال الهجوم الأخير على حلب، قبل أن يقوم بحذفها بعد التواصل معه. 

وعند التواصل مع "عبد الرحمن الحلبي" عبر تطبيق واتس آب، أكد أنه الصحفي عبد الرحمن ويعيش في حلب. وعند استفساره عن مشاركته في الاعتداء على الأسرى، أبدى تنديدًا بالحادثة مطالباً بعدم تداول الفيديو وضرورة حذفه فورًا، مهددًا برفع دعوى قضائية ضد أي شخص يُعيد مشاركة المقطع.

في رده على سؤال حول سبب حذف الفيديو، بدأ مبررًا الاعتداء بأنه "خطأ"، مؤكدًا أن "هذه الأخطاء ما لازم تنتشر باسم المعركة". 

وفي اليوم التالي، لم يرد الحلبي على أسئلة "نورث برس" بعد أن اطلع على الرسائل، ولم ينفِ في نهاية المحادثة مشاركته في الاعتداء.

بدوره، أشار الصحفي عباس موسى إلى أنه بغض النظر عن هوية المعتدي، فهو يمارس العمل الإعلامي، وبالتالي يجب أن ينطبق عليه المعايير الأخلاقية اللازمة. وتشدد المعايير الدولية على ضرورة أن يتحلى الإعلامي، سواء كان مدنيًا أو عسكريًا، بالحياد في تغطيته للأحداث، واحترام حقوق الإنسان، وعدم الإساءة لأي طرف، وعدم وضع نفسه أو حياة الآخرين في خطر.

المصدر: نورث برس

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!